انتصار هنري!
أ.د. حلمي محمد القاعود
أتصور أن هنري كورييل(19781914 م) يتقلب في مقبرة بير لاشز وهي أكبر وأشهر مقابر باريس سعيدا
بما وصلت إليه الحال في مصر بعد خمسة وثلاثين عاما من رحيله, فقد استطاع رفاقه وخلفاؤه الذين رباهم علي عينه في الحركات الشيوعية التي أسسها في مصر والسودان( حمتو ـ حدتو ـ حستو) أن يؤدوا دورهم الدموي التخريبي, في هز البناء الاجتماعي والسياسي والاقتصادي في البلدين, فضلا عما فعلوه في العراق وسوريا والجزائر وعدن!
الحركات الشيوعية التي تقود الثورة المضادة لثورة الحرية والأمل في مصر, نجحت في حشد الفلول والناصريين والمشتاقين وأشباههم ضد الديمقراطية الوليدة لإفشالها وجعل الناس تكفر بكل بارقة أمل تلوح ليحكم الشعب نفسه ويؤسس لنظام يقوم علي العدل والكرامة. وقد استطاعت الحشود العدوانية أن تجعل من المولوتوف والدم والحرق شعارا لها, وهو الشعار الذي تؤمن به الحركات الشيوعية في العالم. استطاع القوم أن يهزوا المجتمع المصري كله وساعدهم علي ذلك انسحاب الأمن وصمت الناس أمام الجريمة المنظمة التي استهدفت مقر الرئاسة في الاتحادية ومقار الإخوان المسلمين ومؤسسات الدولة وميادينها. السلوك الإرهابي البشع كان ضحيته المئات من القتلي والجرحي والمصابين وحصار المساجد وإغلاقها لأول مرة وإحراق المصاحف وسحل المواطنين الملتحين وضربهم بلا رحمة, فضلا عن إحراق الحافلات والمباني.
استطاع هنري أن يصنع منظومة من الإعلاميين والصحفيين والنقابيين ودكاكين حقوق الإنسان غزت مفاصل الدولة علي مدي ستين عاما, واستطاعت بالكذب والتضليل والتدليس قلب الحقائق, واللعب في أدمغة الناس, وفي المقابل فإن الحياء منع الناس أن يردوا علي الإجرام المتبجح بالمثل, منعا للمضاعفات التي يمكن أن تنتج عن المواجهة. وساعد علي ذلك جهاز أمن فاسد متواطئ يدعي الحيادية, يتحرك فقط عند مدينة الإنتاج الإعلامي التي تبث التحريض والأكاذيب وتشيطن الإسلاميين وتدعو لسحقهم.
في أثناء الانتخابات التشريعية الماضية لم يخجل قيادي شيوعي من الإعلان عن ضرورة استخدام العنف والدم لمنع الإسلاميين من الوصول إلي السلطة, وها هو يصدق وعده اليوم بما يجري في العاصمة والمحافظات في وقت واحد. نم هانئا أيها الصهيوني هنري!