بشار رنين طبل ومزمار
مصطفى منيغ
بقعة، احتواها تيار ثورة فحولها مشعل نور وشرارة انتشار مهما اتسعت الرقعة، كالسيف متى سُلَّ من الغمد تحرك ماسكه للاستشهاد أو العودة وقد وفَّى بالعهد. بقعة سماها القدر "سوريا" أراد حاكمها ابتلاع مجدها كأنه ممحاة "سبورة" من آثار كتابات طباشير مهما اختفى على وقع احتكاكها بالسطح حرف من حروفها تجلى آخر في موضعه لتبقى نفس الجملة مقروؤة في السر والعلن تبحر مع اللعن لغاية حضور بشار، في مجمع رماه رنين الطبل والمزمار، لقبضة يد التوقيع على الورق بائعا الوطن، وما بداخله تَحَصَّن ، كانوا له نعم الأعوان ، فتخلى عنهم تخلِّيَ راعي البقر الأمريكي إن جُرِح له حصان ، في أفلام أواخر القرن الثامن عشر وما تلاها لتصل تصرف "بشار" وما شابهه من القوم الضالين.
... "سوريا" باقية حيث هي مهما خسرته من معالم بنيان، أو ما أضاف لماضيها أي إنسان ، خيرا أو شرا كان ، باقية بنفس الأرض لا تتحرك لا تنكمش لا تندثر إلا بإرادة خالقها الرحيم الرحمان ، أما "بشار" ونصف مليون مرتزق أشار أحدهم بالزحف انطلاقا من إيران ، في "عنترية" لم يَجُد بمثلها زمان ، صوب دَكِّ الحجر ومن تحته البشر وما بقي من أليف حيوان ، لتتسوى بسيطة "سوريا" مع سطح يليق بعنق لقلاق لم يُمَكِّن جسده منقار ليتشبه بطاووس زين جزءا من ريشه الروس وما تبقى من مستخلصات تخصيب يورنيوم من إنتاج طهران ، وأشياء من هذه الكوابيس الظاهرة في نوم من ملأ بطنه بالامحدود ناسيا أنه ممعود يتقيأ بعد استيقاظه بقايا تمائم كهان ، عملاء الشيطان ، مخصصة بالسحر المادي كانت لتعمير المنطقة بناطحات الأقصى من الفتن .
... باقية هي سوريا ، وراحل بشار إلى الأسوأ كقرار، مهيأ بما يؤكد أن أعظم عظماء طغاة هذه الفانية ممن تجبر ، لا يعادل حتى اللاشيء قياسا على أحقر احتقار .
الجيش الحر يملك العزيمة والإرادة والرؤية الصائبة وكل تقنيات الحروب الكبرى يرأسه من زودهم الإصرار على تنظيف سوريا العزيزة حتى من رائحة استعمار نظام بشار ، بحدس يحققون به التفوق وراء كل انتصار ، فلم يكن ثمة لا اختطاف ولا رهائن ولا مس بممثلي هيأة الأمم المتحدة كجنود مكلفين من طرفها بمهمة و إنما تدخل نبيل لتفويت الفرصة على جند الأسد المنهار ، كي لا يلصقوا التهمة المعدة لإظهار الثوار مثلهم عصابة لا تراعي ذمة ولا تحترم ما اتخذته المنظمة الأممية من قرار ، وحتما ساقط داخلها من ينجز غدرا بالأخيار تلك الحفر .
... نتصور كيف كان حال الخاسر بشار، وهو يمضغ لسانه والعالم يتفرج مثله على وقائع المؤتمر الصحفي و"الأردن" في شخص قياداته العسكرية توضح (كطرف محايد) بما لا يدع شك، أن الحق حق ماثل أمام الجميع (الجنود الفلبينيون الموضوعون من طرف وطنهم رهن إشارة الأمم المتحدة في مهمة سلمية يتمتعون بالارتياح والطمأنينة عكس ما سارعت أبواق بشار المأجورة ونشرته من افتراءات كعادتها) والباطل حصاد من زَرَعَ الأوهام على ارض السراب .