كوسوفا والروهينجا
أ.د. حلمي محمد القاعود
تمنيت أن يكون هناك اعتراف جماعي بكوسوفا من مؤتمر القمة للتعاون الإسلامي الذي عقد في القاهرة أخيرا, وتصعيد تدريجي دبلوماسيا واقتصاديا ضد دولة ميانمار( بورما سابقا).
حتي تكف عن طرد المسلمين الروهينجا وقتلهم. ما جاء في البيان الختامي متعلقا بكوسوفا والروهينجا كان ضعيفا وباهتا ومجرد تأدية واجب لا أكثر. فقد وجه القادة النداء إلي جميع الدول الأعضاء بالمنظمة للنظر في الاعتراف بكوسوفا ودعم اقتصادها. وبالنسبة للروهينجا فقد طالب البيان السلطات في ميانمار بالسماح بإيصال المساعدات للمتضررين, كما أدان الأعمال الوحشية المتواصلة في حق المسلمين.
ولا أظن أن ذلك سيغير من الواقع شيئا, لأن الدعوة للنظر في الاعتراف بكوسوفا مسألة اختيارية لا تعني شيئا بالنسبة لدول المؤتمر التي ينبغي أن تكون سندا وعونا للشعب الكوسوفي المظلوم, ولا أعتقد أن ميانمار ستوافق علي السماح بالمساعدات, كما أن الإدانة مجرد كلام في الهواء.
إن الدول الإسلامية تستطيع أن تساند الشعب الكوسوفي وتقويه في مواجهة الظلم الصربي الذي عاني منه شعب كوسوفا طويلا. هناك إحدي وتسعون دولة تعترف بكوسوفا حتي الآن بوصفها دولة مستقلة; ولكي تصبح عضوا في الأمم المتحدة يجب أن تحصل علي اعتراف سبع وتسعين دولة. لم تعترف بكوسوفا غير أربع دول عربية وكان المأمول أن تكون مصر في مقدمة الدول التي تعلن اعترافها, ولكنها للأسف لم تفعل حتي الآن. لماذا ؟ الله أعلم. صربيا تاريخها ضد المسلمين في البوسنة والهرسك والجبل الأسود وكرواتيا وكوسوفا مجلل بالسواد والعار, ومع ذلك فالعرب والمسلمون يعاملون الصرب أفضل معاملة وكأنهم لم يقترفوا جرائم وحشية ضد الإنسانية!
المسلمون الروهينجا في ميانمار يتم استئصالهم في وضح النهار, ومن يفلت من القتل يهرب إلي الموت في البحر أو البر, لأن الدول المجاورة لا تقبل به. وهم في كل الأحوال محرومون من أبسط حقوق الإنسان, حتي الصلاة لا يستطيعون أداءها في جماعة!
متي ننهض ومعنا العالم الحر لننصف الإنسانية المضطهدة في كوسوفا وميانمار, علما بأننا نملك كثيرا من الأوراق ؟