باب الكرامة .. باب الحياة

سامح عودة/ فلسطين

[email protected]

ليس بإمكان الفجر النقي الآن  إلا أن يشرقَ من بوابات الطهارة على سفوح جبال  " ايلياء"  - القدس إن أحببتم-  فباب الشمس وباب الكرامة وباب الزيتون وأبواب أخرى يستعد الفلسطينيون لفتحها في وجه الاحتلال هي باب الحياة للخلاص  بوصلتهم للخلاص من ذاك الاحتلال البغيض..!! الخلاص من احتلال ظل رابضاً على الصدور ما زاد عن النصف قرن وبضع سنين، هو الفجر النقي ذا الشمس الخجولة يفتح للكرامة باباَ  وللخلاص باباً آخر، فصخور جبال بلادي الباردة حنونة على أهلها والقابعون تحت الخيام لم يجدوا طريقاً للخلاص سبيلاً إلى عناق ذاك الصخر الحنون وإن كان أصم..!! لهذا افترشوا تحت الليل البهيم سريراً تنام عليه روح وطنهم الجريح.

تكاتفت السواعد .. ساعداً بساعد وشمرَّ الشبان عن زنودهم السمراء فتسللوا إلى باب الكرامة القرية الفلسطينية الثانية التي شيدت بعد باب الشمس، في ذاك المحيط متداخل التضاريس يتكئ الفجر على لحن أغنية أوتارها لا تعزف إلا لحناً باذخَ السطوع هو  لحن الكرامة ذاتها ما استطاعوا إليها سبيلا، الكرامة التي تسابقَ الشبان الفلسطينيين  لترسيخها  في قريتهم تلك  - " باب الكرامة " – لم تكن إلا باب الحياة المنتظر، حياة بكرامة في وطن  نقي خالص لهم، دون غيرهم خالٍ من جدار يتلوى كأفعى تغرق في تخريب الأرض ونهبها واستيطان ينهش جسدنا الأرض وإنسانها كسرطان أوغل فينا الموت، ومستوطنون عاثوا في الأرض دماراً وخراب .

باب الكرامة القرية الفلسطينية الوليدة على أراضي  " بيت اكسا " شمال غرب القدس أنموذجاً فريداً للعزيمة التي لا تلين، وفيه إصرار الفلسطيني الحالم بشمس الحرية عبر باب الكرامة الذي اختاروه، تسلل الجيش والعسكر إلى الوليد الجديد " باب الكرامة "  فدمروا الخيام واشتبكوا مع المرابطين  الذين يحرسون الحلم ، فلم يجدوا بحوزتهم إلا  صدورهم العارية يجابهون بها  لصوص الليل ، ظنوا زيفاً أن دروعهم المحصنة ستكسر حلم الفلسطيني ببناء صرح حريته، كانوا خاطئين في تقديراتهم، لن يسمحوا لأحد مهماً كان أن يدمرَ صرحاً شيدوه  بعرقهم الشهي، ظنوا أن عنجهيتهم كافية لهدم حلمهم الوليد ..!!

نعم .. دمرَ لصوص الليل قرية  " باب الشمس"  خربوا قرية  " باب الكرامة  " فبنينا خيمة " صمود الزيتون "  على أراضي القدس، وأعلننا عن  " قرية الأسرى " في جنين.

 نحن الآن أكثر تصميماً على جعل أرضاً ورشة عمل مفتوحة للإنجازات، في رسالة إلى الاحتلال عنوانها " إن قلعتم شجرة "  فسنبني قرية وان أردتم أن تقتلوننا فلحمنا مرّ..!! وإياكم الاقتراب منا أكثر لأننا بصمودنا  نصنع معجزة، وحكاية اللجوء الأولى لن تتكرر، لذلك سخرنا المستحيل كي يكون معنا لنبقى أسياداً على هذه الأرض لا مكان للعبيد بيننا. نحن الباقون حتماً والاحتلال إلى زوال،  وهذه الأرض الممتدة تحت الشمس لا تتسع لنا ولهم أما أنتم فسترحلوا مرغمين وستجرون أذيال الخيبة ورائكم، واعلموا أن الذين فتحوا باب الكرامة بعد باب الشمس لن يركعوا ولن ينهزموا  .   

  باب الكرامة .. وباب الشمس  فيهما رسالة واضحة للغاصبين عنوانها سنشتبك معكم في كافة المناطق الساخنة، ولن تجدوا منا إلا الصبر والمقاومة ، وما عاد لنا أن نتراجع خطوة إلى الوراء لأن الأمس بات في عداد الماضي، ونحن ماضون  إلى المستقبل ، مستقبلنا ومستقبل أبنائنا، وأبواب " الكرامة" وباب " الشمس" لن تكون مسلسلاً درامياُ على غرار "  باب الحارة " حلقات للتسلية، إننا الآن أمام حكاية جديدة حكاية حقيقية فصولها الخلاص من الاحتلال، وأبوابها باب الشمس وباب الكرامة وباب الحياة  ..