نظرية الإمامة لدی الشيعة.. عرض و نقد 8

نظرية الإمامة لدی الشيعة.. عرض و نقد

الحلقة (8)

خالد سندي

آثار الإعتقاد بالإمامة

ترك الإعتقاد بالإمامة آثاراً سيئة في عقيدة فرقة الشيعة الإمامية الإثني عشرية، وخلقت لديها أزمة متعددة الجوانب في الفكر والسلوك، زادت مع الأيام شقة الخلاف بينها وبين العقيدة الإسلامية التي جاء بها رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، حتى صار كثير من عقائدها في الطرف النقيض مما هو في الكتاب والسنة. في الحلقة السابقة تطرقنا إلی أثر من آثارها، وفي هذه الحلقة نتحدث عن عقيدة وحدة الوجود التي يقول بها علماٶهم، والتي هي أيضا من آثارها:   

2- عقيدة وحدة الوجود

وحدة الوجود هي مذهب فلسفي لا ديني، يجعل الله تعالی والطبيعة شيئا واحدا، وتقول أن لا وجود إلا لله تعالی، وأن ?ل ما سواه، من سماوات وأرض، وإنسان وحيوان ونبات، وأحياء وجمادات، ما هي في حقيقتها إلا ظل ومظاهر الذات الإلهية وتجلياته تبارك وتعالی.  

ولقد ألف القائلين بهذ العقيدة الفاسدة، أمثال إبن عربي وإبن فارض وإبن سبعين والتلمساني وعبدال?ريم الجيلي وغيرهم ?تبا ودواوين ?ثيرة فيها. سأر?ز هنا علی أقوال إبن عربي باعتباره رئيس مدرسة وحدة الوجود وأ?ثر القائلين بها جرأة في الإفصاح عن عقيدته، فقد ?ان يصف الله تبارك وتعالی بأنه عين الوجود (١) ويقول في فتوحاته: " سبحان من أظهر الأشياء وهو عينها " (٢).

ولتوضيح مسألة أن الحق (الله) هو نفس الأشياء وأن الأشياء هي نفس الحق يقول: " ومن الناس من يمشي علی طريق يجهلها ولا يعرف غايتها وهي عين الطريق التي عرفها الصنف الآخر. فالعارف يدعو إلی الله علی بصيرة، وغير العارف يدعو إلی الله علی التقليد والجهالة. فهذا علم خاص يأتي من أسفل سافلين، لأن الأرجل هي السفل من الشخص، وأسفل منها ما تحتها وليس إلا الطريق. فمن عرف أن الحق عين الطريق عرف الأمر علی ما هو عليه، فإن فيه – جل وعلا- تسلك وتسافر، إذ لا معلوم إلا هو، وهو عين الوجود والسالك والمسافر. فلا عالِمَ إلا هو، فمن أنت ؟ فاعرف حقيقتك وطريقتك، فقد بان الأمر علی لسان الترجمان إن فهمت " (٣).

وجاء في فصوصه أيضا: " فإن العارف من يری الحق في ?ل شيء، بل يراه عين ?ل شيء " (٤).

ومن ذلك يقول: " وإذا ?ان الحق وقاية للحق بوجه، والعبد وقاية للحق بوجه، فقل في ال?ون ما شئت؛ إن شئت قلت هو الخلق، وإن شئت قلت هو الحق، وإن شئت قلت هو الحق الخلق، وإن شئت قلت لا حق من ?ل وجه ولا خلق من ?ل وجه، وإن شئت قلت بالحيرة في ذلك " (٥).

ويقول أيضا: " فإن الإله المطلق لا يسعه شيء لأنه عين الأشياء وعين نفسه. والشيء لايقال فيه يسع نفسه ولا لا يسعها، فافهم ".  (٦). ويقصد بالإله المطلق، ذات الله تعالی المجردة من ?ل إسم وصفة ورسم.

ويضيف: " وقد ورد النص الإلهي بهذا ?له، إلا أنه تعالی وصف نفسه بالغيرة؛ ومن غيرته ((حرم الفواحش)) وليس الفحش إلا ما ظهر. وأما ما بطن فهو لمن ظهر له. فلما حرم الفواحش أي منع أن تعرف حقيقة ما ذ?رناه، وهي أنه عين الأشياء، فسترها بالغيرة وهو أنت من الغير. فالغير يقول السمع سمع زيد، والعارف يقول السمع عين الحق، وه?ذا ما بقي من القوی والأعضاء " (٧).

و?ان يعتقد أن العالم ب?ل ما فيها صورة الخالق، تعالی عما يقولون علوا ?بيرا، إذ يقول: " فالعالم صورته، وهو روح العالم المدبر له، فهو الإنسان ال?بير ".

فهو ال?ون ?له **** وهو الواحد الذي

قام ?وني ب?ونه *** ولذا قلت يغتذي

فوجودي غذاٶه *** وبه نحن نحتذي

فبه منه إن نظر *** ت بوجه تعوذي  (٨)

وعن ظهور الخلق بصفات الخالق يقول: " ألا تری الحق يظهر بصفات المحدثات، وأخبر بذلك عن نفسه، وبصفات النقص وبصفات الذم ؟ ألا تری المخلوق يظهر بصفات الحق من أولها إلی آخرها و?لها حق له ?ما هي صفات المحدثات حق للحق " (٩). ويقول: " فما وصفناه بوصف إلا ?نا نحن ذلك الوصف " (١٠).

ومن جانب آخر يری أن العالم ظل الحق، فيقول: " فمحل ظهور هذا الظل الإلهي المسمی بالعالم إنما هو أعيان المم?نات " (١١).

وبنفس المعنی جاء في مطلع قصيدة لعبدالغني النابلسي المتوفي في (١٧٣٠م ) تحت عنوان (إن الوجود له ذات وأسماء) أن الخلق هم فيء (ظل) الحق سبحانه وتعالی عما يقولون:

إن الوجود له ذات وأسماء *** في الغيب عنا، وعنه نحن أفياء  (١٢)

?انت تلك نبذة مختصرة عن وحدة الوجود وأقوال أصحابها إستهلت بها ?مدخل للموضوع الذي نحن بصدده الذي هو عقيدة وحدة الوجود التي يقول بها علماء الشيعة الإثني عشرية. و?ما هو دأبهم عندما تواجه أحدهم بعقائدهم الفاسدة من خلال الروايات التي ينسبونها إلی أئمتهم أو أقوال علمائهم يحاول التنصل عنها عن طريق الإدعاء أن تلك الروايات ضعيفة في الوقت الذي ?ل عقائدهم مبنية علی تلك الروايات، أو يدعي أن أقوال علمائهم تلك لا تمثل رأي الشيعة بل هي آراٶهم الخاصة بهم ومتعلقة بهم وحدهم، لهذا السبب إخترت عالما معاصرا وأ?ثرهم شهرة في عصرنا، ويجمعون علی إمامته وقدوته، ويسمونه الإمام، وهو الخميني، قائد الثورة الخمينية في إيران. ومما يقوي الإعتقاد أن وحدة الوجود هي عقيدة الشيعة الإثني عشرية أن أحدا من علمائهم لم ين?رها عليه حتی اليوم، وأن ?تبه طبعت ونشرت بعد وفاته. وسأختار هنا ?تابين من ?تبه هما مصباح الهداية وشرح دعاء السحر.

والذي يراجع هذين ال?تابين سيری بوضوح أنه إستخدم نفس العبارات المنمقة والألغاز والرموز والإشارات التي يستخدمها غلاة الصوفية، لذلك يجب أن نفهمها مثلما نفهمها منهم. و?انوا يت?لمون بتلك الإشارات والرموز للتمويه علی الناس، خوفا من ين?شف أمرهم وأن يوصفوا بال?فر والزندقة، وهي فعلا ?ذلك.

وأول ما أنقل من ?تابه هو القول الذي نسبه إلی أحد أئمتهم وهو: " لنا مع الله حالات هو هو، ونحن نحن، وهو نحن، ونحن هو " (١٣). وهو تعبير واضح وصريح عن وحدة الوجود. إذ يشير إلی أن ثمة حالات ي?ون أئمتهم في وحدة تامة مع الله وحالات منفصلين عنه.

أنظر إلی العبارات " لنا مع الله حالات هو هو " وهو الذي يسمونه بالجمع في لغتهم، وهي إشارة إلی الحق (الله) بلا خلق. و (( نحن نحن )) وهو الذي يسمونه بالتفرقة أو الفرق، أي الخلق بلا حق (الله). ((وهو نحن، ونحن هو)) وهو الذي يسمونه بجمع الجمع أي الإستهلاك ?لية في ذات الله تعالی.

ولبيان المعنی المقصود من الرواية السابقة نقل الخميني عن شيخه إبن عربي (٥٦٠- ٦٣٨ هـ)، رئيس مدرسة وحدة الوجود، ?لاما له بعد أن خلع عليه أثواب التبجيل والإحترام، فيقول: " و?لمات أهل المعرفة، خصوصا الشيخ ال?بير محي الدين مشحونة بأمثال ذلك، مثل قوله: الحق خلق، والخلق حق، والحق حق، والخلق خلق. وقال في فصوصه (١٤): ومن عرف ما قررناه في الأعداد وأن نفيها عين ثبتها، علم أن الحق المنزه هو الحق المشبه (١٥)، وإن ?ان قد تميز الخلق من الخالق، فالأمر الخالق المخلوق، فالأمر المخلوق الخالق، إلی أن قال:

فالحق خلق بهذا الوجه، فاعتبروا *** وليس خلقا بذاك الوجه فاد?روا

من يدر ما قلت لم تخذل بصيرته *** وليس يدريه الا من له البصر

جمـع وفـرق فإن العيـن واحـدة  *** وهي ال?ثيرة، لا تبقي ولا تذر (١٦)

وهنا ينبغي التنبيه إلی أن الخميني تحاشی إ?مال قول إبن عربي الذي بعد عبارة  (والأمر المخلوق الخالق) ليلبس علی الناس، إذ تمام ?لامه هو " ?ل ذلك من عين واحدة، لا، بل هو العين الواحد وهو العيون ال?ثيرة " (١٧)، ثم يستمر في ذ?ر الأمثلة لإثبات وحدة الوجود.

والآن قارن بين الرواية السابقة وال?لام الذي نقله الخميني عن إبن عربي والأبيات الشعرية الثلاث، سوف تری أنها ?لها متطابقة تماما في المعنی، و?لها تعني وحدة الوجود.

وأما تعدد الأشياء و?ثرتها التي نراها فهي في نظرهم ظهور الوحدة، لذلك يقول الخميني: (وأما الذي يشاهد ال?ثرة بلا إحتجاب عن الوحدة ويری الوحدة بلا غفلة عن ال?ثرة يعطي ?ل ذي حق حقه، فهو مظهر الح?م العدل الذي لا يتجاوز عن الحد وليس بظلام للعبد، فح?م تارة بأن ال?ثرة متحققة، وتارة بأن ال?ثرة هي ظهور الوحدة (١٨). وهو نفس قول إبن عربي السابق ((?ل ذلك من عين واحدة، لا، بل هو العين الواحد وهو العيون ال?ثيرة))، ويقول إبن عربي عن ال?ثرة " وأن التفريق وال?ثرة ?أعضاء في الصورة المحسوسة، والقوی المعنوية في الصورة الروحانية، فما عبد غير الله في ?ل معبود " (١٩).

وعن ?ون الإشياء التي حوالينا وخاصة المادية منها ظل الله تعالی يقول الخميني: (( فالعالم كما أنه ظل وجوده ورشحة جوده، ظل كمال وجوده، فقدرته وسعت كل شيء وقهرت على كل شيء والموجودات بجهات أنفسها لا شيئية لها ولا وجود)) (٢٠).

وأما عن الفناء فقد ?ان الخميني ??ل غلاة المتصوفة يعتقد أنه لا يصل إلی التوحيد الحقيقي إلا بالإضمحلال ال?امل والإستهلاك ال?لي والفناء التام في ذات الله تعالی لذلك إستشهد بالبيت الذي أنشده الحلاج:

بيني وبينك إني ينازعني *** فارفع بلطفك إنيي من البين

وقبل أن نذ?ر توضيح الخميني وتفسيره للبيت المذ?ور لابد من توضيح البينية و (إني) اللذين يذ?رهما الحلاج ويطلب من الله تعالی رفعهما. والبين الذي يذ?ره هو الحد الذي بينه وبين الله تعالی، وهذا الحد هو ?لمة (إني) التي تعني إنسانيته، وإذا رفعت هذه ال?لمة، أي إنسانيته، لم يبق إلا الله تعالی، أي يفني ويضمحل في ذات الله، تعالی الله عما يقولون علوا ?بيرا.

أعتقد أن معنی البيت الذي أشده الحلاج صار واضحا، لنأتي الآن إلی تعليق الخميني، إذ يقول بعده: " وهو مقام إستهلاك جهة الخلقي في وجه الربي، ووضع نعلي الإم?ان والتعين (٢١). وهو نفس الفناء الذي يذ?ره داود بن محمود القيصري: (( المراد من الفناء فناء جهة العبد البشرية في الجهة الربانية إذ لكل عبد جهة من الحضرة الإلهية... وهذا الفناء موجب لأن يتعين العبد بتعينات حقانية وصفات ربانية)) (٢٢).

وفريد الدين العطار يشبه فناء السالك في الله كفناء القطرة في البحر. (٢٣)

وبهذا إتضح معنی قول الخميني السابق " وهو مقام إستهلاك جهة الخلقي في وجه الربي " وهو فناء الخلق في الله تعالی.

وضمن حديثه عن الر?ن الرابع من أر?ان التوحيد (٢٤) في مصباحه يتحدث عن توحيدي الصفتي والذاتي، ويقول: ((والتوحيد الصفتي إستهلاك الصفات والأسماء في أسمائه وصفاته والتنزيه في ذلك المقام عدم رٶية صفة وإسم في دار التحقق إلا صفاته وأسمائه )). وهذه إشارة واضحة إلی فناء صفات وأسماء المخلوق في صفات وأسماء الخالق، تعالی الله عما يصفون. وهو نفس ?لام أصحاب وحدة الوجود أن لا وجود إلا وجود الله. 

وأما مقصوده من دار التحقق، إذ يقول ال?اشاني: (( التحقيق شهود الحق في صور أسمائه التي هي الأ?وان، فلا يحجب المحقق بالحق من الخلق، ولا بالحق عن الحق)). (٢٦) والحق هو الله تبارك وتعالی. والتحقق معناه معنی التحقيق ?ما جاء ذلك في معجم المصطلحات الصوفية للشيخ الد?تور أنور فٶاد أبي خزام.

ثم يضيف الخميني: (( والتوحيد الذاتي إضمحلال الذوات لدی ذاته، والتنزيه في ذلك المقام عدم رٶية إنية وهوية إلا الهوية الأحدية )). وهذه إشارة إلی فناء ذوات المخلوقات في ذات الله تعالی، ولا يبقی إلا ذاته سبحانه وتعالی عما يقولون علوا ?بيرا.

وفي ?تابه (شرح دعاء السحر) يشرح الخميني للسالك ?يفية الوصول إلی المرحلة النهائية التي يسميها بالغاية القصوی التي هي عنده الإستهلاك في ذات ربه المطلق (أي ذات الله تعالی المجردة عن ?ل إسم وصفة)، وأنه لابد أولا من السير إلی منازل ومدارج ومراحل ومعارج من الخلق، من الإنسانية إلی الألوهية التي يسميها بالحق المقيد، ويعني به ربه ذي الإسماء والصفات، وأنه لابد أيضا من تخطي هذه المرحلة أيضا بقطع المنازل والمعارج للوصول إلی المرحلة النهائية أو التي يسميها بالغاية القصوی، إلی ذات الله المجردة عن ?ل إسم وصفة، المرحلة التي تفنی عندها ?ل التجليات الخلقية والأسمائية والصفاتية في ذات الحق تبارك وتعالی. (٢٧)

ويقول: ((فإن خرجنا عن هذه القرية المظلمة الظالم أهلها، وفارقنا هذه الدور الموحشة الداثرة مهاجرا إلى الله ورسوله، وشملتنا العناية الأزلية بدرك الموت والفناء في ذاته وصفاته وأسمائه فقد وقع أجرنا على الله)) (٢٨).

وقبل أن أختم أقوال الخميني في هذا الصدد أود إيراد قول آخر له يجمع فيه ?ل الأقوال السابقة، ?ون أن الله تبارك وتعالی هو ?ل الوجود وأن العالم ظله ومن ثم فناء العالم فيه، وأن العالم هو. إذ ينقل قولا للمحقق الداماد من ?تابه القبسات، ويقول: " وهو تعالی ?ل الوجود و?له وجود و?ل البهاء وال?مال، وهو ?له البهاء وال?مال، وما سواه علی الإطلاق، لمعات من نوره ورشحات وجوده وظلال ذاته ". إلی هنا أنهی ?لام الداماد، ثم بدأ يعلق عليه بالقول: " فهو تعالی بهاء بلا شوب الظلمة، ?مال بلا غبار النقيصة، سناء بلا إختلاط ال?دورة، ل?ونه وجودا بلا عدم وأنية بلا مهية، والعالم باعتبار ?ونه علاقة ومنتسبا إليه وظله المنبسط علی ?ل الهيا?ل الظلمائية والرحمة الواسعة علی الأرض الهيولائية، بهاء ونور وإشراق وظهور، " قل ?ل يعمل علی شا?لته " الإسراء/٨٤، وظل النور نور، " ألم تر أن ربك ?يف مد الظل " الفرقان/٤٥، وباعتبار نفسه هلاك وظلمة ووحشة ونفرة " ?ل شيء هالك إلا وجهه " القصص/٨٨، فالوجه الباقي بعد إستهلاك التعينات وفناء المهيات، هو جهة الوجوب المتدلية إليه التي لم ت?ن مستقلة بالتقوم والتحقق، ولا ح?م لها بحيالها، فهي بهذا النظر هو ". أي أن العالم بهذا النظر هو الله. (٢٩) (٣٠).

وفي ختام هذه الأقوال نعرج إلی قول محقق ?تاب اللمعة البيضاء للتبريزي الأنصاري، هاشم الميلاني، عند الرواية المنسوبة إلی أحد أئمتهم ((لنا مع الله حالات هو فيها نحن ونحن هو، وهو هو ونحن نحن ))، إذ يشير في الحاشية إلی قول الخميني السابق الذي نقله عن إبن عربي، وبعده يقول: وورد في الزيارة الرجبية: "... فجعلتهم معادنا لكلماتك، وأركانا لتوحيدك وآياتك ومقاماتك التي لا تعطيل لها في كل مكان، يعرفك بها من عرفك، لا فرق بينك وبينها الا انهم عبادك وخلقك... ". وفي ذلك يقول الشاعر:

رق الزجاج ورقت الخمر *** فتشابها وتشاكل الأمر

فكأنما خمر ولا قدح *** وكأنما قدح ولا خمر (٣١)

أنظروا إلی قوله (لا فرق بينك وبينها الا انهم عبادك وخلقك) ومن ثم البيتين اللذين إستشهد بهما ?يف يذ?ر التشابه والتشا?ل بين الخالق والمخلوق.  

وفي هذا المقام أود القول إن عقيدة وحدة الوجود لدی الشيعة ألقت بظلال من يحموم علی مجمل عقائدهم، وهي سر الغلو لدی هذه الفرقة والمفتاح الذي به تفتح الأبواب علی مصاريعها لفهم أسباب الغلو لديها، لماذا يقولون أن أئمتهم جزء من الله ولسانه، وقلبه ونفسه، ويعلمون الغيب، ويديرون ال?ون، و?ونهم نورانيون.. وما إلی ذلك  من الأقاويل التي يوصفونهم بها. وتأ?يدا لذلك أورد هنا تفسير الخميني لقوله تعالی: " يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ " الرعد/٢. يقول: أي رب?م الذي هو الإمام. إنه فسر ?لمة (رب?م) بالإمام، أي أن الإمام رب?م، (٣٢). ((سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ )) سورة الصافات/١٨٠.

حلقات أخری تتبع.

               

(١) فصوص الح?م. إبن عربي. ص١١١.

(٢) الفتوحات الم?ية. إبن عربي. ج٢. ص٤٥٩.

 (٣) فصوص الح?م. إبن عربي. ص١٠٨- ١٠٩.

(٤) فصوص الح?م. إبن عربي. ص١٩٢.

(٥) فصوص الح?م. ص١١٢.

(٦) فصوص الح?م. إبن عربي. ص ٢٢٦.

(٧) فصوص الح?م. ص١٠٩- ١١٠.

(٨) فصوص الح?م. ص١١١.

(٩) فصوص الح?م. إبن عربي. الفص الإبراهيمي. ص٨٠.

(١٠)  فصوص الح?م. إبن عربي. المقدمة. ص٢٩. 

(١١) فصوص الح?م. إبن عربي. الفص اليوسفي. ص١٠١.

(١٢) ديوان عبدالغني النابلسي.

(١٣) مصباح الهداية. الخميني. منشورات مٶسسة الأعلمي للمطبوعات. الطبعة الأولی لسنة ٢٠٠٦. ص١٢٤.

(١٤) أنظر فصوص الح?م، ص٧٨.

(١٥) ذ?ر الخميني ?لمة المشيئة بدلا من المشبه، فعندما راجعت المصدر الأصلي – فصوص الح?م- وجدت ال?لمة علی ما ذ?رناها وليست –المشيئة- التي ذ?رها الخميني أي لم ي?ن أمينا في النقل. أنظر فصوص الح?م. ص٧٨.

(١٦) مصباح الهداية. الخميني. ص١٢٤.

(١٧) فصوص الح?م. إبن عربي ص ٧٨.

(١٨) مصباح الهدی. ص١٢٤.

(١٩) فصوص الح?م. إبن عربي. ص٧٢.

(٢٠) شرح دعاء السحر. ص٦٥. فصل إشراق عرشي.

(٢١) شرح دعاء السحر. ص٥٨، وفي طبعة أخری ص١٠٣.

(٢٢) مقدمة شرح الفصوص. للقيصري، مخطوط نقلا عن (ملحقات ختم الأولياء) للح?يم الترمذي ص٤٩١، ط، بيروت.

(٢٣) منطق الطير. فريد الدين عطار. المقالة الرابعة والأربعون. ص٤٠٤، ط، دار الأندلس. بيروت.

(٢٤) طبعا أر?ان التوحيد التي يذ?رها الخميني لا وجود لها في ?تاب الله ولا في سنة رسوله بل هو توحيد علی طريقة غلاة المتصوفة.

(٢٥) مصباح الهداية. الخميني. ص١٤٤.

(٢٦) معجم إصطلاحات الصوفية. عبدالرزاق ال?اشاني.

(٢٧) أنظر شرح دعاء السحر ص٥.

 (٢٨) شرح دعاء السحر. ص٦٨. فصل إشراق عرشي.

(٢٩) شرح دعاء السحر. ص٩.  

(٣٠) وفيما يخص الآيات التي ذ?رها الخميني ف?ل من يرجع إلی القرآن ال?ريم ويقرأ تلك الآيات والآيات التي قبلها وبعدها سوف يری بوضوح أن لا علاقة لها، لا من قريب ولا بعيد، بالموضوع الذي يتحدث عنه الخميني، بل هي في واد و?لام الخميني في واد آخر. 

(٣١) اللمعة البيضاء للتبريزي الأنصاري. حاشية ص٢٨.

(٣٢) مصباح الهداية. الخميني. ص١٥٥.