العظيم والعظيم بحق

القائد والقائد بحق

أسد الغابة

صفتان متلازمتان يود الانسان أن يتحلى بهما : العظمة (والعظمة لله وحده)، والقيادة

فالعظيم من يشعر الناس بوجوده انه عظيم ،والعظيم بحق من يشعر الناس بوجوده انهم عظماء

والقائد من يشعر الناس بوجوده انه قائد ،والقائد بحق من يشعر الناس بوجوده انهم قادة

هذان فرقان جوهريان بين الوهم والحقيقة ،فالحالة الأولى وهم والحالة الثانية حقيقة

جميل ان يشعر الانسان بوجود شخص عظيم له مكانته بين الناس ،والأجمل ان يشعر الناس بوجوده أنهم عظماء ،حيث أعدهم وهيأهم ودربهم ليكونوا عظماء

وكذلك جميل ان يكون الانسان قائدا على الناس والأجمل أن يكون قائداً على قادة وليسوا أتباع ،فيسعى القائد الى تنمية اتباعه ليكونوا قادة معه ،يفكرون ويخططون ويسددون وينصحون،ويكونون عونا له لاعبئا عليه

ولو نظرنا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم لوجدناه عظيماً بحق وقائداً بحق ،فقد أعد صحابته  واعطاهم  صفاتٍ تجعل كل واحد منهم عظيما .

فمثلا :قوله صلى الله عليه وسلم :" أرحم الناس من امتي بأمتي أبو بكر ،وأشدهم في دين الله عمر ،وأكثرهم حياءً عثمان ،وأقضاهم علي "

وقوله صلى الله عليه وسلم : " لكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة " : "ولكل نبي حواري وحواري الأمة الزبير بن العوام "

وعندما عاد المسلمون من احدى الغزوات قال:" من تفقدون "،قالوا نفقد فلان وفلان ،قال:" أما انا أفقد جُليبيباً " ولولا هذا الحديث لما عرف من هو جليبيب ،

وفي حديث آخر شمل فيه صلى الله عليه وسلم جميع أصحابه فقال :"أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم " ولاأريد ان أسرد كثيرا من الأمثلة فلديكم الكثير الكثير ،وأكتفي بهذه الإشارات

أما ان يسعى الانسان لأن ينصب نفسه قائدا ويحيطها بمجموعة من الأتباع بدلاً من المفكرين ،ويحاول ان يضع نفسه في كل صغيرة وكبيرة ليوهم نفسه أولا وغيره ثانيا بأنه ذو شأن وله مقام، فلعمري ماهذه بقيادة ولا عظمة وإنما مرض نفسي أسأل الله عز وجل ان يقينا منه.