يكتبون دعايتهم الانتخابية بدماء شعبنا
جميل السلحوت
الحرب الاسرائيلية الحالية على شعبنا في قطاع غزة لم تفاجئ أحدا يعرف الف باء السياسة الاسرائيلية، فالحكومات الاسرائيلية المتعاقبة تضلل شعبها وتشعره بأن أمنه مهدد دائما، وتربي فيه عقدة الخوف الدائم، وتدفعه الى التطرف اليميني ظنا منه بأن وجوده مهدد، وأن من يمثله حقيقة في الحكم هو من يريق دماء الأعداء الفلسطينيين والعرب بغزارة أكثر، وأن المشاكل التي تواجه اسرائيل إن لم تُحل بالقوة فيمكن حلها بقوة أكبر.
من هنا فانه كلما اقتربت الانتخابات الاسرائيلية كلما بدأ سباق الأحزاب الحاكمة لشن حروب جديدة، والامعان في قتل الفلسطينيين والعرب، حتى شمعون بيرس الرئيس الاسرائيلي الحالي ، ويعتبرونه من حمائم حزب العمل-وهو حائز على جائزة نوبل للسلام-، قام بمذبحة قانا في الجنوب اللبناني عام 1967 قبيل انتخابات ذلك العام.
ويقوم تحالف نتنياهو ليبرمان هذه الأيام بالدعاية الانتخابية لانتخابات الكنيست التي ستجري في يناير القادم، من خلال عدة أمور منها:-
-الموافقة على بناء آلاف الوحدات السكنية الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة وجوهرتها القدس.
- اعلان الحرب المفتوحة على قطاع غزة.
- استهداف الرئيس محمود عباس لثنية عن الذهاب للأمم المتحدة للتصويت على قبول دولة فلسطين كعضو مراقب في الهيئة الدولية.
وفي الحرب المعلنة على غزة فان الحكومة الاسرائيلية تريد استفزاز النظام المصري الجديد، ومعرفة مدى ردة فعله، على هكذا حرب، خصوصا وأن الاخوان المسلمين هم من يحكمون مصر الآن، تماما مثلما أن الاخوان المسلمين هم من يسيطرون على قطاع غزة ويحكمونه منذ العام 2006.
ونتنياهو الذي وقف ضد الرئيس الأمريكي في الانتخابات الأمريكة الأخيرة، يبعث رسائل بحربه هذه للإدارة الأمريكية ليجبرها على اعلان موقفها الداعم والمؤيد الى لاسرائيل كما هي العادة، وهذا ما حصل، وهذه ايضا دعاية انتخابية لتحالف نتنياهو- ليبرمان الذي يعتبره قطاع واسع من الناخبين مسؤولا عن تأزيم العلاقات مع الحليفة أمريكا.
ولن تتوقف الدعاية الانتخابية الاسرائيلية عند الاستيطان في الضفة الغربية والحرب على قطاع غزة، بل ستتعداها الى قمع أي مسيرات وتظاهرات شعبية في الضفة الغربية، تأييدا لتوجه الرئيس محمود عباس الى الأمم المتحدة لطلب عضوية دولة فلسطين كمراقب فيها، كما سيجري تشديد الحصار المالي والاقتصادي على السلطة الفلسطينية.
وليس بعيدا على نتنياهو-ليبرمان أن يستغلا الحرب الأهلية الدائرة في سوريا، والأوضاع غير المستقرة في المنطقة، والمشروع النووي الايراني، لاشعال حرب اقليمية ترى اسرائيل أنها المنتصر الوحيد فيها بدعم أمريكا اللامحدود لها، وليكون مشروع الشرق الأوسط الجديد قابلا للتطبيق، وإعادة تقسيم الدول العربية، وتمكين المشروع الصهيوني التوسعي من تحقيق أهدافه.