أحمد الجعبري... وفاء الأحرار ... تل الربيع ...غزة
أحمد الجعبري...
وفاء الأحرار ... تل الربيع ...غزة
ثامر سباعنة
سجن مجدو - فلسطين
أشواق الروح ينبغي أن تجد في كل أمة من يغذيها بزيت التوهج، ويؤجج اشتعالها كلما شارفت على الانطفاء والخمود، والذين يقومون بهذه الخدمة الجليلة، إنما هم "رجال الروح" المنتشرون بمدارسهم التي علمت وتعلم الحرية والكرامة والعزة في بقاع كثيرة من العالم، من أجل هذا العمل البطولي الذي لا يقوى عليه إلا رجال من ذوي العزم والإرادة والتصميم.
بأجسادكم ايها الشهداء اعدتم الفرحة للأمهات الثكلى وزرعتم الأمل في عيون اطفالنا ....بايمانكم وشجاعتكم كسرتم مقولة ان الكف لا تقاوم المخرز....تستعجلون الفجر الجميل باجسدكم ...فتودعون الدنيا بما فيها بابتسامة ، لتستقبلوا بها الحياة من جديد ...عند رب العالمين .... و لتكتبوا تاريخ عزتنا و لتشعلوا من اجسادكم شموع درب الحريه و الخلاص .
حملتم جرح امتكم في صدوركم .... و سرتم واثقين بنصر الله ... تدوسون الشوك... لتزرعوا الورود الجميله ... لتنشر عبق رائحتها في الدنيا .... تمضون بصمت ... تتركون خلفكم الذكرى الجميله و الامل والحب ... تحديتم ضعفنا و بذرتم الأمل
في قلوبنا.... احمد الجعبري مهندس صفقة تبادل الاسرى الفلسطينيين مقابل الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط في 2011 تلك الصفقة التي اعادت الفرحه لاكثر من 1045 منزل وعائلة فلسطينية ، واثبتت قوة وثبات المفاوض المقاوم الفلسطيني والذي قاد هذا التفاوض كان ابا محمد الجعبري، رحمك الله أحمد الجعبري.
تل الربيع ، اسدود ، عسقلان ،بئر السبع... أرضك فلسطين وها هي صواريخ القسام تعانق هذه المدن الفلسطينية التي تاقت واشتاقت لها القلوب والارواح ، صواريخ القسام ترسم خارطة الوطن الحقيقية والتي لن تغيب عنا.
في غزة كانت البداية ...في غزة بدأت حكاية الحريه الحقيقية للشعوب العربية ، هناك انتصرت إرادة الشعب ، تاريخ جديد يكتب على صفحات من العز والرفعه ، كف اهل غزة العاري الجائع لكنه يحمل الإيمان انتصرت على مخرز الظلم والفساد الإسرائيلي والعالمي . غزة دمعة في وجدان الامه بعدما استباح سكينتها
الشياطين وزنادقة التاريخ العابرون بين الكلمات يستبيحون كل المحرمات .. حولوا غزة
إلى ساحة يمزق نهارها ولياليها صواريخ هؤلاء الملاعين وحمم دباباتهم التي تقف على بوابات
البؤساء والمتضورين جوعاً من ألم الحصار .غزة لسيت شخصا واحدا او فصيلا معينا ..غزة
جزء لا يتجزأ من فلسطين التي لا ولن تتجزأ عن أمتها العربية الاسلاميه ، فمن حق غزة
ان تقف معا الشعوب ومن حق غزة وفلسطين ان تكون في سلم أولويات الثورات العربية.
الشعوب العربية التي تحركت كانت تحمل في صدورها مكنونا كبيرا من الغضب على كرامتها ومكانتها وعزتها ، كانت تحمل غضبا وحزنا تراكم منذ سنوات طوال بل أحيانا من أجيال إلى أجيال ، لكن ما الذي ضخ الروح في جسد ألامه وجعلها واثقة انها قادرة على التغيير بل قادرة على الثبات وتحقيق النصر!! ما الذي أعاد للأمة ثقتها بنفسها وبمكنوناتها الرائع التي لا تملكها باقي الأمم والشعوب!!! من الذي اخرج مارد الحرية من قمقمه ؟؟ فإنتفض المارد وكسر حاجز الخوف ، تمرد على كل قوانين الظلم والاستعباد وأعلن أن الامه لازالت بخير . هناك في غزة كانت البداية.