أسد سوريا أرنب الجولان.. ممانعة.. مقاومة.. تصدي..

أسد سوريا أرنب الجولان..

ممانعة.. مقاومة.. تصدي..

تحسين أبو عاصي

– غزة فلسطين –

[email protected]

تُذكرنا الحرب التي يشنها الأسد وشبيحته على الشعب السوري ، بحرب الإبادة التي شنها ستالين على المسلمين تحت شعارات التقدم ومحاربة التخلف والرجعية وما شابه ذلك ، فقد أباد ستالين ثمانية عشر مليونا من شعب الشيشان المسلم ، وقام بتهجيره تحت قوة السلاح إلى سيبيريا ثم ذهب إلى مزبلة التاريخ ، كما تُذكرنا بحرب الهكسوس المتوحشين قبل الميلاد ، وبحرب المغول الذي قتل عشرات الألوف في بغداد وحدها .

الأسد متوحش على شعبه باسم الوطنية والتقدمية والوحدة ، وباسم استهداف جبهة الصمود وقوى الممانعة ، وباسم المؤامرة على سوريا ، وهو أرنب أمام إسرائيل ، فلم يتمكن من تحرير شبر واحد من الجولان ولن يستطيع ، ولم نسمع منه إلا التهديدات الفارغة والجعجعات الجوفاء ، فهذا هو شأن وحال المفلسين فكريا وسياسيا ...

هذا هو نظام المقاومة والممانعة!! ، فالعدو يستبيح سماءه وترابه متى شاء وكيفما شاء ، وفي كل مرة يقول مرددا : لا أحد يستطيع أن يفرض علينا مكان وزمان المعركة ويقول : سنرد في الوقت والزمان المناسبين ؛ ليستخف كما يشاء بعقول من حوله بتصريحاته التي صارت ساخرة عند أحرار شعبه وشرفاء الأمة ...

لقد أشاد شارون بحافظ الأسد عندما كان شارون وزيرا للدفاع ، واعتبر شارون أن لحافظ الأسد تاريخا مشرفا مع إسرائيل ، وانه ذو حنكة سياسية ... كان هذا التصريح في ظل دعاة الوحدة والحرية وتحرير فلسطين!! من رجالات وحدة حرية اشتراكية وأمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة  ، وفي ظل نظام المقاومة والممانعة... ثم أين الجولان من أرنبها ؟ وأين نظام الممانعة والمقاومة من المقاومة التي يتغنى بها ؟ فلم نسمع منذ عشرات السنين عن فتح الحدود السورية أمام المقاومين ، وهو يقوم اليوم بتدمير مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في دمشق ودرعا وحمص والرمل ، كما دمرها من قبل في لبنان بتحالفه مع أعداء الشعب الفلسطيني ...

حُماة العزة والكرامة والديار!! دخلوا لبنان سنة 1976 !! من أجل تصفية الثورة الفلسطينية ، وقاموا بمذبحة مخيم تل الزعتر الفلسطيني في لبنان سنة 1976 ذهب ضحيتها أربعة آلاف فلسطيني ،  ومذبحة  مخيمي البداوي ونهر البارد  في طرابلس لبنان سنة 1983 ، وهو من وراء مذبحة طرابلس سنة 1986التي ذهب ضحيتها مئات الشباب الفلسطيني واللبناني ... وهو من وراء العميل ميشيل سماحة لإشعال نار الفتنة الطائفية والحرب الأهلية في لبنان ، وهو من وراء قتل رفيق الحريري ووسام الحسن وكثير من شرفاء لبنان ، ويحاول الآن إثارة القلاقل في الأردن وتركيا ...

الجيش العربي السوري حامي البلاد والعباد والديار !! لم يترك نوعا من الأسلحة إلا استخدمها ضد شعبه من النساء والأطفال والشيوخ ، تحت مسميات المؤامرة على سوريا ، واستهداف جبهة الممانعة ... كذبا وبهتانا ، فالوطني لا يمكن أن يقتل شعبه ولا بأي شكل من الأشكال ، لقد شاهدنا كيف يقتل جيش الأسد وشبيحته المدنيين العزل ، وكيف تستغيث النساء ، وكيف تبكي الأطفال ... وكيف يهدم المساجد والكنائس والمساكن فوق الرؤوس ، حتى الأماكن التاريخية الأثرية لم تسلم من بطشه ، كالمسجد الأموي وآثار تدمر ومختلف القلاع الأثرية القديمة ، فهل الممانعة والصمود تقتل وتفتك بالآمنين بدلا من توفير الأمن والرخاء لهم ، وبدلا من حمايتهم والذود عنهم؟

لقد شاهدنا كيف يتسلُّى الجيش العربي السوري  في حرق الأسرى وفي تقطيع جثثهم ، وشاهدنا كيف يطلبون من الناس أن يقولوا : لا إله إلا بشار ... وشاهدنا كيف يتسلون في صعود دباباتهم فوق سيارات المواطنين ، وكيف يعذبون الأسرى ويقتلون الأطفال تحت التعذيب ، وسمعنا عن حكايات كثيرة تتعلق في اغتصاب العفيفات الشريفات ، ورأينا سرقاتهم للمحلات التجارية ، وشاهدنا وسمعنا كيف استباح جيش الأسد وشبيحته دماء وأموال وإعراض الناس ... شاهدنا كيف يضرب البعث السوري شعبه بالقنابل العنقودية وبراميل المتفجرات وصواريخ الطائرات وقذائف الدبابات ...

لقد ملأ رجال الممانعة والصمود في سوريا السجون من أبناء شعبهم ، حتى استخدموا  ملاعب كرة القدم والمدارس و بعض المراكز الحكومية والعسكرية سجونا جديدة ، ومن تلك السجون مطار حماة ، حتى أن عددًا كبيرًا من المعتقلين قضوا تحت التعذيب وفق المرصد السوري ، ووفقا لناشط أمضى فترة اعتقال في مطار حماة ، أنه يتم تكديس السجناء في ملاجئ الطائرات ليصل عددهم أحيانًا في الملجأ الواحد إلى أكثر من 500 سجينا ، وأضاف الناشط : يمكن للمرء أن يتخيل كيف يكون الوضع في فصل الصيف ، عندما تزيد درجات الحرارة الـ50 درجة مئوية ، وهو ما أدى إلى موتالكثيرين...

محاربوا الامبريالية من رجال البعث والجيش العربي السوري !! ، ارتكبوا مذابح ضد شعبهم تقشعر لها الأبدان ، مذبحة حلب عام 1980، ومذبحة النساء في تدمر 1980 فقتل ( 120 ) امرأة ودفنهم بقبر جماعي ، ومذبحة حماة الثانية عام 1982 قتل فيها خمسون ألفا ، ودمروا مدينة تدمر فوق رؤوس ساكنيها ، ومذبحة سجن تدمر عام 1983 ذهب ضحيتها أربعة آلاف وخمسمائة سجين ، ومذبحة حماة راح ضحيتها الآلاف ، يقتلون شعبهم وهم يهتفون حط المشمش على التفاح دين محمد ولَّّى وراح ... ، اختطفوا سوريا منذ خمسين عاما وهم لا زالوا يكذبون ويضللون ...

نظام المقاومة والممانعة البعثي العبثي !! يُضَيع خمسة وعشرين قرية في حرب 1973 ، وكادت دمشق أن تسقط بيد اليهود لولا تدخل الجيش العراقي الذي قام بصد الهجوم عليها ...

دعاة الاشتراكية !! يسلمون الجولان لليهود سنة 1967 من دون إطلاق طلقة واحدة دفاعا عن الجولان  , وأعلن حافظالأسد عن سقوطها قبل أن تسقط بيد اليهود بيومين ليصبح بعدها رئيسا لسوريا !! ...

دعاة محاربة الامبريالية !! من حٌماة العروبة ورجال المقاومة والممانعة !! شاركوا أمريكا في حروبها ضد العرب في حفر الباطن ، وشاركوها في الحرب على العراق ... فيا للمقاومة والممانعة من كذبة كبرى ، خاصة عندما يعلن في مؤتم القمة الذي عقد في القاهرة سنة 1996 أن السلام هو خياره الاستراتيجي والوحيد !! ...

الجيش العربي السوري!! يعاقب شعبه بما لم يعرفه التاريخ من قبل ، فيقطعون لحوم الشهداء ويضحكون تلذذا أمام عدسات الإعلام ... هذا هو جيش البعث حامي العروبة والديار... !!

رجال البعث السوري !! يقومون بأعمال السلب والنهب ، فعجبا لزمان صار فيه الذئب حاميا ، والحمار قاضيا ، والثعلب حارسا ...

دعاة تحرير الجولان !! يقومون بابتزاز أهالي المعتقلين ، وبأعمال سمسرة للإفراج عن ذويهم  مقابل أموال طائلة ، يطالبون بفدية مقدارها أربعة ملايين ليرة سورية ...

الرفاق البعثيين !! يستعملون كماشات للامساك بخصي المعتقلين ، وبثقب أياديهم ،أو أرجلهم باستعمال مثقاب كهربائي ...

رفاق الحرية والكرامة الأسدية !! يلقون بالسجين من أبناء شعبهم في الطرقات وقد ذبحوه من الوريد إلى الوريد ، وهم الذين قتلوا تحت التعذيب الألوف من المعتقلين ...

لا احد يستطيع إنكار هذه الحقائق التي أثبتها الإعلام على مسمع ومرأى من العالم .

هكذا يفعل أرنب الجولان في شعبه  فقد أثبت أنه أسد على شعبه وأرنب أمام عدو سوريا ...

هذا هو شأن قوى أكذوبة الممانعة والمقاومة والتصدي اليوم !! ، تلك القوى التي ترتدي ألبسة الوطنية كيفما يحلو لها وعلى مقاساتها ، وتتشدق بالحرية والتحرير ، والكرامة العربية ، والممانعة والتصدي والصمود والمقاومة ، هذه هي معاني المقاومة والصمود والتصدي يجري ترجمتها على أرض الواقع ، فلم تتمكن من التصدي للطيران إسرائيل حينما ضرب مفاعلها النووي وحينما اغتالت المناضلين فوق ترابها الوطني ...

في سوريا الحبيبة مشاهد تقطع الأكباد وتدمي القلوب ،  فهل يؤتمن هؤلاء الرفاق ... رجال البعث ... الجيش العربي السوري ... جبهة الصمود ... والتحرر ... والتصدي ... والممانعة ... والمقاومة ... والوحدة الوطنية ... وال  وال .... على وطن وشعب وقضية وأمة ؟

لقد انقشع الغبار وعرفت الجماهير الحقيقة ، فشعب ينشد حريته بدمه لن يُقهر أبدا بإذن الله تعالى ، وإن الاستهتار بقيم البشر وبأخلاق الإنسانية لن يدوم طويلا فهكذا أثبت التاريخ ، ولتخرس الأقلام المأجورة ، فمصير صاحبكم إلى مزبلة التاريخ هو وزمرته ، وأشد ساعات الليل حلكة هي ما قبل الفجر ، ولا حرية بدون دم ...

وللحرية الحمراء باب * * * * بكل يد مدرجة يُدق