جراح العرب أوطاني
جراح العرب أوطاني
د. بلال كمال رشيد
على أي جرح تنامين...وعلى أي جرحٍ تستيقظين؟!!
وهل لك عين تنام؟!وكلُ أطرافك تئن وتضام ..جرحك يا شامُ حَرَج.. بل جُحْرٌ للعرب فيه يختبئون... يتآمرون... يستنكرون...يشجبون...يستعيرون دمك دمعاً.. ويتباكون..
أبناؤك شتتهم أسَدٌ..فرض عليهم شريعة الغاب والناب.. وذهب في أجسادهم يتلهى ويتسلى..تركهم قتلى وجرحى..وكشر بشار عن نابه وبشر أحياءك بالقتل ولو بعد حين.!!
عرفناك حيث كان الجرح فيك....عرفناك مدينة.. وقرية . .حيا ًوشارعاً..مسجداً وكنيسة..بيتاً وخيمة..عرفناك من الوريد إلى الوريد.. من الشهيد و الوليد.. مع كل أنةً ٍ ورنةٍ ...تابعناك-وبكيناك.. و غنيناك:
جراح العرب أوطاني من الشام لبغدان
اعتدنا عليكِ..بهذا الجرح الفوار...بهذا الدمع السيال.. اعتدنا عليك.. على نحيبكِ ونشيجكِ..وأنتِ تغتصبينَ وتنتهكينَ..استرقنا السمع والنظر إليك..وكبرنا فيك إذ تكابرين على جرحك..اصبري وصابري ورابطي فما زال فيكِ بقيةٌ من حياة ..وما زال جسمك مغرياً بالفتك والهتك...جميلة أنتِ بجراحك.. مغرية أنتِ قبل الذبح، وبعد الذبح ،ومع الذبح،شهية أنتِ مشتهاة.. لأبنائك.. وجيرانكِ ولكل الناظرين والعابرين.!!
تأوهي..اصرخي..انتفضي..كيفما تشائين...
أو اصمتي... وإن فقدت الصوت...فصمتك صوتٌ.. وكلاهما شهوة ونشوة للمتربصين المتآمرين..وللحاضرين والغائبين!!
عام مضى وها هو العام الثاني سينقضي..وما زلتِ أنتِ أنتِ...على حالِكِ .. وحَالُكِ حَالِكٌ.. وكلُّ ما فيك ومن فيكٍ هالك ومتهالك.!!!
أسدك ذئب.. وللذئب أخوة يوسف .. من يومها يتآلفون عل الكذب والتآمر.. على الأحسن و الأجمل والأبهى... على الصالح.. النقي.. التقي.. النبي فينا.تجمعهم (جامعة) يمثلهم(عربي)و(إبراهيمي).. يبحثون في جرحك عن دمٍ كذبٍ...ليكذب الصدقُ...ويصدق الكذبُ..ويبقى الذئبُ ،ويبقى يوسف هو الأصلح.. وتبقى المؤامرة في ان يغيبَ حيث يغيبُ في غيابة الجبِ..أو في ثنايا القلبِ..
ماذا نقول فيكِ يا شام؟! وماذا تقولينَ فينا؟!
لا تستغيثي بمثلنا...بل
ابكينا...وضمينا جرحاً إلى جرحكِ...واستنصري اللهَ..فاللهُ يُمهل ولايُهْمل..وحكم
الله نافذ.. ويوسف عائد..فانتفضي وانتظري وغني عندها:
(بلاد العرب أوطاني)