صهيونية الرموز الاولمبية في لندن
صهيونية الرموز الاولمبية في لندن
كاظم فنجان الحمامي
لا علاقة لهذه المقالة بموضوع عودتنا من لندن بخفي حُنين, فقد تعودنا على تلقي الصفعة نفسها كل أربعة أعوام, وليس في الأمر أي تحامل على الأولمبياد, الذي سجل نجاحا مذهلا في التنظيم والتحضير وسجل أرقاما قياسية صعبة ستصمد طويلا في مجالات السباحة وألعاب الساحة والميدان, لكننا نريد تسليط الأضواء على الرموز والشعارات الغامضة لأولمبياد لندن 2012, ونتعمق في خباياها وأسرارها الرقمية والحرفية والشكلية. .
مما لا جدال فيه إن الصهيونية ومنظماتها الظلامية تؤمن إيمانا راسخا بالرمزية, حتى إنها بنت آمالها على تلك الرموز والأرقام الدالة عليها, والمستمدة من أفكارها المنبعثة من مستنقعات الدجل الشعوذة, لذا نراها تستغل مثل هذه الاحتفالات والمهرجانات الدولية لتترك بصماتها على شعاراتها وأيقوناتها ولافتاتها. .
من الملفت للنظر إن تمائم الأولمبياد تبعث على الشك والريبة, فكل تميمة تمثل صورة لمخلوق غريب على شكل قطرة منصهرة من قطرات أفران الحديد والصلب, لكنها بعين واحدة, وبرأس يعلوه هرم ذهبي غير مكتمل, فالهرم والعين الواحدة من رموز التراث الفرعوني الوثني القديم, لكنها أصبحت منذ زمن بعيد من شعارات الماسونية ومنظمات عبيد الشيطان, ولا نظن إن الأهرامات من رموز انجلترا, ولا عين (حورس), أو عين (الأعور الدجال) من رموز الإمبراطورية البريطانية, فكيف وصلت إلى لندن وصارت من شعارات الأولمبياد ؟. .
فيأتي الجواب واضحا صريحا بقصيدة ملحدة كتبها الفنان والشاعر الانجليزي الشرير وليم ليك William Lake (1757 – 1827), وكانت بعنوان (أورشليم Jerusalem), التي يقول في ذيلها:
I will not cease from mental fight
Nor shall my sword sleep in my hand
Till we have built Jerusalem
In England 's green and pleasant land
وتعني:
لن أكف عن محاربة العقل
ولن يخمد صارمي بيدي
حتى نبني أورشليم
في انجلترا الخضراء, أرض المسرات
هذا مثال بسيط لجذور الأفكار الظلامية المغروسة في المدن الأوربية منذ قرون, والتي ماانفكت تتكاثر وتنتشر عن طريق نشر رموزها المريبة, المعادية للأديان كلها, لذا لم يكن مستغربا أن تتحقق أمنية (وليم ليك) في قلب مدينة لندن, ولم يكن مستبعدا أن يظهر شعارها الأورشليمي الذي رفعته على رؤوس الأشهاد, من دون أن تتردد في نشر هذه الرسائل الظلامية, والآن انظروا بعين ثاقبة لهذا الشعار لتكتشفوا الحقيقة بأنفسكم:
كانت كلمة (صهيون Zion) واضحة, ويمكن قراءتها من دون تعقيد, وقد تعرف عليها الناس مبكرا, واحتجوا على ربط مصير الاولمبياد بالحركة الصهيونية, وطالبوا اللجنة المنظمة بتغيير الشعار, لكنها أصرت عليه, على الرغم من الانتقادات اللاذعة, التي نشرتها الصحف اللندنية, والملفت للانتباه إن الاستوديوهات الرياضية في الفضائية العربية, كانت سباقة في التفنن برسم الشعار على أرضية الأستوديو, وعلى الجدران, ثم طبعته على الأكواب والأقداح والقمصان, واندفعت مع الموجة الإعلامية, من دون أن تقرأ الاحتجاجات, التي نشرتها الصحف اللندنية الرياضية, ومن دون أن تتعرف على كلمة (Zion) الرباعية الأحرف التي خبئها الشعار. .
بيد ان المثير للغرابة, والباعث على الدهشة إن اليوم الأول لبدأ الألعاب الأولمبية في لندن جاء متوافقا ومتطابقا مع عيد الحداد اليهودي, أو ما يسمى بذكرى خراب الهيكل, ويطلقون عليه باللغة العبرية (تيشعاه بعاف Tisha b'av), وتعني ذكرى التاسع من شهر عاف, فكلمة (تيشعاه) تعني (تسعة) بالعربية, وكلمة (عاف) أو (Av) تشير إلى أحد شهور التقويم العبري, ويصادف في هذا العام مع شهر تموز (يوليو) الميلادي, وهو يوم يصوم فيه اليهود حدادا وحزنا على خراب الهيكل المزعوم, يوم السابع والعشرين من شهر تموز (يوليو) من عام 2012, فهل حملت رياح الصدفة البريئة هذا الشعار يوم الافتتاح المتوافق مع يوم العيد اليهودي عند حائط المبكى ؟, أم إن القوى الخفية المسيطرة على المناسبات الرياضية العالمية هي التي فرضته, على الرغم من استياء وتذمر الانجليز من هذا الشعار المتطابق أيضا مع المكونات الرمزية للصليب المعقوف (swastika) ؟. .
ظهر الشعار قبيحا مزعجا بخدعتين فنيتين, الخدعة الأولى توحي للناظر بأنه يعكس أرقام سنة (2012), والخدعة الثانية وهي الأهم توحي لنا بان المقصود هو كلمة (Zion), بدلالة وجود النقطة في الشعار, والتي تعد العلامة الفارقة للتمييز بين رقم (1) وحرف (i), لذا فان الاستنتاج الأقرب هو إن الشعار كان صهيونيا حتى النخاع من حيث الشكل والمضمون. .
ثم جاء التصميم المعماري للملعب الرئيس ليضفي المزيد من الملامح الوثنية والصهيونية, ولا مجال لذكرها كلها هنا, لكننا نختصر الحديث بالإشارة إلى هياكل الأهرامات غير المكتملة, التي علت فوق جدرانه, ونورت فيها الأماكن العلوية المخصصة لعيون الأعور الدجال. .
إننا عندما نتحدث عن المظاهر الصهيونية ورموزها الخبيثة, لا نريد أن ننتقص من قدر الجهود البريطانية, ولا نريد التجني عليها, ولم نرغب بالكتابة عنها, إلا بعد أن انتقدتها الصحف اللندنية من قلب الحدث, وتناولتها بالشرح والتحليل, وعززتها بالشواهد والصور, ويعلم الله ما الذي ستحمله لنا شعارات الاولمبياد القادم, المزمع إقامته في ريو دي جانيرو بالبرازيل بعد أربعة أعوام. .
والله يستر من الجايات