كيف يمكن معالجة ظاهرة "الهجرة غير الشرعية"

كيف يمكن معالجة ظاهرة "الهجرة غير الشرعية"

وإيجاد الحلول الممكنة لها؟

رضا سالم الصامت

شهدت بعض الأقطار العربية التي ثارت شعوبها و نجحت في تغيير حكامها الطغاة ، حيث لاحظنا أن الشباب العربي يقبل كثيرا على الهجرة الغير شرعية و لعل أسباب هذا يعود لظروف اجتماعية و افتقادهم لأسلوب العيش الكريم في أوطانهم ومضايقتهم من قبل حكوماتهم سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، هربوا طلبا للنجاة بأرواحهم وللحلم بحياة أفضل حيث فرص العمل الوفيرة والمردود المالي الجيد قياسا مع اقتصاد بلدانهم المتدني الهجرة إلى أورباء منها هجرة منظمة وأخرى غير شرعية، وكل هذه تلقي بظلالها على الأوضاع الداخلية للدول العربية منها والإفريقية. ذلك أن اضطهاد الإنسان في شتى ميادين الحياة يدفعه عادة للهروب تاركا وراءه وطنه وعائلته و أهله وذكرياته و أحلامه أملا منه بتحقيق ذاته في وطن آخر بديل ، بيد أن هذا الحلم سرعان ما يتناثر ويذهب أدراج الريح ،أما على يد خفر السواحل، أو على كف الموت حين تحمله موجة عاتية تضرب قارب العبور إلى الضفة الأخرى،ضفة الموت المحقق و لذلك سميت قوارب الموت 

إنّ أسباب الهجرة السرية أو ما اصطلح علية ظاهرة "الحرقان" على غاية من التعقيد، إذ لا تقتصر على البطالة والهشاشة الاجتماعية بل هي أساسا متأتية من الفوارق في مستويات العيش وضيق آفاق الهجرة العادية بالصيغ المُنظمة و لكن يظل السؤال مطروحا يبحث عن جواب بل أجوبة حول كيفية معالجة هذه الظاهرة و إيجاد حلول ممكنة لها ؟

كيف نعالج هذه الآفة ؟

 أعتقد أنه آن الأوان للقيام بدراسة حول هذه الظاهرة عن طريق خبراء لتشخيص المسألة و وضعها في إطارها الموضوعي وإرساء تعاون بين الأجهزة الأمنية بين البلدان العربية و البلدان الأخرى مثل فرنسا و ايطاليا و أسبانيا في مواجهة ظاهرة الهجرة الغير شرعية و تشغيل هؤلاء الشباب و تأطيرهم و إدماجهم في المجتمع و حب أوطانهم 

 و من أجل تعميم الفائدة و الغوص في بحور الموضوع ، أكدت آخر الإحصائيات الأممية أن هناك ما يقرب عن 100 مليون شاب عربي يرغبون الهجرة خارج بلادهم .....و هذا لعمري رقم مخيف ؟

قوراب الموت

قوارب الموت تحمل شباب من سن 16 سنة يودون الفرار خارج الأوطان بلا جوازات سفر أو أي هوية من المسئول عن هذا ؟

 ماهو موقف الحكومات العربية إزاء هذا النزيف في أعز ما تملك ولاسيما وأن الشباب سواعد الأمة الفتية ...؟

 لماذا يري الشباب العربي مستقبلا ًمظلماً داخل وطنه...؟

 ماهو البديل للهجرة ؟

 الهجرة الغير شرعية تدق ناقوس الخطر بين الفقر و عدم الثقة في النفس أو الحكومات أو الضياع ، أم.....ماذا؟ 

 لقد كشفت دراسة أمريكية عربية مشتركة أن ثلث الشباب العربي ممن تتراوح أعمارهم بين 15 إلى 29 عاما سيهاجرون من بلادهم إذا أتيحت لهم الفرصة وأن 26 في المائة يتمنون الهجرة الدائمة منها و وجدت الدراسة التي أجريت بالاشتراك بين مؤسسة "سيلاتيك" و بمشاركة شخصيات عالمية و مؤسسة "جالوب" الأمريكية لاستطلاعات الرأي أن أغلب الشباب الذين يرغبون في الهجرة من بلادهم هم الأعلى مستوى من التعليم والأوفر حظا في التوظيف والأكثر طموحا للإنتاج مما ينذر بنزيف هائل للعقول والطاقات العربية التي تشكل المحرك الأساسي للنمو الاقتصادي والتقدم الحضاري

يبلغ عدد الشباب الذين يشكلون هذه الفئة نحو 100 مليون شاب مما يواجه المنطقة بأكبر عدد من الشباب المؤهلين لدخول سوق العمل في تاريخها. ووجدت الدراسة أن 31 في المائة من الشباب الذين يعملون بالفعل يتمنون الهجرة الدائمة من بلادهم إذا تسنى لهم ذلك مقابل 17 في المائة ممن لا يعملون و اغلبهم من العاطلين عن العمل

 وأشارت الدراسة إلى أن الشباب الذين يخططون لإقامة مشروع أو بدء عمل حر خلال 12 شهرا هم الأكثر تطلعا لمغادرة بلادهم بشكل دائم وأكثر المتطلعين إلى الهجرة هم الذين حصلوا على درجات جامعية بدءا من البكالوريا والليسانس و غيرها من الشهادات الدراسية العليا

أسئلة تظل مطروحة في انتظار إيجاد أجوبة و حلول عاجلة لهذه الظاهرة : هل يمكن أن نتفاعل جميعا مع تلك الحقيقة المفزعة.....؟ وهل من الممكن معالجة ظاهرة الهجرة الغير شرعية و إيجاد الحلول الممكنة لها ؟ و لكن كيف.