ميشيل كيلو.. وحنين الجزء المسيحي إلى الكل

ميشيل كيلو..

وحنين الجزء المسيحي إلى الكل

د. حمزة رستناوي

[email protected]

المقاييس: حمزة رستناوي

كاتب النص المُقاس: ميشيل كيلو

عنوان النص المُقاس: المسيحيون في سوريا هم جزء من الشعب السوري

المصدر:موقع كلنا شركاء

http://all4syria.info/web/archives/38178

المرجعيّة المستخدمة في القياس: المنطق الحيوي.

*أوّلاً : تمهيد ما قبل القياس :

-المقصود بالمصلحة هنا ما ضدّ المفسدة , و المصلحة مفهوم نسبي , فلكل كائن صلاحيّة ما في سياق ما, و الكائنات – و منه النصوص- تتفاوت في درجة صلاحيّتها.

- المُقاييس في المنطق الحيوي: هو الذي يحكم بما يتاح لعامة الناس أو عامة أهل الاختصاص الحكم به من دون أن يخالف التجربة.

- لن أستخدم طريقة العرض التقليدية لمقايسات المنطق الحيوي كونها ما تزال معقّدة, و تحتاج لخبرة خاصّة , و سأستخدم طريقة عرض على شكل أسئلة أطرحها حول النص موضوع القياس مع محاولات للإجابة عليها.

- سأقوم باختيار معلّل لفقرة من النص موضوع القياس  - و هي ما نسمّيها بلغة المنطق الحيوي "مصالح مفتاحيّة" - و سأقوم بتطبيق مقايسات المنطق الحيوي عليهما, من دون الإدعاء أن هذه المقايسة تتضمّن أحكام تخص كامل النص.

- المقايسة تخص مصالح  الرسالة و ليس المرسل.

*

*ثانياً: النص موضوع القياس:" المسيحيون في سوريا هم جزء من الشعب السوري"

"قام ميشال كيلو بتوجيه كلمه لموقعه "الوطني المسيحي السوري"، جاء فيها: "المسيحيون في سوريا هم جزء من الشعب السوري وجزء من نتيجة وليسوا طائفة. المسيحيون أسسوا أحزابا منها "حزب البعث العربي الاشتراكي" ولعبوا دورا كبيرا في جميع الأحزاب الأخرى مثل "الحزب الشيوعي" و"الحزب القومي السوري". نحن لسنا طائفة ولا يجوز أن نتصرف كطائفة.نحن جزء من شعب وواكبنا هذا الشعب في حراكه الوطني.

نحن جزء تكويني منه ولسنا بضيوف عليه أو أننا نبتة غربية أو إضافية فيه.

نحن جزء رئيسي من الشعب العربي ومن الحضارة العربية الإسلامية ومن الشعب السوري وعلينا أن نتصرف باعتبارنا جزءا مظلوما يريد الحرية لأن في الحرية مصلحة للجميع وعلى رأسهم المسيحيين." انتهى النص.

*

*ثالثاً: المصالح المفتاحيّة:

"المسيحيون في سوريا هم جزء من الشعب السوري وجزء من نتيجة , و ليسوا طائفة."

رابعاً: الأسئلة:

س1: ما سبب اختيار المصالح المفتاحيَّة ؟

ج1:  كونها تعرض لمصالح محوريّة تم اختيارها كعنوان للنص موضوع القياس , و كذلك  جري التأكيد عليها و تفصيلها في النص المُقاس , لاحظ :"المسيحيون لعبوا  دورا كبيرا- نحن لسنا طائفة- نحن جزء من شعب- نحن جزء تكويني- نحن جزء رئيسي..الخ"

س2:  هل يتطلّب الحكم على  المصالح المفتاحية  مرجعية أهل الاختصاص أم مرجعيّة عامة الناس ؟

ج2: مرجعيّة أهل الاختصاص  للإطلاع على شأن السياسي  الاجتماعي الثقافي  التاريخي الديمغرافي السوري.

س3: هل تعرض المصالح المفتاحيّة  لما يمكن إثبات برهان حدوثه,  إثباتا أو نفيا؟

ج3: نعم .

- يوجد قرائن إثبات  برهان حدوث في كون "المسيحيون هم جزء من الشعب السوري حاضرا و عبر صيرورته التاريخية " , فالشعب السوري يتحوّى في بعده العقائدي  على فئويَّات مختلفة منها المسيحي و المسلم :السني – العلوي – الدرزي ...الخ بل و من غير المؤمنين بالعقائد الدينة الخ

-يوجد قرائن منافاة برهان الحدوث في كون " المسيحيون ليسوا طائفة"

فالمسيحيون - كغيرهم من الفئويات العقائدية- رغم أنّهم جزء من الشعب السوري و جزء من نتيجة , لكنّهم يشكّلون طائفة بالمعنى العقائدي الاجتماعي , و إلى درجة أقل بالمعنى السياسي , و من قرائن ذلك : التوزع الديمغرافي للمسيحيين في أحياء أو بلدان خاصة بعينها, و  عدم وجود صلات قرابة و تزاوج مع غير المسيحيين , و كذلك طريقة تفاعلهم مع الإحداث السياسية  و ما يجري في سوريا الآن حيث نجد تأثير للخلفية العقائدية المسيحيّة على الموقف السياسي , و يظهر هذا التأثير للخلفية العقائدية الفئوية بقوة أكبر في حالة الفئوية السنّية و العلوية في المثال السوري ,بينما نجد تأثير الفئوية المسحية "الطائفة" أكبر في بلد مجاور كلبنان مثلاً . و رغم أنّ المسيحين في سوريا لم يشكّلوا أحزابا طائفية ذات صفة دينية مقارنة بنظرائهم في لبنان مثلا , و لم يشهد التاريخ الحديث لسوريا بعد الاستقلال صراعات إسلامية – مسيحية وازنة و لكنّ الانتماء إلى الطائفة – كبقية السوريين- يلعب دور كبير في التفاعل تجاه المواقف  الاجتماعية و السياسية لعدم وجود سياسات اندماج وطني " ديمقراطية – علمانية " ناجحة في سوريا.

كخلاصة المصالح المعروضة تتحوّى ما يمكن إثبات برهان حدوثه إثباتا و نفيا.

س4: هل تعرض  المصالح المفتاحيّة  لارتياب أو تعشيش بين ما هو سلبي و إيجابي؟

ج3: نعم لاحظ المصالح الايجابية في :  "هم جزء من الشعب السوري"

و لاحظ المصالح السلبية في :" و ليسوا طائفة"

س5: أي الاحتمالات التالية أكثر توافقا مع ما تعرضه المصالح المفتاحية في الفقرة السابقة,  اختر  الاحتمال أو الاحتمالين الأكثر توافقا مع التعليل؟

و الاحتمالات هي: عزلة- صراع- تعاون- توحيد؟

ج5:* توحيد: المصالح المفتاحيّة تعرض  لتواصل إيجابي و انفتاحي ,لاحظ  : " هم جزء من الشعب  - جزء من نتيجة"  , و كذلك لمصالح نفي ذات توتر  مرتفع , لاحظ :" و ليسوا طائفة"

*صراع : مصالح صراعيّة مع من يرى  بأن المسيحيون طائفة أيضاً , لاحظ  المصالح النفي في "و ليسوا طائفة". و كذلك إن قرائن منافاة برهان الحدوث و الارتياب التي سبق شرحها تدعم الحكم بمصالح صراعيّة.

*س6: هل تتوافق المصالح المفتاحيّة المعروضة  مع إثبات برهان الفطرة ؟

و المقصود هنا ببرهان الفطرة :فطرة الإنسان في طلبه الحياة و الحرية و العدل.

ج6: نعم , فطرة المساواة بين البشر , و نبذ التمييز على أساس ديني, و فطرة طلب الشعب السوري ككل للحرية .

س7: هل ثمة قرائن تشير إلى ازدواجيّة المعايير فيما تعرضه المصالح المفتاحيّة ؟

لا يوجد قرائن تدعم ازدواجية المعايير,  عدا كون أي نفي لبرهان الحدوث يتحوّى ضمنا نفي لبرهان وحدة المعايير المعرفية.