ما زالت وستبقى الثورة السورية أيقونة العالم
د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
بعد اخفاق مجلس الأمن في الوصول للحد الأدنى من الاتفاق على إدانة النظام السوري , وتلاه بعد أسابيع اخفاق الجامعة العربية , مما يعني هذا ان زبدة القول في كلام موجه للشعب السوري , القضية هي قضيتك والثورة هي ثورتك , فافعل ماشئت إن انتصرت فليس عندنا شيء ضدك , وإن انهزمت فليس عندنا ضمير يعذبنا لأننا لم نساعدك .
منذ أسابيع والهجوم الشرس على أيقونة الثورة السورية , من قبل أخس وأحقر وأدنى مستوى عرفته البشرية على مدى عصورها والمتمثل ببشار الأسد وجيشه وأمنه وشبيحته ومن يسانده من لبنانيين وعراقيين وفرس .
هي حمص الأبية أيقونة الثورة ولؤلؤتها وماسها وشمسها , يريدون تحطيمها ظناً منهم أنهم على ذلك قادرون , وحمص ليست الدرة الوحيدة في سورية , قريف دمشق وحوران وجارتها حماة وإدلب وشرقها دير الزور والقامشلي وريف حلب واللاذقية , كلها تخرج من مشكاة واحدة هي مشكاة الثورة السورية .
على الثوار التفكير ملياً والسرعة في اتخاذ القرارات الحاسمة في الطرق والوسائل والأدوات الممكنة للإعتماد على الذات فقط , من أجل القضاء على عصابات الاحتلال هذه .
قد تكون حكمة الله تعالى في أن الثورة ستنتصر بيد أبنائها الأبطال وبدون مساعدة أحد , حتى لايكون لتلك الدول دين في رقبة الثوار عليهم دفعه لاحقاً , ولكم أتمنى أن تنتصر الثورة فقط بيد أبنائها , حتى يتهيأ لهم المجال ليبنوا سورية على حريتهم في قرارهم وقوتهم الصاعدة من النصر الثوري المبارك .
قد يقول قائل ولكن الخسائر في أزهار وثمار الوطن الحبيب وأكثرها جمالاً ورونقاً وفداءاً , ولكن يمكن القول أيضاً أن هذه الثمار والأزهار رفضت أن تكون تحت أقدام هؤلاء القذارة من البشر , ففضلت الحياة في ظل عرش الرحمن , راسمة الدرب لغيرها حتى تكون هذه البلاد جنة الله في الأرض .
والسؤال :
وما الذي يستطيع فعله الثوار ولم يفعلوه حتى الآن ؟
قبل شهر كان فقط الذين يقتلون هم من رجالات ونساء الثورة , أما الآن فالعدو يفطس منه الكثير , فالألم ليس على الثورة فقط وإنما على أعدائها أيضاً .
لم يستخدم الثوار إلا صدورهم العارية وأصوات حناجرهم , ولكن يمكن استخدام اليد والعقل والفكر في طرق شتى ووسائل مبتكرة لدحر العدو , محافظة ادلب الشماء وعت الأمر وهاهي تلقن الغزاة دروساً قاسية , كما حمص العدية فهمتها من قبل , ودرعا وريف دمشق , ودير الزور والبوكمال , وحماة الأبية أيضا
بقي عندنا رصيد كامن وأعتقد لن يغيب طويلاً هي حلب والقامشلي ومن جاورهما , فانقذوا حمص وأهلها فهم اخوانكم وأبناؤكم , في الدين والقربى والوطن .
يعتقد المجرمون أنهم قادرون على اركاع حمص , فاعلم أيها المجرم وأيها القاتل , وأيها السارق والصفوي والحاقد , فدرعا وحوران تعرضت لها من قبل وما زلت فهل استطعت اخماد صوت الحق فيهما ؟
وكذلك حمص وكذلك دير الزور
ياأهل حلب الشهباء حمص وأهلوها ينادون إخوة لهم , فهل هي عندكم بمثابة الأخ , فإن كانت فهبوا حتى تكونوا سدا منيعا وأيقونة جديدة تضم لتاج الثورة المباركة
والأخوة الأكراد ألم يحن الوقت بعد لتتركوا توجساتكم وتوحدوا صفوفكم وتظهروا بطولاتكم ضد نظام يعتبركم من الدرجة الثالثة , أليس حري بكم ان تكونوا راية حمراء وعلى رأسها نار مشتعلة وتكونون مع حمص أيقونة في تاج الثورة المباركة ؟ ألم يكن الشهيد البطل مشعل التمو شعلة وضاءة خفقت قلوب الثوار كلها في سورية حزناً على انطفاء شعلته , وهل يجوز أن تتركوا هذه الشعلة تخمد للأبد ؟ فالبطن الذي حمل مشعل الحر , ملايين الأرحام حوت تماثله عندكم .
لقد عرف السورييون عرباً وكرداً وآشوريين وتركمان , أن الحياة تحت ظل هذا اللانظام لايمكن ان تكون حياة , فكل شيء لهذا النظام مباح ضد هذا الشعب , وهذا الشعب عرف ذلك بالصوت والصورة وشهادة العين وسماع بالأذن , فماذا بعد ؟
أيها المترددون وياأيها الصامتون والمرتجفون , اخلعوا عنكم ذلك وكونوا مع الثورة واستخدموا كل مالديكم ولن يصمد هؤلاء المجرمين عندها ولا قليلاً.