التعايش

د. إيمان البُغا

الذي جاء به الإسلام هو احترام وجود الآخر , وحقوقه ..  فدمه حرام وماله وعرضه , بل حتى كرامته ومشاعره .. و أما اعتقاده فلا وألف لا ..

وهذا الأمر هو الذي وقع فيه الخلط في هذا الزمن ..

هل الاحترام هو احترام المبدأ أم احترام الوجود والحق والكرامة ؟ الاحترام للأمر الثاني , وإلا فأين الاحترام والتقبل لرأي أرفضه : إن رفضي هو عدم احترام , وإذا احترمته يعني اعترفت به , والاعتراف به هدم لعقيدتي ...

ثم إن قبول واحترام اعتقاد المخالف ليس هو الحل الذي يتطلبه التعايش بين الأديان والطوائف , فسنة الله في خلقه أنهم ينقسمون بين متبع للحق ومنكر له , ولا يمكن تحقيق التوافق بين عقائد وأفكار متباينة ...  إلا أن الذي يتطلبه التعايش السلمي الحقيقي هو احترام الحقوق والوقوف عندها , والأمر الوحيد الذي تحتاجه البشرية للاستقرار هو العدالة ....

وكيفية مراعاة هذه الحقوق , وإقامة العدالة مبينة في الشرع الإسلامي ...
 هذا هو التعايش الذي أتى به الإسلام , فما قام الإسلام إلا على أداء الحقوق بدقة , ليحقق العدل وليسود الحق ,
فالحق والعدل يسعان الجميع , بينما لا يسع الباطل إلا نفسه .

ملاحظة : وهذا لا يعني أن لا تكون هناك حوارات بين أتباع العقائد المختلفة , ولعلي أكتب في هذا مقالاً آخر ..