التعايش
الذي جاء به الإسلام هو احترام وجود الآخر , وحقوقه .. فدمه حرام وماله وعرضه , بل حتى كرامته ومشاعره .. و أما اعتقاده فلا وألف لا ..
وهذا الأمر هو الذي وقع فيه الخلط في هذا الزمن ..
هل الاحترام هو احترام المبدأ أم احترام الوجود والحق والكرامة ؟ الاحترام للأمر الثاني , وإلا فأين الاحترام والتقبل لرأي أرفضه : إن رفضي هو عدم احترام , وإذا احترمته يعني اعترفت به , والاعتراف به هدم لعقيدتي ...
ثم إن قبول واحترام اعتقاد المخالف ليس هو الحل الذي يتطلبه التعايش بين الأديان والطوائف , فسنة الله في خلقه أنهم ينقسمون بين متبع للحق ومنكر له , ولا يمكن تحقيق التوافق بين عقائد وأفكار متباينة ... إلا أن الذي يتطلبه التعايش السلمي الحقيقي هو احترام الحقوق والوقوف عندها , والأمر الوحيد الذي تحتاجه البشرية للاستقرار هو العدالة ....
وكيفية مراعاة هذه الحقوق , وإقامة العدالة مبينة في الشرع الإسلامي ...
هذا هو التعايش الذي أتى به الإسلام , فما قام الإسلام إلا على أداء الحقوق بدقة , ليحقق العدل وليسود الحق , .
ملاحظة : وهذا لا يعني أن لا تكون هناك حوارات بين أتباع العقائد المختلفة , ولعلي أكتب في هذا مقالاً آخر ..