الثورة السورية الكبرى
د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
فالثورة السورية الكبرى خطتها أنامل الأطفال , وأشعلتها أصلابهم وهتفت فيها حناجر كل حر وحرة في هذا الوطن العزيز , وأنارت طريقها دماء الشهداء والجرحى والأسرى فبارك الله فيهم جميعا الأحياء منهم والأموات ورحمة واسعة منه لهم في الدنيا والآخرة
الثورة السورية راية كل أمة تعرضت وستتعرض للظلم , كل حر وحرة فيها الأحياء منهم والأموات أبدعوا لوحة لوحة رمزية لاتجد لها جمالاً كجمالها في البطولة والتضحية والفداء
خطوطها نهر الفرات والعاصي ومحيطها الساحل من أبطال اللاذقية وبانياس وطرطوس , وفاكهتها حمص وحماة , وعنهوانها درعا وحوران , وكلها كخد فتاة شامية تحيط فيها جبال القلمون وجبال الزاوية والبادية والقامشلي والحسكة والرقة , فلن تحدثني عن البوكمال ولا دير الزور ولا حمزة الخطيب ولا هاجر , ولا القاشوش , لا الميدان وكل أحرار دمشق , هي الخارطة السورية هي لوحة في وسط العالم , فيها كل لوحات الجمال تغيب عنها في ضبابيتها حلب الشهباء ماعدا نقط خضراء ومنها تشع شموع متعددة أملنا أن تكون لوحتها في الأيام القادمة تنضم لتكتمل اللوحة الكلية لسورية الحبيبة
قرأنا الكثير عن الثورة السورية الكبرى ضد الإستعمار الفرنسي , وكيف ارتسمت لوحات الوطن لتعم الخريطة كلها , من جبل الدروز لجبل العلويين وجبل الزاوية والرقة والدير وحسن الخراط وابراهيم هنانو
ونحن الآن نعيش أيام هذه الثورة المباركة , وارتسمت ملامح العز والبطولة وعبرت قارات العالم أجمع
هذه الثورة تتعرض الآن لأشرس وأسوأ انواع الإحتلال , فقد فاق اجرامهم اجرام بني صهيون ضد الفلسطينيين , وفاقت تصرفاتهم الإجرامية إجرام الإحتلال الاسباني لهاييتي , والذي كان الضابط منهم لاينام إلا على صوت الرجال عندما يتم شيهم وهم أ حياء
والسؤال بعد أن اكتشف الشعب السوري إجرام هذه الفئة والتي كانت تغطي وجودها بشعارات مدغدغة للمشاعر وبدون فعل لتسقط هذه الشعارات وظهرت للعيان أن من كانوا وراءها فاقوا حتى إبليس , ومع أن ابليس لايؤذي إلا عن طريق الوسوسة ولكن هؤلاء اتصفوا بصفات الشيطان الرجيم وبفعل الكلاب المسعورة
قالوا لي ونصحوني منذ سنين صلح وضعك وعد لبلدك وعش مع أهلك وأولادك , رفضت الأمر وكنت أقول لنفسي مخاطباً كيف ستعيشين في ظل نظام العهر هذا ؟ فرفضت نفسي العودة وكان حلمي الوحيد هو الثورة والخلاص من هذا العهر الفظيع
والحمد لله الثورة انتفضت من تحت الرماد وحطمت كل جدران القهر والصمت والخوف والطغيان , وهذه الهمة القوية من الثوار لن يطفيء نارها لابشار ولا إيران ولا حزب اللات ستنتصر وقريباً جداً بعون الله
كلمات قليلة نسردها حول أهم المستجدات , فحدث اليوم كان زيارة وزير الخارجية التركية لسورية , ومع أنني لم أسمع المؤتمر الصحفي ولا التعليق حوله ولكن وجدت كلمتان تهم ثورتنا
الأولى الحل عند الشعب السوري , فعندما قامت الثورة لم تكن تنتظر تركية ولا دول العالم فالكل يعلم مدى ارتباط بقاء النظام بمصلحة الأمن عند اسرائيل , وبالتالي فالثورة هي ثورة شعب يريد الحرية والحياة ضد الظلم والقهر والإستبداد
والثاني أن المجرم بشار ينتظر منه الخير لسورية مع أنه مجرم بن مجرم وقاتل ابن قاتل
ونحن لن نقف ضد من يقف معنا , من أحرار العالم , ولكن الإعتماد عليهم في اسقاط هؤلاء المجرمين أعتقد أنه أمل يطول انتظاره , ولكن التوكل على الله أولا وعلى عزيمة الثوار ثانيا هو الذي سيسرع في اسقاط النظام فكلما زاد الإصرار والتحدي كلما كسبنا الصداقة وقل عدد الأعداء لنا , وهذا يؤدي بدوره لفقدان عصابات الإجرام السيطرة على الوضع وكثرة أخطائها وكثرة أعدائها ستجد نفسها منفردة في الساحة تتلقى الكمات والضربات من كل اتجاه لتذوب مندثرة في مزابل التاريخ
.