رأي وتعليق حول خطاب الملك عبدالله بن عبد العزيز
رأي وتعليق
حول خطاب الملك عبدالله بن عبد العزيز
د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
الأخوة الأعزاء والنشطاء السوريون اجعلونا ننظر لخطاب الملك نظرة إيجابية وبغض النظر عن قوته أو ضعفه , فثورتنا والتي يقودها الأبطال الأحرار في سورية ودماء الشهداء الزكية والأسرى والجرحى والتهجير والتنكيل , يقابلها الإصرار والتحدي من قبل هؤلاء الأبطال الغر الميامين , هذا الإصرار والإيمان العميق والتضحيات الجسيمة , هي التي جعلت العالم أجمع يحترم هذا الشعب وينظر للنظام نظرة قرف واشمئزاز من هول جرائمه وكذب مدعيه وقنوات اعلامه
النظرة الإيجابية لكل صوت مهما كان ضعيفاً أو قوياً لجانبنا هو كسب كبير لنا , وهو من مقومات النصر الأكيد بعون الله تعالى
فالنظام يرتكز على قوتين قوة داخلية وقوة خارجية , فالقوة الداخلية ترتبط مصالحها في كثير من الحالات مع المصالح الخارجية , وعندما تتهدد هذه المصالح بارتباطها بالنظام , فمن المؤكد أن هذه الفئات سوف تتخلى عن النظام خوفاً على مصالحها
موقف السعودية ودول الخليج عندما يتحول لصالح الثورة , سيشكل ضربة قاصمة للنظام من جانبين:
الجانب الأول سياسي مرتبط بثقل دول الخليج بالمنظومة السياسية العالمية والمؤثرة في العالم كالتأثير على الدول التي تقف بجانب النظام كروسيا والصين والهند والبرازيل فعند مقارنة مصالح هذه الدول مع دول الخليج ومصالحها مع النظام السوري ستكون المحصلة صفراً في مقابل مائة في المائة مع دول الخليج
الجانب الثاني مصلحة منفعية بين أعمدة النظام وأعمدة الخليج , ومدى الدعم المادي والتجاري المقدم من هذه الدول لهذه الفئات ومنهم التجار ورجال الأعمال ومصالحهم المنفعية مع تركية
فكما صرح أحد الصحفيين الروس على الجزيرة في تعليقه على تصريح الرئيس الروسي من مصير محزن لبشار الأسد , في أن موقف روسيا السابق كان بسبب الديون الروسية , وبما أن النظام السوري أصبح نظاماً فاشلاً فعلى روسيا أن تقف مع الشعب السوري ففي كلا الحالتين الديون لن تحصل ومن الصعب رؤية العلم الروسي يحرق بأيدي المحتجين وهم أصدقاء الشعب الروسي
فلو تطرقنا للموااقف الدولية بعد اجتياح حماة من قبل العدو الصفوي
نستعرضها بالمواقف الآتية
الإجتماع الثلاثي بين أمريكا وألمانيا وفرنسا لزيادة الضغط على النظام السوري , وتصريحات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردو غان الأخيرة والتحذير شديد اللهجة للنظام , وتصريح أمين الجامعة العربية اليوم , وخطاب الملك فهد , ونفي حزب اللات المشاركة في قتل السويين , ولا يستغرب أن تخرج طهران عن تبرؤها من دعم النظام خوفاً على مصالحها المستقبلية في سورية
كل هذه المواقف يجب أن نشجعها ونبتعد عن انتقادها , فهي من ثمرات ثورة الشباب المباركة , وهي دليل حتمي على نهالية هذا النظام المجرم
فتصريح ملك السعودية اليوم يعتبر الضربة القاصمة لهذا النظام المجرم وبكل أركانه
ولا يلزم سوى المزيد من الإصرار والمزيد من المقاومة , والحمد لله هذه الأمور واضحة جلية في جبين الشعب السوري الحر , وقد بدأت اللحمة الوطنية في كل المناطق السورية , ولم تعد هناك مدينة خارج المنظومة الرائعة بارك الله فيها ,
ونستطيع القول الآن وبمشيئة الله ألف مبروك على التحرير وسيكون عيد الفطر عيدا فيه عتق من النار وعيداالجلاء جلاء هذا المحتل البغيض , وثورتنا ليست اقصائية لأحد من الشعب السوري ولكنها لن تتسامح مع المجرمين كائناً من كان وبالعدل وليس بالظلم
.