شكرا أيها الثورة لقد علمتنا التاريخ
جعفر عبد الله الوردي
كم من المناطق السورية أو القرى لم يسمع بها السوري نفسه بل ولا يعرف عن تاريخها شيء، وهو إن كان ملما بالموضوع فيعلم شيئا من تاريخ مدينته التي يقطنها، وما سواها فلا علم له بها ولم يرها أصلا ولا زارها.
وعندما قام الحراك الشعبي السلمي في سورية مطالبا بفك رقه وعتق رقبته من شرذمة البعث الذي قضى على الأمة العربية والإسلامية على مدى عقود من الزمن المكلم.
بهذه الأوضاع وبهذا الحراك المتزايد يوما بعد يوم تزيد ثقافة المواطن السوري ببلده وبأحوالها وبأهلها وتقوى لحمتهم، وذلك على خلاف ما يخطط له أذناب النظام من بث الفرقة والمنطقية والطائفية، فتقوم حمص لتسعف درعا وتتباسل حماة دفاعا عن حمص وتثور دير الزور ألما لجسر الشغور وتنتفض المناطق الأخرى لتسند البوكمال وهكذا من منطقة لأخرى ومن بيت لبيت.
ولربما هذا هو القاسم لظهر النظام السوري أكثر من المظاهرات والهتافات فعندما يرى هذه الكف المتحدة قولا وشعارا ودما ولا تبالي بما يحصل لها يزيد خوفا وقلقا ويجن جنونه للانتقام.
وهكذا تعلمنا هذه الثورة المباركة دروسا عديدة من أهمها الجغرافية السورية ودروس الوفاء والتلاحم ومع كل يوم جديد من فصولها النيرة هناك درس وهناك نضال، ألا فلتحيا أيها الشعب العظيم فقد قهرت جلادك بدون سوط.