ما الذي يموتُ من ضربة ويعيشُ من ألف ضربة
ما الذي يموتُ من ضربة
ويعيشُ من ألف ضربة ؟
د. حسن الربابعة
قسم اللغة العربية
جامعة مؤتة
ذكر الجاحظ رحمه الله تعالى في كتابه "الحيوان "ج6/233 235 أن الغول إذا ضربتها ضربة استزادتك ضربة أخرى لتعيش، وقد أدرج شعرا لأبي البلاد الطهوي ، كما يُروى الشعر لتأبط شرا وفيه اختلاف كما هو مدرج في كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني(ج18/210212) وفي معجم البلدان لياقوت الحموي (8/231) أما ما انشدوه لأبي البلاد الطهوي وقد لقي غولا في مكان "رحى بطان ، من حي لهذيل وحدد الزمان ليلا ،سوداء تبدو كمن في عباءة ، فطلب منها التخلي عنه ، لأنه مهزول الحال من شدة السفر، وهي شبيهة به هزالا وغربة ، فرفضت التَّنحي عنه فانتحى لها بسيف حاد يماني النسب ،فقدَّ ظهرَها وصدرَها فخرَّت صريعا على يديها وصدرها ، فطلبت منه أن ينقذها بضربة أخرى، فأبى الشاعر لمعرفته في فن الأسطورة أنها تموت بضربة وتحيا بألف ضربة ، فشد َّعقالها عليها وكتفها ليتفحصَها صباحَ اليوم التالي ، وإذا هي ذات عينين مشقوقتين بالطول، وذات وجه كوجه الهرِّ ، ولها رجلان كرجلي مُخدج ، ولسانها لسان كلب، وهو مشقوق كلسان حية ،وجلدها من الفرو، أو كأنه قِربة خلقة فقال :
لـهـان على جهينة ما لقيتُ الغولَ تسري في ظلام فـقـلت لها كلانا نقض أين فصدت وانتحيت لها بعضب فـقـدَّ سَـراتها والبركَ منها فـقـالت زد فقلت رُويد إني شددت عقالها وحططت عنها إذا عـيـنان في وجه قبيح ورِجْـلا مخدج ولسانِ كلب | ألاقيمن الرَّوعات يوم رحى بسهب كالصحيفة صحصحان أخو سفر فصدي عن مكاني حـسـام غير مؤتشب يماني فـخـرَّت لـليدين وللجران عـلـى أمثالها ثبتُ الجنان لأنـظر مصبحا ماذا دهاني كـوجه الهر مشقوق اللسان وجـلـدٍ مـن فراء أو شِنان | بِطان