كلما ازداد بطش الحكم.. اقترب النصر أكثر

كلما ازداد بطش الحكم..

اقترب النصر أكثر!

د. طارق أبو جابر

 ازدياد بطش حكم العائلة الأسدية بالشعب السوري ، والجرائم (النوعية) ، وغير المسبوقة لدى أعتى أنظمة القمع والبطش ، التي صار يرتكبها الحكم الغاشم ، كل ذلك له مؤشر واضح على أن هذا الحكم يترنح ، ويشعر بقرب النهاية المحتومة بعون الله تعالى ، ثم بهمة شعب سوريا الأشم ، رجالا ونساء ، كبارا وصغارا ، مدنيين وعسكريين ..

 وإن ما حصل مؤخرا يوم 18/7/2011م من عدوان غاشم على مشيعي جنازات الشهداء في حمص ، وما صاحب ذلك العدوان الغادر من إطلاق النار العشوائي على المشيعين ، واستهداف أم أحد الشهداء وأخيه ، وقتلهما فوق الجنازة ، على ما للجنائز من حرمة دينية ، ومكانة أخلاقية وإنسانية ، وعلى ما لأهل الجنازة من مراعاة لمشاعرهم ، واعتبار لمصابهم ، وفورة دمهم ، ليدل دلالة واضحة على أن الحكم الغاشم ، فقد الكثير من القدرة على التوازن ، والسيطرة على الأعصاب والانفعالات ، أمام إصرار الثوار على مواصلة الثورة ، بعزيمة أقوى، وتصميم أشد.

 ذلك إن عمليات القتل والبطش والتخريب والتدمير ، والاعتداء على الأعراض ، والاعتقال والتعذيب الوحشي التي يرتكبها الحكم ، إنما يهدف منها إلى إرهاب الشعب الثائر وإرعابه ، لكي يتراجع ويتخلى عن ثورته ، غير أن الذي يحصل على الأرض هو العكس تماما ؛ فالمظاهرات تزداد وهجا، والمتظاهرون يزدادون تألقا وتضحية واستبسالا، والشهادة صارت مطلبا وأمنية ، والشهيد صار قدوة ومفخرة ومعزة لأهله وأصحابه وأقرانه ..

 ألم يفعلوا ما فعلوا بأطفال درعا من تقليع الأظافر، إلى تقطيع أعضاء الجسم ، لكي يرعبوا شعب سوريا وأطفالها ؟ فما الذي حصل ؟ رأينا المظاهرات تتقاطر ، وتصل إلى كل مدينة وحي وقرية ، ورأينا الأطفال يقودون المظاهرات ، ويهتف خلفهم الشباب والكبار، ورأينا مظاهرات عفوية عديدة ، منددة بجرائم الحكم ، مطالبة برحيل النظام ، تخرج في أماكن عدة ، وكل جمهورها من الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم الخامسة عشرة ، أليس ما يفعله النظام من جرائم إبادة ، ليس بالقتل بالرصاص فحسب ، وإنما بالقتل تحت التعذيب ، وتقطيع الأعضاء ، وثقب الأجساد ، في جرائم غير مسبوقة في التاريخ البشري القريب.. يؤجج الثورة والثوار، ويولد عندهم المزيد من الإصرار والعزيمة والتصميم ؟ أليس بطش الحكم الهمجي الحاقد ، هو من جرأ الشعب والجماهير على أن تدوس بالأقدام ، وتحطم بالفؤوس مظاهر ورموز النظام من صور وأنصاب وتماثيل وأرجا س .. والتي لم يكن المواطن في يوم من الأيام يجرؤ على النظر إليها بطرف العين ، فضلا عن مواجهة الرصاص بالصدور.. فما الذي جعل الحكم يقوم بأعمال وتصرفات ، تزيد من عزيمة الشعب ، وتوسع مساحة الثورة في كل يوم ، وتسرع وتعجل بسقوط الحكم ، غير فقدان السيطرة على الانفعالات المريضة السافلة ، والنزوات البهيمية المنحطة ، وعدم التمكن من السير في الاتجاه الصحيح ، والشعور بأن الثورة تجاوزت حد القدرة ، ولم يبق إلا سلاح البطش والقتل والفتك والتخريب والتدمير ؟ فهل سيخمد هذا البطش الثورة ؟ الواضح : إنه كلما شعر النظام بقرب نهايته ، ازداد بطشا وفتكا وقتلا وتدميرا ، وكلما ازداد بطش الحكم ، ازدادت الثورة التهابا ، واقترب النصر أكثر وصار قاب قوسين أو أدنى ، وعسى أن يكون نصر الله قريبا ، والله أكبر على من طغى وتجبر،(وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ).