فضيلة علماء الشام الأجلاء

فضيلة علماء الشام الأجلاء

بسم الله الرحمن الرحيم, والصلاة والسلام على رسلوه الكريم, والحمد لله على نعمة الإسلام.

لعله لا يخفى على أحد منكم واقع الحال في بلادنا سوريا, فتواتر الأخبار بالقتل والظلم والتهجير والسجن والتعذيب الذي تمارسه السلطات السورية لا يغيب عن أحد منكم, وخير دليل على ذلك الكم الكبير من الأخبار والشهادات المتواترة بشكل واسع.

فنحن في الشام, هذه الأرض المباركة والتي إمتازت بقدر علمائها, إنما نتطلع لسماع كلمة حق من علمائنا الأجلاء, وكلنا يلاحظ الصمت المطبق للأسف, رغم ما يتم التنويه إليه بشكل مرمز في الخطب ضد الظلم والقهر ووجوب العدل وغير ذلك من الأمور التي تفسر بوجهين ولا تنكر على النظام بشكل مباشر ما يمارسه من ظلم وقتل, ولا يخفى على أحد من أهل الشام, الضغط الأمني الكبير على هذه الفئة من العلماء الأجلاء, ولكننا نتسائل ما الحكم الشرعي في هذا كله.

أما وأن الظلم قد بلغ هذا المبلغ, والناس قد تحركت بكل سلمية تصرخ في وجه الظلم وتطلب حريتها, وبات من الواضح لهذه الجموع المتطلعة للحرية ورفع الظلم أنه لا عودة بغير تحقيق العدل ورفع الظلم مهما كانت التكلفة, فكل ذلك يجعل من موقف العلماء وصمتهم موضع تساؤل كبير.

أما علماء السلطة فلا نعنيهم بكلامنا هذا, فهؤلاء لا يعول عليه في كل زمان, إنما نتوجه إلى أهل العلم والقدر ممن عرفوا بمكانتهم وعلمهم وبأنهم من الناس الثقات والذين نحسبهم عند الله من الصالحين.

وهنا نسأل علمائنا الأجلاء, هل الدنيا قد استولت عليكم فتملككم الخوف فيها أكثر من الخوف من الوقوف أمام الله سبحانه وتعالى؟ أليس أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر؟ أليس من حق المظلومين عليكم أن تنصروهم؟ أليس الحق بائن والظلم بائن؟ أليس من واجبكم تبيان الحق والوقوف إلى جانبه وإعلان مافي صدوركم؟

أما وقد صرنا إلى ما صرنا إليه, من توحش النظام وجوره, فنحن على ثقة بأن النصر قادم بإذن بالله, وإن تأخر قليلاُ فإن في ذلك خير كبير لنا مما نجد من الصبر على الظلم, ونحن ثابتون إن شاء الله.

إنما نرجوا من الله أن يأتي النصر وكلمة الحق تصدح على شفاهكم, فلا تكتبوا مع الصامتين ممن بدأ الله بعذابهم في الأقوام السابقة عندما سكتوا على إنتهاك حرمات الله ولم ينصروا الله وشرعه.

أما آن الأوان لكي تعلو كلمة الحق في بلاد الشام؟ ...

نأمل من الله أن يعينكم على أنفسكم, ويُعظم حرمة الله فيكم فيعلو الحق على ألسنكم كما عهدناكم.

إن الله على كل شيء قدير وبالإجابة جدير

بارك الله لنا فيكم وأنار دروبنا ودروبكم