تعاطي المخدرات موت بطئ، و لكنه محقق
تعاطي المخدرات موت بطئ، و لكنه محقق
رضا سالم الصامت
إن إدمان المخدرات وتعاطيها من أشد المشكلات النفسية والاجتماعية خطورة وأعظمها أثرًا على صحة الإنسان النفسية والبدنية والاقتصادية على حد سواء و لما لها من مخاطر جسيمة تهدد شباب العالم و هي ظاهرة منتشرة حتى في البلدان العربية فالمخدرات تهدد البشرية في العالم بمخاطر تفوق جسامتها ما أحدثته الحرب العالمية الأولى والثانية والحروب الحديثة بل هي أخطر ما واجهته البشريه على امتداد تاريخها الماضي والحاضر تنبه العالم بأسره على وجوب القضاء على هذه الآفة و منع انتشارها
و لكن كيف يمكننا التعرف على أعراضه والعلامات التي تظهر على متعاطي المخدرات، والتبصير بما يجب إتباعه لتفادي الوقوع فيه هذا الخطر وكيفية الوقاية من انتشاره عن طريق التنشئة الاجتماعية السليمة وتلبية احتياجات الشباب في وقت مبكر يتناسب مع نموهم الفكري والجسدي
إن الإدمان يسبب للمدمن أي متعاطي المخدرات أضرارا جسمية تدمر كل وظائف الأعضاء بالجسم و يؤدي به لعدد من الأمراض كسرطان الفم و البلعوم، والحنجرة الخ
تلف الكبد و فقدان العقل
الإصابات الجلدية نتيجة تكرار الحقن الوريدية
بطء الاستجابات وردود الفعل الحركية
ضعف مناعة الجسم ومقاومته للأمراض الأخرى
الإصابة بمرض الإيدز ومرض التهاب الكبد البائي نتيجة استعمال الحقن الملوثة واشتراك أكثر من شخص بها
الوفاة نتيجة لتناوله الجرعات الزائدة
إن تأثير الإدمان من الناحية النفسية يؤدي إلى تقّلب المزاج ونقص الذاكرة و عدم التركيز و زيادة القلق والعصبية و حالة الاكتئاب أو المرح الزائد عن حده ، بالإضافة إلى إصابة بعض المدمنين بالاضطرابات النفسية والعقلية كانفصام الشخصية وكذلك الاضطرابات السلوكية وهي صفة تلازم المدمن نتيجة لحاجته الماسة للمال لتوفيرهذه المادة المخدرة فيلجأ إلى السرقة وارتكاب الجرائم ، ممّا يزعزع أمن المجتمع والأسرة على سواء السبيل و يعرض نفسه للتتبعات العدلية و القانونية
فالمخدرات مشكلة اقتصادية واجتماعية ، لأن الشخص المدمن على استعداد لدفع أضعاف قيمة المادة المدمنة لكي يحصل عليها، كما أنّ إنتاج هذا الشخص يقل ويتدهور ممّا يسبب أيضا في فقدان وظيفته وضياع مصدر رزقه ونتيجة ذلك لا يستطيع القيام بالتزاماته العائلية فيؤدي إلى انهيار الأسرة وفقدان الأمن المادي والمعنوي لأعضاء أسرته ممّا ينتج عن ذلك تفكك الأسرة وتشرد الأبناء، وارتفاع نسبة الحوادث المرورية و حالات الانتحار، بحيث يصبح المرء معتمدا عليها نفسيا و بدنيا بل ويحتاج إلى زيادة الجرعة من وقت لآخر ليحصل على نفس الأثر دائما، وهكذا يتناول المدمن جرعات تتضاعف في زمن وجيز حتى تصل لدرجة توقع أشد الأضرار بالجسم والعقل فيفقد الشخص قدرته على القيام بأعماله و واجباته اليومية في غياب هذه المادة، وفي حالة التوقف عن استعمالها تظهر عليه أعراض نفسية وجسدية خطيرة تسمى أعراض الانسحاب وقد تؤدي به إلى الموت البطئ ثم يفارق الحياة
الإدمان أنواع يمكن أن يكون إدمان المشروبات الروحية " الكحولية " أو المخدرات أو الأدوية النفسية المهدئة أو المنومة أو المنشطة أو الكوكايين الخ، و عليه فان كان هناك نصيحة فالأجدر بالبعض من شبابنا الذي يتعاطى المخدرات الابتعاد عن هذه الآفة اللعينة قبل ان تستفحل و تؤدي بهم الى الهلاك و الضياع ، فان الوقاية خير من العلاج
لقد جاءت الدلائل والبراهين من الكتاب والسنة والإجماع وأقوال الأطباء والعقل بأن المخدرات والمفترات لها أضرار جسيمة على البدن والنفس والمجتمع ، ونعلم جميعا أن قواعد التشريع الإسلامي نصت على تحريم الخمر ، وأن تحريمه ليس من العجب وإنما كان محرما لما فيه من الضرر ، لذا كانت المخدرات والمفترات في نظر التشريع الإسلامي محرمة ، وكان تحريمها من نوع تحريم الخمر إن لم يكن أشد و قد نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن كل مسكر و مفتر كما جاء في الحديث الشريف رواه الامام أحمد في مسنده عن شهي بن حوش عن أم سلمه رضي الله عنها قالت : نهى رسول الله صلة الله عليه و سلم عن كل مفتر و مسكر . فيا شبابنا تحاشوا المخدرات و اعلموا انها لا فحسب موت بطئ بل هي موت محقق.