الإسلام دين سلام وتعايش وتسامح ورحمة
رضا سالم الصامت
الإسلام دين يحمل رسالة كلها معاني سامية فهو دين سلام و تعايش و تسامح و رحمة ، هو ثالث دين سماوي، وان إيمان المسلم بكل الديانات لدليل على مفهوم هذه الرسالة النبيلة
ثم إن الدين الإسلامي الحنيف يرفض الهيمنة و التعصب و التطرف و العنصرية ، و نحن كعرب يجب علينا أن نتوحد و نتصالح إذا ما كان هنالك خلافات و إذا لم نتمكن من بلوغ هذا الهدف فإنها المصيبة التي ربما مع الأيام تزداد تفاقما
الحضارات الإنسانية مبنية على التفاهم و التعايش جنبا إلى جنب
حضارتنا العربية الإسلامية التي من المفروض أن تكون أكثر انسجاما هي ضرورة ملحة آن الأوان ان نقبلها و نتقبلها
و أن ما يسمى بالإرهاب فهذا موضوع آخر حسب اعتقادي و رأي الشخصي ألصقوه بالإسلام و الإسلام برئ منه ،لأن لا علاقة بين الإسلام و العنف بكل أشكاله فالعنف متواجد في كل المجتمعات و بالتالي ألصقوه في كل الديانات و الحضارات
و كلمة عنف تساوي إرهابا... و الارهاب كالسرطان عافانا و عافاكم الله ،اذا ما نخر جسدا الا و اتى عليه لذلك يجب مقاومته بقوة لأنهجاء نتيجة تغيير سياسة العالم المتمثلة في تفكك الصراع الأيديولوجي ثم محاولة نشر الثقافة الديمقراطية حسب نظريات قد تكون خاطئة و لكن تنامي ظاهرة الإرهاب هو بالأساس ناتج عن فكر ظلامي
وفي ظل هذه التحولات صارت العلاقات الدولية اليوم متوترة جدا . لماذا ؟
لأنها مرهونة بأوضاع جديدة تؤدي إلى انتهاك القانون الدولي . مثلما تفعل إسرائيل في غزة بل و في كل فلسطين و رغم ذلك فان الثقافة العربية لم تكن طاردة بل كانت دائما متجاذبة و متعاونة و علينا نحن العرب أن نكون منفتحين أكثر على حضارات الشعوب الأخرى ، متحدين و مؤمنين بالحوار لأن لا تعايش بدون حوار مبني على التفاهم و التعاون المتبادل ... ثم لا تعايش بدون حوار الحضارات و كذلك الثقافات و الأديان
صحيح هناك تنوع حضاري من أجل التفاهم و التمازج الثقافي و هو أمر يكاد يكون متأكد بل استراتيجي بالنسبة إلى تأمين مستقبل الإنسانية، لكن لا بد من الإشارة إلى أن هذا العالم يشهد اليوم جدلية العولمة فالدين الإسلامي له دور في نحت هويتنا الثقافية و عدم تسييسه. و يلزم تقريب الحضارات و إثراء بعضها البعض و هو ما يسمى بتلاقح الحضارات مما يكرس روح التسامح و التعاون و المنفعة المتبادلة بدلا من تفاقم العنف و الإرهاب و الخلافات و الحروب التي نعيشها اليوم، فالعالم يعيش الكثير من التناقضات و تحت تأثير توازنات مختلفة لكن لا بد من التأكيد على أن الحضارة العربية الإسلامية تبقى هي الأكثر انسجاما و الحوار يؤدي دائما إلى نتائج أفضل للشعوب أما الحضارات التي تنادي بالصراع هي تستند إلى القوة العسكرية و الاقتصادية و التكنولوجية و تزيد فرض إرادتها على المجتمع الدولي ، بل و حتى فرض هيمنتها على بعض الشعوب الأخرى
فحوار الحضارات أصبح اليوم حسب اعتقادي ملحا أكثر من أي وقت مضى ، و هو ضرورة حتمية إن صح التعبير للأمن و السلام و الاستقرار في العالم و درعا ضد التوترات التي تقود إلى العنف و إلى الإرهاب و الحروب… و مزيد المشاكل
الغرب أكثر حرصا من اليهود على بقاء دولة إسرائيل
الأديان ثلاثة كما أسلفت الذكر و الثقافات لا تحصى و لا تعد و لكن المشارب الحقيقية في هذا الجدل اثنان : غرب ضم إليه اسرائيل بالأحضان و عرب مسلمون مستسلمون فكيف بهؤلاء أن يكونوا متضامنين متمسكين بمبدأ الحوار؟
و حتى إن وجد ... فأي معنى لهذا الحوار ، في ظل حساسية الغرب المغرضة ضد الإسلام و غرب يزعم أنه يرفض استخدام الدين لتبرير القتل و ممارسة العنف و الإرهاب، مع أن موقفه من الإسلام قائم منذ أول الحروب الصليبية إلى الآن مرورا بكوارث الاستعمار
فالسياسة الغربية قائمة على كراهية عميقة للإسلام و المسلمين و بصفة عامة للعرب
هناك ازدواجية معايير الغرب في التعامل مع قضايانا و المشكلة أننا نصدقهم و نثق فيهم و نستمع لنصائحهم
الغرب يزعم أنه قادر على صنع المستقبل و إحلال السلام العادل في الشرق الأوسط بمعنى أنهم يريدون الأمن و السلام لإسرائيل لا غير و الإذلال و الهوان للعرب ككل
و للفلسطينيين على وجه الخصوص
و يسمح الغرب لإسرائيل بالإمعان في دوس الكرامة العربية و هم يثبتون لليهود أنهم أكثر حرصا منهم على بقاء الكيان الصهيوني و الحفاظ على دولة إسرائيل و يحاولون دائما التودد لهم و هم لنا كارهون
للأسف نحن العرب مهزومون سياسيا ما في ذلك شك و إننا وقعنا في الفخ رغم ما لدينا من ثروات طبيعية من بها الله علينا كالبترول و غير ذلك
فأين الطريق الصحيح لتحقيق السلام ؟
أين هو؟
إننا نريد سلاما لا استسلاما
وهل يزهر سلام في برك الدماء؟ مثلما حدث أخيرا في غزة المجاهدة
ترى هل ينبت التعايش في ظل الاحتلال؟