قبة الشيخ رباع

قبة الشيخ رباع (قدّس الله سرّه)

وشجرة نسبه

د. حسن الربابعة

قسم اللغة العربية

جامعة مؤتة

[email protected]

باسم الله للذاكرين ذخر،وللأقوياء عزّ ،وللضعفاء حرز،وللمحبين نور، وللمشتاقين حبور،باسم الله راحة الأرواح ،ونجاة الأشباح ،ونور الصُّدور،ونظام ُالأمور،وتاجُ الواثقين، وسراجُ الواصلين ،ومغنى العاشقين،اسم الله أعزُّ عبادا،وأذلَّ عبادا،اسمه من جعل النار لأعدائه مرصادا،والرؤيةَ لأحبائه ميعادا،اسم الله واحد بلا عدد،باق بلا أمد،قائم بلا عمد، مفتاحُ كلِّ سورة،به  تطيبُ الخلوات،وتتمُّ به الصلوات،وتحسُنُ به الظنون،وتسهرُ له العيون ، كذا علمنا  سيدنا جدُّنا الجنكي دوست من دعاء "غنيته" المكنون، اسم يُتنزَّ هُ عن المساس،ويُستغنى به عن صنوف  الملائكة و الجِنة والناس ،اسم يُجَلَّ عن القياس،فقلْ باسم الله حرفا حرفا، تأخذْ من الأجر ألفا ألفا, وتحطَّ عنك الأوزار جَرْفا جرفا,من قالها بلسانه شهد الدنيا,ومن قالها بقلبهِ شهد العقبى,ومن قالها بسرّه شهد المولى,كلمة طال بها الفم, وانمحى بها الغَم, بها تنكشف الغمّة, وتتمُّ بها النعمة, وتختصُّ بها من الناس أمّة , تجمع باسمه الجليل بين الجلال والجمال, وهو جلال في جلال, أمّا الرّحمن الرّحيم فجمال في جمال, فمن شهد جلاله طاش, ومن شهد جماله عاش, كلمة جمعت بين قدرة ورحمة, فالقدرةُ جمعت طاعات المطيعين، والرّحمةُُ محقت ذنوبَ المذنبين, قل باسم الله كفى، فالباء بارئ البرايا, والسين ستار الخطايا, والميم منّان بالعطايا, والباء بريء من الأولاد, والسّين سميع الأصوات, والميم مجيب الدعوات.باسم الله وكفى ، الذي إن رفعت الحرف الأول بقي لله ، وان رفعت  الثاني بقي له ، وان رفعت الثالث بقي هو الله ،وان أبقيت منه "ال"، فهو الله في السريانية  هو الله ، فيا الله ، بحق اسمك الجليل هذا أن تجعل ذكرك يسري في عروقنا كما يسري الدم وأنسام الحياة فيه ، وان تشفي به مرضانا وان تنصرنا على من عادانا ، وان تكلأنا بخفي خفي لطفك ،وان تغفر لآبائنا وأجدادنا ، وإخواننا وأخوالنا وأعمامنا وذراريهم ذكورا وإناثا ، ولمشايخنا وأصحاب الحقوق علينا ،ولأزواجنا وذرارينا ، وان تصلي على نبيك رسولك الأمي، بحر أنوارك ومعدن أسرارك، ولسان حجتك ،وعروس مملكتك ، المتلذذ بذكرك وتوحيدك،عدد ما أردت أن يُصلى عليه ، حتى ترضى،وبعد الرضا، مضاعفا برقم لا يعلمه سواك، حتى يرضى وترضى عنا كل الرضا ، وعلى آله وصحبه وبعد؛

أيُّها القطبُ وماذا تبتغي         من بنيك الغرِّ إلا أدبا ؟

يا أبا موسى فقمْ وانهض إلى       حفلةِِ الأذكارِ وامنحْ رُتَبا

يا أبا الأبطال يا سبطَ النبي       يا حفيدَ الباز، أهلا مرحبا   

(إهداء من الدكتور حسن محمد الربابعة إلى جده الشيخ ربَّاع قي كتابه "عائشة الباعونية شاعرة ، دار الهلال ، اربد ،1997م ، بدعم من وزارة الثقافة  ).

 فانَّ مقام  الشيخ ربَّاع قدَّس اللهُ سرَّهُ ، يقع إلى الجهة الجنوبية الشرقية من بلدة اجديتا ، وهو يتألف من غرفتين مبنيتين من الطين والحجارة ، طولهما 13,5مترا وعرضهما (7.5)سبعة أمتار ونصف ،وفيهما نافذتان ، من الشرق والغرب ،وفيهما مقامه يرتفع عن الأرض نحو متر ، مغطى بقطعة من القماش الأخضر ، وكانت تعلوه قبة قبل هذه المرفقة نصف قطرها 2.5 متران ونصف ، وارتفاعها إلى الأعلى خمسة أمتار (عارف أبو كركي ومحمد بني يونس :لواء الكورة الأرض والإنسان والتاريخ ،وزارة الثقافة ، عمان ، 1991م ص121)، وقد تراكمت ثلوج عليها في اليوم التاسع من  شهر شباط 1993م ، فهدمت جزءا منها ، فأعيد ترميمها بشكل اسطواني على ما تراه في الصورة المرفقة ، ويرقد تحت القبة الشيخ موسى بن الشبح ربَّاع وأحد حفظة القرآن الكريم، الشيخ محمد علي محمد أبو الجمال الكيلاني الرباعي أبو محمد آدم  الذي ثوى في نحو 1998م، رحمهم الله جميعا.

أمَّا شجرةُ نسب الربابعة ،فطولها نحو خمسة أمتار،بعرض متر ، محفوظة بحوزة العقيد المتقاعد المهندس جهاد بن بدر الدين بن الشيخ احمد الرباعي في مدينة الزرقاء ،على حواشيها توقيعات وأختام علماء في علم الأنساب ،تثبت صحتها ، ومن هؤلاء السيد محمد أفندي العجلاني بدمشق ، إذ "اطلع على النسب ووجده حسب الاشتراط" وختمه .ومنهم السيد موسى مرتضى الحسيني وختمه ،ومنهم السيد عبد العزيز البغدادي الأدهمي القادري وختمه ، ومنهم السيد عبد الرزاق بن حمادة ، ومنهم السيد صالح القادري عفي عنه ، ومنهم الفقير موسى بن الشيخ مصطفى ومنهم شريف مكة المكرمة الحسين بن علي" عبده حسين "وهو اسمه على الوجه الخلفي للدينار الأردني باللغة الانجليزية ، وغيرها من الأختام التي منها لا يكاد يقرأ، وكان آخر شهادة  على شجرة نسب الربابعة للملك عبد الله الأول ابن الحسين في 8ربيع الأول عام 1356ه  كما نثبت خطّه وتوقيعه في ما بعد  في بلدة إرحابا بحضور عدد كبير من رجال الدولة ووجوه الكورة منهم معالي المرحوم مثقال الفايز وكليب الشريدة وسليمان البخيت ملحم وابن أخته سليم إبراهيم الربابعة كما حدثننا الأخير منهم رحمهم الله جميعا ،روى سليم إبراهيم وكان فتى :"أن نسب الربابعة  عرض على خبير الأنساب في الخيل والرجال الملك عبد الله رحمه الله ، فحدق فيه وكان جاسا فنهض ، وقرأ الفاتحة ولم ينتبه بعض الحضور لنهضة جلالته فقال :"لعن الله من لم ينهض لنسب رسول الله صلى الله عليه وسلم "ثم استنَّ قلمه السيَّال وهو الأديب الشاعر فسجَّل كلمته التالية على متن النسب ليس على حاشيته "بسم الله الرحمن الرحيم ، والحمد لله رب العالمين ،والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وآله وصحبه ، أما بعد، فقد اطلعت على هذا النسب المبارك والأسماء السنية والذرية البهية ، والحمد لله وهو الأول والآخر "عبد الله بن الحسين ،8ربيع أول 1356ه

صورة من شجرة النسب  الأصلية لعشيرة الربابعة

وثمة عشرات الأختام لعلماء أنساب القادرية و الرفاعية على حواشي النسب

خط الملك عبد الله بن الحسين رحمه الله وتوقيعه على نسب الربابعة، عام 1356 ه

إننا نلحظ مما سبق أن اهتمام وجهاء  الربابعة بنسبهم المتوارث لديهم اهتمام بالغ الأهمية لأنه متصل برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكل نسب مقطوع إلا نسبه ، من جهة ولان في نسبهم  أعلام أولياء لله وهم من أهل الحكمة والشجاعة وقول الحق ونصرته والمجاهدة في سبيل الله ومحبة العلم الأخروي أكثر من محبتهم العلم الدنيوي ، وان كان أبناؤهم لم ينسوا نصيبهم من الدنيا  ، وهم كما قال فيهم احد شعرائهم :

ربابعة ولا فخر                         ولا نرضي الشياطينا

فنحن أخي عبيد ال             (م)         له سُجَّادٌ مطيعونا

إذا نقرت دفوف الذك               (م)    ر  أدمت في مآقينا

ضيوف في القباب االخض ر   مرحى بالمضيفينا

وتحت قيابك الخض    (م)           ر أبا موسى أمانينا

(الدكتور حسن الربابعة :ديوان" مداد السيوف "،مؤسسة رام للتكنولوجيا والكمبيوتر ، مؤتة ، 2006م، ص58).