الحق الذي لا يضيع

البراء كحيل

[email protected]

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

في قديم الزمانْ كان هنالكَ أخوانِ يعيشان في قريةٍ صغيرةٍ وكان لهما بُستانين مُثمرين يُغدقان عليهما بالخيراتْ, كانت حياتهما سعيدةً مليئةً بالفرح والأمن والأمان لا يُنغصّها شيءٌ ولا يُعكر صفوها كدر ,

أمَّا أولهما فكان اسمه صالح وكان اسماًَ على مسمّى وكما قيل:" لكل امرىءٍ من اسمه نصيب" فقد اتصف صالحٌ بالصلاح والتقوى والعفاف والزهد فكان مثالاً يُحتذى به يُرّبي أولاده على مكارمِ الأخلاق وطاعةِ ربِّ الأرضِ والسماء .

أمّا أخوه فهو عبد الجبار وكان سيء الخُلُق بعيداً عن التقوى والهداية ساعياً إلى متع الدنيا وملاهي الحياة , وقد أهمل أولاده ولم يهتمّ بهم وتركهم للدنيا تُربيهم وتُعلمهم .

كان للأخوين ابنُ عمّ يسكن بجوارهما يُدعى عِناد وقد كانت صفاته شبيهة بصفات عبد الجبار. ورغم اختلاف الأفكار والأحوال بين الأخ الصالح من جهةٍ وبين أخيه وابن عمه من جهةٍ أخرى إلاّ أنهم كانوا يعيشون حياةً سعيدة متعاونين فيما بينهم متناصرين يساعد كلٌ منهم الآخر ويهبّ لنصرته في كلّ وقت .

ومضتْ الأيامُ وحياتُهما على هذه الحال سعادةٌ ورخاء, صالحٌ منشغلٌ ببستانه وعمله مطيعٌ لربّه لا يعصيه , والآخران يعملان بجدّ أيضاً لكن غارقين في المعاصي والشهوات .

 هكذا كانت تسير عجلة الحياة في هذه القرية مع هؤلاء الثلاثة , إلى أن سكن بجوارهم عائلةٌ جديدة من شرار الخلق وأسوأهم لا يعفون عن رذيلة ويكرهون كلّ فضيلة حياتهم في إفساد الخلق ومُتعتهم في نشر البغضاء والشحناء بين البشر , إغتصبوا أرضاً كانت لصالح وأخيه وتوطنوا فيها وأبوا الخروج أو دفع ثمنها, حاول صالحٌ وعبد الجبار معهم بشتى الوسائل لكنَّ نفوسهم الشريرة تعمدتْ اذيتهما والنيل منهما.

طلب صالحٌ وعبد الجبار من ابن عمهما العون لكي يتخلصوا من هؤلاء الأشرار.

 لكن لسوء أخلاق عناد وقلة أمانته استطاعت هذه الأسرة الشريرة السيطرة عليه وضمّه إلى صفهم ضدّ أبناء عمومته فأصبح عدواً لهم بدل أن يكون عوناً وسنداً , بل لقد فتح بيته ومزرعته لهذه الأسرة الشريرة وأغلق الباب في وجه أبناء عمّه ومنع عنهم كلّ مساعدة .

 وبدأ حال صالح وأخيه يسوء بسبب الأذى الذي تسببه لهم هذه الأسرة وأصبحوا في حاجةٍ وعوزٍ لأنّهم لا يستطيعون التواصل مع القرى المجاورة بسبب حصار الأسرة السيئة لهم .

ومرتْ الأيام وحالُ صالح وعبد الجبار يسوء والجوع والتشرد والحصار يزداد عليهما وعلى اسرتهما , ولضعف إيمان عبد الجبار وقلة أمانته انضم إلى هذه الاسرة الفاسدة وبدأ يُحاول عقد هدنة وإتفاق معهم ويُقدم لهم التنازلات تلو التنازلات , لا لشيء فقط لكي يُعطوه ما يواصل به لهوه وعبثه حتى ولو منعوا عن أولاده رغيف الخبز وقطعوا عنهم الماء والكهرباء , لأنّه رجلٌ يعيش لأجل نفسه وشهوته ,.

 بل بدأ ينقلب على أخيه ويتهمه بالغباء والحُمق ويطلب منه أن يهادنَ الأعداء ويصالحهم ويقدِّم لهم التنازلات , لكنّ صالحاً بقي صابراً مرابطاً مدافعاً عن حقه بكل ما أوتي من قوةٍ وصبرٍ وحماس .

بقي عناد وعبد الجبار وجيرانهما يحاصرون صالحاً وعائلته حتى لم يبق لهم إلاّ مكانٌ صغير منعزلٌ عن العالم وهم يعيشون فيه في فقر وعوز وحاجة. ورغم محاولة القرى المجاورة مساعدة عائلة صالح عن طريق عِناد إلاّ أنّه منعهم وأغلق في وجوههم الأبواب وسدّ كل مدخلٍ يمكن لهم عبره الوصول إلى صالح وعائلته .

عندما شارفتُ على إنهاء القصة وأردتُ أنْ أدوِّنَ خاتمتها حار فكري وتعثر قلمي فوجدتُ نفسي ألجأ إليكم طالباً مساعدتكم .

تُرى هل سيبقى صالحٌ محافظاً على عهد المقاومة والدفاع عن حقه أم سيستلم ويُهادنُ كما فعلَ أخوه وابنُ عمِّه ؟؟؟

تُرى هل يُمكن للنخوة والأصالة أنْ تستيقظ في قلب ووجدان عِنادٍ وعبد الجبار ويَهبّان للوقوف مع صالح لطردِ هذه الأسرة المعتدية ؟؟؟؟

تُرى هلْ ستتمكنُ هذه الأسرة بمساعدة عنادٍ وعبد الجبار من قتل صالحٍ وعائلته والاستيلاء على ما بقي له من أرضٍ أم أنّ صالحاً سينتصر بمقاومته وبسالته ؟؟؟

قديماً قيل: "لا يضيع حقٌ وراءه مطالب" !!!

أرجو ألاّ تبخلوا في مساندتي لكتابة خاتمةٍ لقصتي!!!

ملاحظة: هذه قصة من مُخيلتي لا تمتّ إلى الواقع بصلة وشخصياتها من نسج الخيال ليس لهم أي صلةٍ بالواقع لكنْ ربما حدثتْ قصتي في زمانٍ ما أو مكانٍ ما .