التنمية في تركيا
محمد علي الحلبي
[email protected]
ثوابت الفكر السياسي،وعبر الزمن و من خلال التطبيق لها والالتزام بها تحولت إلى
بداهة عقلية،وقواعد أساسية ملزمة لأي حراك سياسي لأنها معيار الوطنية الحقة
المُميزة له،وللتعرف على مضامينها والتقيد بها لابد من وجود إرادة واعية مُدركة لها
ولطرق تحقيقها ضمن زمن معين،وظروف محددة لأن تلك الطرق ليست ثابتة،بل متغيرة
مناحيها بفعل عوامل عدة داخلية وخارجية،والإدراك عرّفه لسان الدين بن
الخطيب1313-1374م في كتابه قائلا ً:"إن صاحبه سديد النظر،قوي الذهن،موفور
الأدوات،كثير الاجتهاد".
قياساً نستخلص من هذه المقولة أن
الإدراك السياسي يعني أول ما يعني رؤية لواقع محدد ومعيّن بعين صائبة تتغلغل
رؤيتها إلى القلب متحولة إلى عواطف جياشة مشحونة بحب كبير للأرض والأهل، وللتخفيف
من العواطف والانفعالات لابد من الروية لإعمال العقل في التحليل ،والتخطيط
والبرمجة لطرق إبداعية للتطوير ،واستنتاج السبل المتاحة والناجعة للنجاح داخلياً
وخارجياً مع إبداع واجتهاد غير محدودين في استخدام كل إمكانيات الواقع وصولا ًإلى
مستقبل أفضل...وأفضل، ومن حِكم وأمثال قدامى العرب " أجرأ الناس أكثرهم رؤية " .
ولو خضنا في أعماق السياسة ببعديها
الداخلي والخارجي لوجدنا ترابطاً شديداً،وتداخلا بينهما،فتحقيق النجاح أو الفشل في
أحدهما ينعكس على الجانب الآخر إيجاباً في حال النجاح،وسلباً في حال الفشل،لكن عِلم
السياسة يضع إيلاء الأوضاع الداخلية في المرتبة الأهم من أجل تعزيز عناصر قوتها
الاقتصادية،العسكرية،الثقافية،والسياسية،وزيادة حصائلها، وذلك لا يتأتى إلا عبر
بناء اقتصاد وطني قوي في جميع فروعه يؤمن حياة أفضل للمواطن،كما أنه الرفد المتمم
لعناصر القوة الأخرى،وفي استقراء للتاريخ قديمه وحديثه نجد أن مقدار القوة وتعاظمه
يدفع بمالكه فرداً كان،أم مجتمعاً لفرض إرادته على طرف آخر،فالسياسة تتجلى أحداثها
بين أطراف متفاوتة القوة،وبالتالي فهناك الأقوى،وهناك الأضعف...والضعيف سيبقى وجوده
في أدنى المراحل.
لقد تقيدت أنظمة عالمية عدة بهذا
المنهج فحققت إنجازات لشعوبها...صارت موضع فخر واعتزاز،وبالتالي انعكست على ظروف
حياة مواطنيها،وعلى تعديل وتطوير في سياساتها الخارجية معبرة عن نماء وطني متصاعد
دوماً يحفظ لها وجودها،ويحقق تباعاً أمانيها وتطلعاتها،فالنمور الآسيوية برزت عناصر
قوتها الاقتصادية ومثلها البرازيل في أمريكا اللاتينية،والهند في أواسط آسيا،وتركيا
الآسيوية الأوروبية،ولكون تركيا ملاصقة بحدودها لبعض البلدان العربية ولتحركاتها
الأخيرة الإيجابية فيما يتعلق بالوضع الإقليمي ومناصرتها لاستعادة الحقوق الضائعة
فيه بفعل مؤامرات خارجية, رغبتُ بأن ألقي بعضاً من الضوء على واقعها الحالي
المتجدد الحافل بالمواقف المستقلة المدعمة بالتأييد الشعبي التركي
البدء تجلى في الاسم الذي حمله الحزب
الحاكم - حزب العدالة والتنمية -فالتنمية،والعدالة الاجتماعية متلازمتان في فكر
الحزب ومنتسبيه.
لقد وصل الحزب إلى الحكم ، وشكّل
حكومة برئاسة "رجب طيب أردوغان" في3تشرين الثاني- نوفمبر -2002 بعد أن جرت
انتخابات فاز فيها بالأغلبية...يومها حمّل الناخبون الحكومات السابقة المسؤولية عن
الأزمات الاقتصادية المتوالية التي عانت منها البلاد أكثر وأكثر. لاسيما في آخر
عامين , و يصنف الحزب نفسه بأنه حزب محافظ معتدل غير معادٍ للغرب،ويتبنى رأسمالية
السوق،ويسعى لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي،وتوجهه إسلامي لكنه ينفي أن يكون
حزباً إسلامياً، متقيداً بالنصوص العلمانية للدستور التركي،ومؤخراً عَلت نبرات
جديدة حيث لُقب حزبيوه بالعثمانيين الجدد , فوزير الخارجية الحالي"أحمد داوود
أوغلو"وفي23نوفمبر2009،وفي لقاء له مع نواب الحزب قال:"إن لدينا ميراثاً آلَ إلينا
من الدولة العثمانية،إنهم يقولون هم العثمانيون الجدد،نعم نحن العثمانيون
الجدد"،ونقطة أساسية برزت في فكر الحزب وسلوكية أعضائه وهي اعتبار التنمية
الأخلاقية شرطا مسبقا للتنمية المادية،والاستقرار السياسي.لتأثرهم الشديد بفكر"
زعيم الطائفة النقشبندية، "عزت زاهد كوكتو" التي انتمى لها " أردوغان "
من ذلك كله انطلق رئيس الوزراء
متبنياً في فكره "أن كل الناس متساوون في المجتمع الإسلامي" معبّراً عن القيم
التي اعتنقها في حياته، فهو من مواليد1954،ومن منبت طبقي كادح،كان والده عنصراً في
خفر السواحل في مدينة"ريزة"وفي سنّ المراهقة اضطرته ظروف الحياة القاسية ليبيع عصير
الليمون ،وكعك السمسم في شوارع "إستانبول"، ولم يُثنه ذلك عن تحقيق طموحاته ، بل
جَهد في دراسته ليحَصل على درجة جامعية في الإدارة من جامعة "مرمة" في
إستانبول،وعندما بلغ الأربعين أصبح عمدة لإستانبول ، ويقّر جميع مواطنيّ البلدة
وحتى منتقديه بأنه قام بعمل جيد،جاعلاً منها أشد نظافة ،وأكثر اخضراراً ، كما
عدّه معظم الناس آنذاك أنه غير فاسد على عكس غيره من السياسيين.
ولمعرفة قدرة الإرادات الوطنية الجديدة
في خلق اقتصاد قويّ متنامٍ لابد من العودة إلى زمن ما قبل حزب العدالة والتنمية ،
فلقد عاشت تركيا أوضاعاً اقتصادية صعبة أثر عليها يهود "الدولمة" الذين سيطروا على
الشؤون المالية ، وإدارة الديون مستفيدين من اتصالاتهم وعلاقاتهم بأوساط المال
العالمية،وبقيت الأوضاع على حالها تلعب الدور الاقتصادي الرئيسي جمعية "توسياد"
التي شُكلت عام1971في إستانبول،وكان العدد الأكبر من أعضائها المُؤسسين من اليهود
العلنيين،ويهود الدولمة لكن مع بدايات الثمانينيات بدأت تظهر قوى أخرى في وسط
الأناضول عملت على دفع النمو الاقتصادي بشكل سريع عِمادها رؤوس أموال تركية
لمغتربين أتراك ذوي توجهات إسلامية،ومن أجل منافسة القوى المهيمنة السابقة فقد جلبت
ملايين الدولارات لاستثمارها وفق المنظور الإسلامي،أي المشاركة في الربح والخسارة
مبتعدة عن نظام الفائدة الرأسمالي ، وكانت المرة الأولى التي يظهر فيها نظام
المرابحة والخسارة , كما أنها شجعت رؤوس الأموال الإسلامية وخاصة العربية للدخول
معها ...لقد اقترب حجم الأموال العربية المُثمرة في تركيا الى حوالي20مليار
دولار،وتقدر قيمة الأموال المتحركة الناشطة في الأعوام الأخيرة بحوالي50مليار
دولار،.
لقد تحققت نجاحات بارزة في القطاع
المصرفي الجديد سيما في منافسة البنوك التقليدية، ووصل حجم تعاملاته إلى10مليارات
دولار،وعدد فروعه 600فرعا ً، وللترابط العقائدي بين هذه المؤسسات و حزب العدالة
عملت على دعمه أثناء فترة الانتخابات.
المرجع: دراسة لعمر خشرم
والعلامات البارزة في أثر بنية وهيكلية
الاقتصاد , فلقد كان معدل نموه يشكل نسبة2,6%منذ عام1993وحتى عام2002لكنه ارتفع
في ظل الحكومة الجديدة بشكل هائل ومضاعف،وسريع ليصل إلى7,3%بل ليتجاوز هذه
النسبة،كما أن الناتج المحلي الإجمالي نما بوتيرة جيدة , كان قبل استلام
الحزب181مليار دولار،لكنه وصل إلى حدود400مليار دولار،وارتفع معدل الدخل الفردي
من2589دولار إلى حدود5700دولار،وارتفع حجم الصادرات التركية إلى أكثر من100مليار
دولار حوالي60%منها يُصدر إلى الدول الأوروبية،وأصبحت تركيا بالمرتبة18 بين الدول
الأعلى نمواً إذ جاءت بعد هولندا،واستراليا مباشرة،ويتطلع شعبها وقيادتها للوصول
إلى المرتبة العاشرة في عام2022،وظاهرتان تلفتان النظر في هذا المجال لأهميتهما :
1-
الأولى:
تطبيق نسبية العدالة بين شرائح المجتمع،فرئيس جمعية الصناعيين والتجاريين
المستقلة"عمر بولانت" بيّن أن الفجوة بين دخل أعلى20%من المجتمع،وبين أدنى دخل
لـ20%من المجتمع تدنت زمن حكم الحزب فوصلت عام2007إلى7,1%بعد أن كانت20%في عام2002.
2-
الثانية:عملية
النشاط والأداء لم تنحصر في الدوائر الاقتصادية العليا،بل راحت الأجهزة الرسمية
برمتها تعزز مكانة الدولة ، وحتى البلديات أدت الأدوار الخدمية المُساعدة بمهارة
فائقة فبلدية إستانبول أنفقت ما بين عامي2004-2009مبلغ226مليار دولار في العديد من
الأنشطة لخدمة المواطنين، فمدّت28كم من خطوط الترام والمترو،وأضافت3278كم لشبكة
المجاري والصرف الصحي،و1000كم لشبكة المياه،وزادت المساحات الخضراء50%.
والأشد روعة مساهمة المجتمع المدني عبر
تنظيماته وجمعياته، فالمؤسسات الوقفية قامت بدور رائد في خدمة المجتمع
وقضاياه،ورئيس اتحاد المنظمات الأهلية قدّر ميزانية تلك الجمعيات بـ7مليارات دولار
منها جماعة النور التي أسسها الشيخ"فتح الله جولن"ورأسمالها خمسة مليارات دولار،وهي
تدير مشروعات داخل تركيا وخارجها تشمل المدارس والجامعات،وتدير بعض الصحف
والمجلات،ويكفيها فخراً أنها أسست ألف مدرسة في140دولة خارج تركيا.
وهكذا ففي أجواء الحرية تحوّل الشعب
التركي بكليته إلى خلية نحل تعمل على بناء وتطوير قدرات الوطن،وزيادتها،ولقد انعكست
القوة الاقتصادية إيجاباً على جميع الفروع الأخرى لها،ففي المجال التعليمي
هناك53جامعة حكومية،و24جامعة خاصة يدرس فيها حوالي مليونا طالب ،وتعداد طاقم
التدريس الجامعي77,000مُدرس،كما يتواجد16ألف طالب أجنبي يدرسون في تركيا معظمهم من
دول آسيا الوسطى المتأثرة بالثقافة التركية.
كما وانعكست القوة الاقتصادية على
النشاط السياسي،فلقد باتت لتركيا إستراتيجية قديمة جديدة أضاف حزب العدالة تعديلات
هامة عليها في توجهه للعالمين العربي والإسلامي بعد أن كانت علاقاته مقتصرة بالدرجة
الأولى على أمريكا،و الدول الأوروبية،وحلف الناتو، ومع إسرائيل...لكن الاستراتيجية
الجديدة في محاورها الثلاثة الداخلية،الإقليمية،والدولية أخذت الأبعاد التالية:
1-
داخلياً
:حلّ مشكلة الأكراد،وإدخالهم في معترك الحياة السياسية،ومحاولات إعطائهم حقوقهم
وزيادة إشراكهم في الحياة العامة ،و إلى استيعاب ما بات يعرف بمشكلة الأرمن
القديمة التي بدأت تستغلها أمريكا والسويد ودول أخرى فالبرلمان السويدي صوت على
قرار اعتبر قتل الأرمن زمن العثمانيين جريمة إبادة , ومثله صوتت لجنة في محلس
النواب الأمريكي بينما تركيا تسعى لتحسين علاقاتها بأرمينيا ولديها 170 ألفا من
الأرمن منهم مائة ألف أجانب تركتهم الحكومة يعملون على أراضيها بصورة غير قانونية
.
2-
إقليمياً
:دعمت،وعن قناعة،حضورها ووجودها في العالم العربي مستفيدة من حالة الوهن السياسي
الرسمي ، فدعمت القضية الفلسطينية وحقوق شعبها،وناصرت،وما زالت تناصر سكان قطاع غزة
المُحاصرين،وتعمل لفك الحصار عنهم،ووقفت مواقف مشرّفة خلال العدوان على غزة
ولبنان،وفي مؤتمر"دافوس"الاقتصادي انسحب"أردوغان"احتجاجاً على ما قاله الرئيس
الإسرائيلي"شمعون بيريز" مبررا اعتداءات اسرائيل المستمرة .
وعن العلاقات العربية-التركية:
فهي في نماء متزايد كانت سوريا في
الطليعة،لقد تطورت علاقات البلدين على جميع الأصعدة الاقتصادية حيث ازداد حجم
التبادل التجاري بينهما ،وافتتح الرئيسان التركي والسوري أثناء لقائهما في حلب
ملتقى الأعمال السوري التركي،وعن طبيعة هذه العلاقة قال الرئيس التركي:"لقد سجلت
العلاقات التركية-السورية خلال سبع السنوات الأخيرة تطوراً كبيراً في شتى
المجالات،وهناك إرادة قوية وأكيدة بين البلدين لتطوير نطاق التعاون القائم"وأعرب عن
رغبة بلاده بتبادل الخبرات مع سوريا في المجال الاقتصادي بما يعود بالفائدة على
البلدين،كما توسعت دائرة الاجتماعات الثنائية لتشمل محافظي اللاذقية،الرقة،الحسكة،وإدلب
مع نظرائهم الأتراك لتوسيع التعاون بين هذه المحافظات،وأخيراً ألغيت تأشيرات الدخول
بين البلدين،كما وأن تركيا مهدّت وأعدت،بل وأشرفت على المباحثات غير المباشرة
السورية- الإسرائيلية من أجل السلام في المنطقة، وعن العراق فتركيا رفضت عبور
القوات الأمريكية أراضيها لاحتلال العراق عام2003،والعلاقات التركية-العراقية رغم
كل الظروف المعيقة تبقى أساسية في الدعم التركي لوحدة العراق وعدم تقسيمه لأن ذلك
سيؤثر بشكل،أو بآخر على أوضاعها الداخلية.
وعن إيران فالتعاون موجود سيما في
حماية شعبها من أي عدوان عليه،ففي مؤتمر عقده رئيس الوزراء في"أنقرة"معلقاً على
التهديدات الأمريكية لإيران قال " انه لا يمكن القبول بتجربة عراق جديد في
المنطقة"مشيراً إلى أن ما تُتهم به إيران هو محاولتها امتلاك سلاح نووي،وبلاده لا
تؤيد امتلاك أي دولة للسلاح النووي،وعرج على موضوع امتلاك إسرائيل للسلاح النووي
متسائلا ً:"لمَ لا ينتقدونها؟!...".
العلاقة مع إسرائيل:
عن العلاقة بإسرائيل فالوضع مجمد بعد
أن أصابه انهيار سيما بعد وقف المناورات المشتركة،ولقد عبّر عن ذلك رئيس الوزراء"أردوغان"في
تصريح قال فيه:"إن إسرائيل ترفض تنفيذ قرارات مجلس الأمن،وقد رفضت حتى الآن تنفيذ
أكثر من مائة قرار،وهذا الوضع يتطلب إصلاح بنية الأمم المتحدة لإيجاد صيغة لتنفيذ
القرارات،وغياب قوة الردع للدول التي تتجاهل قرارات الأمم المتحدة يشجع إسرائيل على
التمادي،وهذا ما يحدث في غزة ولبنان،يضاف إلى ذلك أن إسرائيل مدعومة بالسلاح النووي
الذي لا يسأل عنه أحد"ويتوصل في النهاية إلى نتيجة جريئة فيها تحدٍ واضح ليقول:"إن
إسرائيل بهذا الوضع تهدد السلام الإقليمي والعالمي".
وعودة ثانية على التعاطف الشعبي مع هذه
السياسات لأنها تعبر عن الأصالة المرتبطة بالدين والإنسانية،فلقد رشق الأتراك
السفير الإسرائيلي في تركيا، بالبيض وهو يهودي ومن أصل تركي، أثناء زيارته لمناطق
على البحر الأسود،وحكاية رئيس البلدية المنتمي لحزب العدالة والتنمية إذ قال
للسفير الإسرائيلي في معرض حديثه غامزاً من قناة العدوان على غزة:"نحن أيضاً سنقوم
بحماية أنفسنا إذا ما تعرضنا للهجوم لكن ليس من خلال قتل الأطفال"مما أغضب
السفير،واختصر مدة زيارته.
العلاقة مع العالم الإسلامي :
تنطلق الاستراتيجية التركية الجديدة في
العلاقة مع العالم الإسلامي من الرؤية الدينية للحزب،ومن المصالح التركية لذا يسعى
الساسة الأتراك لتعزيز تواجدهم مع البلدان الإسلامية سواء على مستوى العلاقات
الثنائية،أو من خلال المؤتمرات والمنظمات الإسلامية رغم أن أداء منظمة المؤتمر
الإسلامي يكاد يكون محدوداً للغاية في معالجته للمشاكل القائمة في العالم الإسلامي.
العلاقة مع الغرب وأمريكا:
هناك علاقات تجارية مع البلدان
الأوروبية التي تشكل سوقاً للمنتجات التركية، والرغبة التي طال أمدها في الانضمام
إلى الاتحاد الأوروبي وهناك حلف الناتو الرابط المشترك بين الغرب وأمريكا وتركيا،و
الحرص الأمريكي الشديد ومثله التركي للاستفادة المتبادلة بين الطرفين من الأوضاع
الإقليمية ،و"أحمد داوود أوغلو"وزير الخارجية التركي وأثناء لقائه بوزيرة الخارجية
الأمريكية في الدوحة عاصمة قطر تناولا العديد من القضايا الثنائية، وأوضاع بقية
أطراف المنطقة مركزين على الاستفادة المشتركة من المؤتمرات الإسلامية.
إنها تركيا اليوم الطامحة إلى إعادة
أمجاد العثمانيين من خلال الدبلوماسية،لا من خلال الحرب...لقد أدرك قادتها الجدد
أوضاع بلادهم المتردية فعملوا على إحياء التنمية الاقتصادية متمسكين بالتنمية
الأخلاقية أولا ًمُلزمين بها أعضاء حزبهم، ناشرين مبدأها، ومبدأ العدالة الاجتماعية
ما أمكن.
لقد فتحوا مغارة الكنوز لبلدهم، وتمثلت
هذه المعجزة بالإرادة الواعية المدركة لمعنى مخزون القوة فيها العارفة
لمفاتيحها في جو مشبع بالحرية لكل الشعب .
إنها قصة شعب حر اختار قيادته بملء
إرادته فأجاد الاختيار, ثمّ عقد الجميع العزم على بناء وطنهم قانعين بل مؤمنين
أبدا بأن النصر للحق . انه شرط واجب الوجوب فمتى يتحقق في وطننا العربي ؟