بين التهجّم على النقاب والهجوم على الأقصى
ملهاة... ومأساة!
حسن قاطرجي
لقد طرأ مستجدّ خطير في العالم الإسلامي في الأسابيع الأخيرة على مستويين... ويكشف هذا المستجد عن حقيقة المأساة التي يعيشها المسلمون في هذا العصر:
الأول: على مستوى افتعال ملهاةٍ من خائنٍ لله ولرسوله ولدين الله ولشريعته سبق منه أن أفتى بجواز الصلح مع اليهود وأحلّ فوائد البنوك التي هي ربا بإجماع أهل العلم المعتبرين... عندما هاجم هذه المرة وبمسرحية مصطنعة سخيفة نقاب فتاة في معهد شرعي محتجاً بأنه عادة يجب التخلّي عنها!! مستغلاً منصبه الديني، فشغَلَ عموم المسلمين بصخب إعلامي وشوّش عليهم وألهاهم عن قضايا كبرى مصيرية، كما شغلَ أهلَ العلم بالرد عليه وكَشْفِ جَهْله مبيِّنين حقيقة موقف الشريعة من النقاب الذي للمرأة المتديِّنة أن تقتدي في لُبْسه بأطهر النساء وأحقِّهن بالاقتداء - زوجات النبي صلى الله عليه وسلم - وهو لباسٌ اتفق أهل العلم - كما يعلم صغار الطلبة - أنه مطلوب شرعاً وإنْ اختلفوا في درجة الطلب: هل هي درجة الفرضية أم درجة الأفضلية؟
ولا شك أنه ينكشف بهذا الجاهل المتعالم وبأمثاله ما حذّر منه النبي صلى الله عليه وسلم عندما يتراجع الاهتمام بالعلم الشرعي وعندما يعيِّن المتحكّمون برقاب المسلمين «رؤوساً جُهّالاً، يُفتون بغير علم، فيَضِلّون ويُضلّون» كما يدل عليه حديث الصادق المصدوق المخرَّج في الصحيحين.
أما المستوى الثاني: فهو مأساة الحَدَث الجَلَل الذي ما فتئ الصهاينة يرتكبونه مستثمرين ما يُلهَى به المسلمون كل مرة فحاصروا المسجد الأقصى وهاجموا المصلين فيه، ثم لم نر موقفاً من ذلك الخائن ولم نسمع له صوتاً في الإفتاء بوجوب النفير لحماية الأقصى وردّ عدوان الأشرار اليهود على مقدسات المسلمين.
حقاً يصدق علينا قول الشاعر:
تكاثَرَتْ الظِّباء على خِراشٍ
فما يدري خراش ما يَصيدُ
فبما ننشغل: بكشف ضلال التلاعب بالشريعة وإلهاء المسلمين بالردود لكشف الأباطيل وبصَوْن سُور الأحكام الشرعية أم بمتابعة حَدَث العدوان والاشتغال بتوعية المسلمين والدعاء لإخواننا الصامدين وكشف خيانة المتواطئين مع اليهود الساكتين عن جرائمهم؟!