أحرار وعبيد
أحرار وعبيد
انتصار شعير
الإسكندرية ـ مصر
من أعظم مبادئ الحرية أن تكون حراً فى اتخاذ قرارك أى لا توجد قيود على فكرك وأنت سيد قرارك , أنت الذى تملك إرادتك ومن ثم تختار طريقك , فالحر يحترم عقله ولا يقبل وصاية كائناً من كان على فكره , وذلك مهما تحمل من تبعات لأن الحرية بالنسبة له لا تقدر بثمن , وهذا النوع من الحرية قد يكون سبباً فى غيظ كثير ممن لا يستطيعون حتى مجرد التعبير عن رأيهم فى أمر ما وكل ما يملكونه فقط هو تنفيذ الأوامر وإن خالفت القيم والمبادئ
وقارن فى معنى الحرية بين مكبل بالقيود وهو حر بفكره , ومن يقيده حر فى ظاهره ولكنه مقيد الفكر يتوارى بظلمه خلف كلمة ’’ انا عبد المأمور ’’ , لقد صنف نفسه بين البشر أنه ’’ عبد ’’ وارتضاها لنفسه , وغيره يقضى نصف عمره فى المعتقل لأنه لا يرضى إلا أن يكون عبداً لله وحده , ولا يقبل إلا أن يحترم عقله , فمن هم الأحرار ومن هم العبيد ؟ ... وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال : تعس عبد الدرهم والدينار والخميصة ...
لم نسمع من قبل أن نجحت القيود الحديدية فى تكبيل فكر , بل على العكس تماماً لقد كانت على مر الزمان سبباً فى ترسيخ وتنقيح وانطلاق هذا الفكر , فها هو الشهيد سيد قطب يكتب خلف قضبانه موسوعة فى ظلال القرآن التى صنفها العلماء أنها من أروع ما كتب فى تفسير معانى القرآن حتى الآن , وكان بفضل الله هو الحر بحق وإن كان خلف القيود وإخوانه قبله كثير وبعده كثير
وما كان التضييق والإبعاد الغير مباشر للأستاذ عمرو خالد إلا سبباً فى مزيد من إقبال الناس على موقعه على الإنترنت وليصنف الموقع الشخصى له رقم واحد عالمياً من حيث الإقبال الجماهيرى , وليجرى الله على لسانه الحق , ويكرمه بأغلى الحكم , وينعم عليه بحب الناس , وليلتف كل أفراد الأسرة على برنامجه الرائع قصص القرآن , وليتهافت الملايين على تبليغه بعدد مرات ختم القرآن
وما كان يمنع إفطار للإخوان المسلمين إلا ويفتح الله لنا بعشرات الإفطارات ليكون تقاربنا أكثر وألفتنا وتقاربنا أكبر ورزقنا أوسع وصدق قول الله : من يتق الله يجعل له مخرجاّ ويرزقه من حيث لا يحتسب
فما ضاقت إلا وفرجت , وما أغلق بابٌ ظلماً وافتراءً إلا وفتح الرحمن بدلاً منه أبواباً وأبواباً ... رحمةً منه سبحانه وفضلاً ... وما أراها إلا جماعة منصورة ... قولوا إن شاء الله.