رسائل الإصلاح 21

رسائل الإصلاح

(21)

مراتب الأخوة في الله

د. موسى الإبراهيم

[email protected]

قال الله تعالى: ((إنما المؤمنون أخوة)). الحجرات 10

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه". رواه البخاري ومسلم والإمام أحمد وأصحاب السنن.

وفي ثنايا الكلام عن حقوق الأخوة يذكر الإمام الغزالي رحمه الله في كتابه (إحياء علوم الدين) ثلاث درجات لا بد من وجودها أو أدناها على الأقل ليتم عقد الإخاء في الله وإلا فالأخوة زعم لا حقيقة له.

الدرجة الأولى: أن تبذل لأخيك إن شعرت بحاجته فضل ما معك من المال دون أن تحوجه للسؤال، فإن أحوجته لذلك فحبل المودة بينكما منصرم.

الدرجة الثانية: أن تشاطر أخاك عند حاجته ما معك من المال.

الدرجة الثالثة: أن تؤثر مصلحة أخيك على مصلحتك وتقدم حاجته على حاجتك.

أقول فعلى كل من يدعي الإخاء لأحد من الناس أن يضع أخوّته على هذا الميزان ليظهر له حقيقة دعواه.

وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يثني على الأشعريين وتعاطفهم وتعاونهم فيقول: "رحم الله الأشعريين كانوا إذا أرملوا في السفر أو قل زادهم في حضر جمعوا ما عندهم فجعلوه في إناء واحد ثم اقتسموا على السوية فهم مني وأنا منهم". رواه البخاري.

ولا ننسى أن أعظم الأسس التي قامت عليها دولة الإسلام في عهد النبوة هو أساس الأخوة في الله تعالى، ولكن لم يعرف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الأخوة

مجرد لقاءات وجلسات وأحاديث سمر بينهم وإنما عرفوها إيثاراً وبذلاً وحباً وتعاوناً وتراحماً وتعاطفاً صادقاً وصدق الله العظيم القائل: ((والذين تبوؤا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون)). الحشر 9