حصان (الإصلاح) حمحمة أم حلم 4
حصان (الإصلاح) حمحمة أم حلم ؟
4
الخلاص
عبد الله زنجير * /سوريا
ليس في الإسلام ( إكليروس ) كنسي ، ولا ( ثيوقراطية ) رجال دين ، فكل مسلم من مئات ملايين المسلمين بمثابة رجل دين .. إنما هناك شريحة العلماء في الشريعة والكون ، أحدهما أو كلاهما ( وما كان المؤمنون لينفروا كافة ، فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون ) التوبة 122
وفي مطلع القرن الماضي ، نادى الشيخ محمد عبده بإصلاح الأزهر ، كحوزة أكاديمية لها الأثر الواسع في تشكيل الهوية الدينية للمسلمين . تبعه تلميذه رشيد رضا هاتفا بالإصلاح العقائدي والقيمي .. ومن قبلهما الأفغاني جمال مركزا على الإصلاح السياسي الراديكالي ، وكان شعار محب الدين الخطيب : المسلمون إلى خير ولكن تنقصهم القيادة ! وإذا نظرنا لصفحات التاريخ واتجاهات رموزه ، لوجدنا - مثلا - بعض التفاوت مابين مدارس الغزالي أو الجيلاني أو ابن تيمية أو الماوردي أو ابن حزم أو ابن خلدون أو الشوكاني أو ابن باديس وغيره ( رحمهم الله جميعا ) أستنتج من ذلك عدم حسم أو احتكار أية رؤية في سيرة الإصلاح لما يجب أو لايجب ، ومن وجد قبلا البيضة أم الدجاجة ؟ وإلى ماهنالك من نقاشات بيزنطية تضيع الوقت وتتلف التفاؤل
إن من يقلب النظر في يوم المسلمين ، يجد أن استحقاقات الإصلاح لم تعد ترفا أو فرض كفاية ، لفئة واحدة تأمربالمعروف وتنهى عن المنكر ، بل تكاد تكون فريضة عين في كل مناحي الاجتماع والاقتصاد والفكر والسياسة والسياحة والحياة والعيش . تنبه إلى ذلك مبكرا علامة العراق أمجد الزهاوي بقوله : إن العالم الإسلامي يحترق ، وعلى كل منا أن يصب ولو قليلا من الماء ليطفئ مايستطيع أن يطفئه دون أن ينتظر غيره .. وهكذا مع انفتاح الأرض والأقمار ، وبلوغ الأمر مابلغ الليل والنهار ، ودخول الدين كل بيت مدر و وبر بعز عزيز أو بذل ذليل - كما حديث أحمد - بات مددنا و ضرعنا إحياء سنة الاستخلاف وواجباته ومعرفة دورنا ورسالتنا و رأس مالنا ، قبل أن تدهمنا سنة الاستبدال ، وذلك هو الخسران المبين
صحتنا ليست على مايرام ، و هذا العجز عن ريادة الحياة ناهيك عن الشراكة فيها ، له ثمن غال وضريبة ضارية . وقد صرنا كما جيش طارق ( إذا صحت الرواية ) وليس لنا إلا الصبر على المراجعة والتنقيح والتعمير ، لتصحيح الحاضر و صيانة المستقبل
الإصلاح المرتجى الملح إصلاح هادئ ، متدرج ، متزامن ، متضافر ، متعاقب ، متطابق ، متشابك ، متواثق ، متكافل ، متمازج ، متلاحم ، متواصل ، متجانس ، متناغم ، متضامن ، متراكم ، متحاور ، متعاون ، متكاثر ، متفاهم ، متوائم ، متجاسر ، متصالح ، متصارح ، متجاوب ، متفاعل ، متعاهد .. يسعد سكان الأرض و ملائكة السماء
حمحمة الحصان تتحول بالقدرة والإرادة من أحلام اليقظة وطوباويتها ، إلى حيوية الفوز والمبادرة . قال تعالى ( ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين ) فصلت 33
الدعوة للخير أولا ، والأمر بالمعروف ثانيا ، والنهي عن المنكر ثالثا .. النهي باليد للدولة المسلمة وباللسان للدعوة المسلمة و بالقلب لآحاد المسلمين ، ضمن فقه الواقع وفهم أحواله وأولوياته
والله تعالى أعلم
*عضو رابطة أدباء الشام