ذكر الغراب في القرآن الكريم والحكمة منها

 ( سورة المائدة 5آية 31)

قرأه في الإعجاز العلمي للأستاذ العالم زغلول النجار

د. حسن الربابعة

قسم اللغة العربية

جامعة مؤتة

[email protected]

(الغراب يوظف عقله برمي الحصى في الماء ليرتفع فيشرب )

********

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الكريم وبعد فقد اطلعت على مقالة عن إعجاز علمي نشره الأستاذ الدكتور العالم أطال الله بقاءه ونفع به نُشر على شبكات الانترنت عن الغراب ، وقد شذبت ما وقع به من أخطاء طباعيَّة تكريما للنص القرآني الشريف ، فحفزنا إلى تأمل النصوص القرأنية وما تخفيه من اعجاز وراء السطور لأنه من لدن عالم السر والنجوى سبحانه وتعالى ، كما أن تدبر آيات أخر وكشف إعجازها من أولويات النهج الإسلامي وقد دعانا الخالق سبحانه للتدبر الذي هو من أصول عقيدتنا وهو أمر رباني للقناعة والإقناع فيقول سبحانه {"وأتل عليهم نبأ ابني أدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الأخر قال لأقتلنَّك قال إنَّما يتقبَّل الله من المتقين لئن بسطت إلىَّ يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين إني أريد أن تبوأ بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوءة أخيه قال يا ويلتي أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأوارى سوءة أخي فأصبح من النادمين"}صدق الله العظيم

 لقد برز دور الغراب في هذه القصة وهو تعليم الإنسان كيف يدفن موتاه فلماذا اختاره الله سبحانه وتعالى من دون المخلوقات ليكون المعلم الأول للإنسان

 أثبتت الدراسات العلمية أن الغراب هو أذكى الطيور وأمكرُها على الإطلاق ,ويعلَّل ذلك بأنَّ الغراب يملك أكبر حجم لنصفي دماغ بالنسبة إلى حجم الجسم في كل الطيور المعروفة.

ومن بين المعلومات التي أثبتتها دراسات سلوك عالم الحيوان:

محاكم الغربان وفيها تحاكم الجماعة أي فرد يخرجُ على نظامها حسب قوانين العدالة الفطرية التي وضعها الله سبحانه وتعالى لها ولكل جريمة عند جماعة الغربان عقوبتها الخاصة بها ،منها

جريمة اغتصاب طعام الأفراخ الصغار: وعقوبتها تقضي بأن تقوم جماعة من الغربان بنتف ريش الغراب المعتدي حتى يصبح عاجزا عن الطيران كالأفراخ الصغيرة قبل اكتمال نموها . ومنها

جريمة اغتصاب العش أو هدمه:فتكتفي محكمة الغربان بإلزام المعتدي ببناء عش جديد لصاحب العش المعتدى عليه . ومنها

جريمة الاعتداء على أنثى غراب آخر:فتقضي جماعة الغربان بقتل المعتدي ضربا بمناقيرها حتى الموت. وتنعقد المحكمة عادة في حقل من الحقول الزراعية أو في أرض واسعة,تتجمَّع فيه هيئة المحكمة في الوقت المحدد,ويُجلبُ الغراب المتهم تحت حراسة مشددة, وتبدأ محاكمته فينكِّس رأسه,ويخفض جناحيه,ويمسك عن النعيق اعترافا بذنبه ، فإذا صدر الحكم بالإعدام ,وثبت جماعة من الغربان على المذنب توسعهُ تمزيقا بمناقيرها الحادة حتى يموت و حينئذ يحمله أحد الغربان بمنقاره ليحفر له قبرا يتواءمُ مع حجم جسده,فيضع فيه جسد الغراب القتيل ثم يهيل عليه التراب احتراما لحرمة الموت ،

وهكذا تقيم الغربان العدل الإلهي في الأرض بأفضل مما يقيمه كثير من بني آدم . ولعل رصد حركات الحيوانات وإجراء التجارب عليها والتعمق في فهمها لأنها أمم أمثالنا كما أشار إليها الخالق العظيم أن تكشف أسرارا فيها قد يتعلم الإنسان منها الحكمة وتوحيد الله عز شانه لأنها لم تخلق عيثا ولم تذكر في القران خاصة إلا لحكمة يراها البارئ العظيم مفيدة للإنسان في حياتيه الدنبا والآخرة

 فسبحان الله العظيم،تسبيحا يليق بتوحيد لا اله الاهو عليه توكلنا واليه المصير .