ابن البصرة الكفيف

ابن البصرة الكفيف

ثائر عبد الزهرة لازم

توفيق الشيخ حسين

[email protected]

يقال ان كل ذي عاهة جبار.. فجاءت الحكمة الفرنسية "من لا يخاطر بشئ لا يحصل على شئ".

والتأريخ شاهد على مئات العظماء الذين دفعوا للمجد ثمنا باهظا كلف بعضهم حياته وبعضهم دفع وقته وماله وجهده في سبيل حلم آمن به فهذه هيلين كيلر.. صماء وكفيفة الا انها كانت المرأة المعجزة في المواجهة والتحدي والأرادة في تحصيل العلم وفي التأليف.. حصلت على الدكتوراه في العلوم واخرى في الفلسفة وأعتبرت اعجوبة المعاقين.. حيث تقول ان العمى ليس بشئ وان

"الصمم ليس بشئ، فكلنا في حقيقة الأمر عمي وصم عن الجلائل الخالدة في هذا الكون العظيم" وتقول ايضا "كن منشرح الصدر دائما ولا تفكر في اخفاقات اليوم ولكن اهتم بالنجاحات التي ربما تأتي في الغد القريب".. وهذا عميد الأدب العربي (الوزير الكفيف) قاهر الظلام "طه حسين" الذي فقد نعمة البصر منذ صغره ولكنه تحدى اعاقته وواصل دراسته في مجال ابداعاته الفكرية والأدبية..

وهذا الكفيف الفيلسوف والشاعر والمفكر "ابو العلاء المعري" الذي تأثرت بكتبه بعض المؤلفات الأوربية.. وهذا الشاعر اليوناني الكفيف وصاحب ملحمتي "الألياذة والأوديسة" "هوميروس" صاحب اعظم الملاحم البطولية في التأريخ...

وهذه الشاعرة الروسية الكفيفة والصماء "اولكا سكوروكو دوفا" وكانت مثالا لمن تحدى اصابته..

وهذا شاعر اليمن الكفيف وأحد ابرز شعراء العرب المعاصرين والذي لقُب بمعري العصر الحديث لتأريخه الطويل في الأبداع والصراع مع الحياة "شاعر اليمن البردوني"..

وهذا الرسام التركي المشهور "Esref Armagan" والذي حير العلماء عندما قام برسم أشياء لم يراها في حياته ابدا.. هؤلاء جميعا وأمثالهم صور مشرقة للأمل في حياتنا مهما تكن المعاناة..

لم يستطع الزمن النيل من عزيمة ابن البصرة الكفيف "ثائر عبد الزهرة لازم" في الحصول على اعلى الدرجات العلمية رغم كل الظروف القاسية التي يمر بها العراق.. فقد نعمة البصر وهو في سنوات حياته الأولى لكنه لم يستسلم.. تغلب على عاهته وقاوم ظلمات العمى وقهر المستحيل لأن في قلبه وميض من شمس الله الأبدية، تشع في قلبه وتحول الظلام الى انوار ويعوضه الله

الى سرعة الفهم وقوة الذاكرة.. يتمتع بقدرات حياتية وجسمية وعقلية واسعة وكبيرة ويملك التحدي والأصرار.. يشعر ويحس بالغير وعنده الأيمان بالله ومن ثم بنفسه... يجتاز المصاعب بنظره الداخلي وقلبه المبصر...

من مواليد البصرة عام 1971.. اكمل الدراسة الأبتدائية والمتوسطة والأعدادية في محافظة البصرة .. حصل على شهادة البكالوريوس "آداب اللغة العربية" من كلية الآداب جامعة البصرة عام 1998..حصل على شهادة الماجستير عن رسالته الموسومة "شعر بن المعلم الواسطي دراسة موضوعية وفنية" بدرجة "جيد جدا" عام 2004.. عمل مدرس مساعد في كلية الآداب جامعة البصرة..

حصل على شهادة الدكتوراه عن رسالته الموسومة "أمالي الشريف المرتضى  دراسة في المنهج والنقد والتأويل" في كانون الثاني 2009 بدرجة " جيد جدا عال ٍ" ..ويعتبر اول طالب مكفوف تمنحه جامعة البصرة شهادة الدكتوراه منذ تأسيسها في عام 1964.. يعمل الأن مدرسا في النقد العربي في كلية الآداب  جامعة البصرة  له عدة قصائد شعرية نشرت في الصحف المحلية وكتب عدة بحوث في مجال فلسفة اللغة العربية.