الابتزاز ، عبر الاتّهام : بالطموحات المشروعة ،

عبد الله القحطاني

الابتزاز ، عبر الاتّهام : بالطموحات المشروعة ،

والنيّات غير المشروعة !

عبد الله القحطاني

1) لم يعد ابتزاز المعارضات السياسية ، من قِبل الحكّام ، مقصوراً على اتّهامها بالطموحات المشروعة ، ومنها :

·        الوصول إلى السلطة ، عبر الطرق الديموقراطية ، وصناديق الاقتراع !

·         تشكيل أحزاب سياسية ، تخالف الأحزاب الحاكمة ، والقوى المتسلّطة !

2) لقد أضيفت عناصر أخرى ، إلى الابتزاز، وهي : تلفيق التهم المعلّبة الجاهزة ، للتعامل مع الخصوم السياسيين ، المعارضين .. ومن أهمّها :

·        النيل من هيبة الدولة : عبر مقالة ، في صحيفة أو مجلّة .. أو عبر لقاء ، إذاعي أو متلفز.. أو عبر الكتابة ، في بعض مواقع الإنترنت !

والمقصود بهيبة الدولة ، بالطبع ، هيبة النظام الحاكم ، عبر نقد بعض وجوه التسلّط والفساد ، لديه ، أو لدى بعض المتنفّذين من رجاله ! وواضح ، هنا ، أن التهمة موجّهة إلى النيّة ، نيّة الكاتب ، أو المتحدّث ، من خلال فهم خاصّ ، لِما كتبه ، أو تفوّه به !

·        توهين نفسية الأمّة : وهذه التهمة توجّه ، أيضاً ، من خلال تفسير كلام ، مكتوب أو ملفوظ !

·        تعريض الأمن الوطني ، أو القومي ، للخطر: وهو اتّهام للنيّة ، كذلك ، يوجّه عبر تفسير معيّن مقصود ، لكلام الكاتب ، أو المتحدّث !

3) تزييف الحقائق ، لم يعد رذيلة ، في نظر بعض السلطات الحاكمة ، بل صار فضيلة سامية ! ومن أهمّ أنواع التزييف ، دمج الدولة بالسلطة الحاكمة ، وجعلهما شيئاً واحداً ، ممّا يعني ، أن أيّة إشارة ، إلى أيّ نوع ، من أنواع الفساد ، أوالظلم ، أو الإجرام .. ممّا تمارسه أجهزة السلطة ، أو متنفّذوها .. إنّما تعني ، بالضرورة ، النيل من هيبة الدولة ، أو توهين نفسيّة الأمّة .. أو تعريض الأمن الوطني ، أو القومي ، للخطر !

4) لمّا كانت الجرائم ، الموجّهة ضدّ هيبة الدولة ، أو الأمن الوطني والقومي ، من الأمور الخطيرة .. كانت العقوبات شديدة قاسية ، تقمع كل من يفكّر ، مجرّد تفكير ، بالإشارة إلى أيّ سلوك فاسد ، ممّا تمارسه أجهزة الحكم المتسلّطة !

5) ولما كانت السلطة الحاكمة ، تعني الدولة .. كان على القضاء ، واجب المحافظة على الدولة وهيبتها ، والأمن الوطني وقوّته ! وكان هذا القضاء ، بالضرورة ، تابعاً للسلطة الحاكمة ، لأنها هي الدولة .. وعليه أن يصدر ما تراه ، هي ، مناسباً من أحكام ، بحقّ المخالفين لها ! لأنهم مخالفون للدولة ، نفسها .. متآمرون على الدولة ، نفسها ، بالقول والفعل .. أو بالنيّة ، التي تراها السلطة كامنةً عبر الكلمات ، المكتوبة أو الملفوظة !