تهمة العبودية للرأي ،

ماجد زاهد الشيباني

من دون الله ..

يمكن إلصاقها بكل إنسان !

ماجد زاهد الشيباني

  ـ في طوفان الفتن .. لاعاصم من أمر الله ، إلاّ مَن رَحِم !

  ـ ولكلّ وجهةٌ هو مولّيها فاستبِقوا الخيرات .

ـ ليس في الاجتهاد البشري يقين ! ومَن زعم أن اجتهاده يقين ، فقد زعم أنه معصوم ؛ أيْ : مسدّد بوحي لايأتيه الباطل ، مِن بين يديه ، ولا مِن خلفه !

ـ الجهاد في الإسلام ، متعدّد الأساليب والوسائل والأشكال .. منها: الجهاد بالسلاح ، ومنها الجهاد بالكلمة . وقد أمِر النبيّ أن يجاهد الكفّار، بالقرآن ، جهاداً كبيراً !

ـ ليس في الأمّة ، اليوم ، مَن يملك ، وحده ، أن يقرّر نوع الجهاد ، المناسب للزمان والمكان ، في كل بقعة من العالم الإسلامي .. ويحدّد الوسائل والأساليب المناسبة ، لكل جهاد ، في كل بلد !

ـ الذين يؤثِرون الصراع السياسي ، في دولهم ، من أبناء الحركات الإسلامية .. اختاروا هذا النوع من الصراع ، من بين بدائل عدّة ، وجدوه أقلّها ضرراً على الأمّة ، في حاضرها .. والمستقبل غيب ، لا يعلمه إلاّ الله !

ـ المفاضلة المعروضة على الحركات الإسلامية ، اليوم ، هي بين الديموقراطية والاستبداد ، لا بين الديموقراطية والإسلام !

ـ المبدأ الذي اختارته بعض الحركات الإسلامية ، اليوم ، في العمل السياسي السلمي ، هو المبدأ الذي اتّبعه النبي ، في بداية بعثته ، في مكّة : (خَلـّوا بيني وبين الناس) .. فالديموقراطية ، اليوم ، هي ، وحدها ، التي تتيح للمسلمين ، تبليغ دعوتهم للناس ، في بلادهم .. أوّلاً !

ـ بعض الحركات الإسلامية ، جرّبت استعمال السلاح ، في مواجهة الحكّام ، بمبادرة من الحكّام ، أنفسهم ، إلى الزجّ بها  ، في هذا النوع من الصراع ، بشكل مباشر متعمّد ..أو بصنع مناخات خانقة ، من الظلم والقمع والفساد ، تعجز بعض النفوس البشرية ، عن احتمال وطأتها .. فتندفع إلى حمل السلاح ، بعد أن تُسدّ أمامها أبواب الأمل في الخلاص السلمي ..! فكانت النتائج كارثية ، ولم تحقّق أيّة نتيجة إيجابية ، في أيّ من الدول التي نشب فيها الصراع .. مع بقاء المناخات الخانقة ، مصادرَ خصبة ، لتوليد المزيد من العنف اليائس ، الذي يدمّر المجتمعات ، بكل من فيها وما فيها !

ـ النيّة ، وحدها ، لا تجعل العمل سليماً ، أو صحيحاً .. شرعاً وعقلاً ! ولقد أدّت النيّات الطيّبة ، لدى بعض الحركات التي حملت السلاح .. إلى ما يغضِب الله ورسوله ، ويؤدّي إلى فتح باب واسع رهيب ، لهلاك الأمّة ، التي يدافع عنها حملة السلاح، ولدمارالأوطان،  التي يدّعون الحرص على إنقاذها من الفساد والضلال !

ـ الظروف القاسية الضاغطة ، للصراع الدامي ، فَرضت على بعض الحركات ، التي حملت السلاح في وجوه حكّامها .. الاستعانةَ بألدّ أعداء الأمّة ، وصارت مساعدة هؤلاء الأعداء ، للحركات الإسلامية ، تكلّف هذه الحركات ، أثماناً باهظة ، يدفعونها من قراراتهم ، ومن السيطرة على عناصرهم !

ـ مع كل ماتقدّم ، يحرص الكثيرون ، ممّن حَصروا جهادهم ب (القتال) ، على اتّهام الآخرين ، الذين يؤثرون العمل السلمي في بلدانهم .. بأنهم يعبدون آراءهم من دون الله ! ولطالما سُمِعت هذه العبارة ، من رموز عدّة ، من حمَـلة السلاح ..! ناسين أن ما يمكن إلصاقه بغيرهم ، في هذا الباب ، يمكن ، ببساطة متناهية ، إلصاقه بهم ، مادام حَملهم للسلاح ، ليس بناء على وحي ربّاني خاصّ أنزِل عليهم ، إنّما هو اجتهاد بشري صرف ، كاجتهادات الآخرين ، وفهم خاصّ ، للأحكام الشرعية ، لايميزه عن فهوم الآخرين ، إلاّ أنه مشوب بحماسة شديدة ، تُحفّز من النشاط البدني ، بقدر ما تثبـّط من النشاط الذهني ، في استنباط الأحكام الشرعية ، المناسبة لزمانها ومكانها ، وظروفها ، وأحوال البشر المعنيّين بها !