مُلتقى "أزاهيرُ العَطاء" السَّنوي الثاني
مُلتقى "أزاهيرُ العَطاء" السَّنوي الثاني
تقرير أدبيّ لمُلتقى "أزاهير العطاء" السَّنوي الثاني
لمنتدى التَّوجيه الفني لدور القرآن الكريم ـ نساء
إعداد رجاء محمد الجاهوش
مشرفة "مرفأ حرف"
مرَّ عامٌ، وما أسرع كرَّ اللَّـيالي والأيام..!
مرَّ عامٌ، ومَا العام في عُمرِ الأمَم والمجتمعات..!
لكنَّه في عُمرِ الإنجازات شيء عَظيم، وكَنز ثمـين ثمـين.
وصَلتني دعوة كريمة من الأخت الحبيبة "الأترجة" إلى حضور الحفل السَّـنوي الثاني لمنتدى التَّـوجيه الفنيّ لدور القرآن الكريم، ففرحت بها ، وكنتُ أظن أنَّـني مُجرد ضَيفة..!
في صباح اليوم الموعود توجَّهتُ بصُحبةِ الأخت العزيزة "وردة الإسلام" إلى مَقر التَّـوجيه الفني لدورِ القرآن الكريم، الكائن في منطقة "سَلوى"، والذي يطلّ بشموخٍ على البَحر.
صَعدنا الدَّرجات المؤدِّية إلى قاعة الاستقبال، وَقفنا لبرهة لكن العاملة هناك لم تمهلنا لنتأمَّـل المكان، فقالت ـ بلغة عربيَّـة مُضَعْضعة ـ للأخت التي في المصعد: تمهَّـلي؛ هناك أختان يريدان الصُّـعود، وأشارت بيدها أن أسرعا؛ فأسرعنا ولحقنا بالمصعد قبل أن يفوتنا.
(الحفل في الطابق الثالث)
هذا ما كُتِب على ورقة بيضاء ناصعة معلَّـقة بجانب الأزرار في المصعد...
توقف المصعد حيث قاعة الحَفل، فخرجنا بهدوء، والقلوب مُسرعة في شوق إلى لقاء الأحبَّـة..!
لا نعرف شخصيًّا سوى الحَبيبتين "لآلـ القرآن ـئ" و "الأترجـة"
دخلنا القاعة بابتسامة، وألقينا السَّـلام على الحضور بابتسامة، والعَين تبحث عن وجه تعرفه، فتمر سريعًا هنا وهناك، فأسَرَها جَمال المكان وشاعريَّـته: قصيدة ترحيب سُدِلت عن يَمينك، وطاولات بيضاء مُستديرة منثورة في الأنحاء، مع أوشحة زرقاء تتناغم ولون البحر الذي يمتد أمام ناظريك عبر النَّـافذة الزجاجيَّـة الكبيرة، والشَّـمس تُهدي المكان ضوءها الوهَّـاج الذي تنعكس أشعته بدلال على لوحة ترحيبيَّـة في الواجهة كُتِبَ عليها: مَرحبًا بضيوفنا الكرام، حَللتم أهلا ووطئتم سهلا.
مِن بين الوجوه بانَ وَجه حَبيب بابتسامته العَذبة وبريق عَينيه الوَدود، فاقبلنا عليه كما يُقبل الطِّـفل على أمِّـه وَسط الزِّحام لائذًا بالأمان !
اسْتَقبَلَتنا "أترجـة" الخير والعَطاء بودٍّ وصَفاء، ثمَّ أقبَلَت الحبيبة "لآلـ القرآن ـئ" مُسَلِّـمَة مُرحبَّـة بكل حبٍّ وإخاء، والجميع جلوس في مكانهِ فالحفل قد ابْتَدَأَ مُنذ دقائق قليلة، فأخذنا ـ بدورنا ـ مَكاننا بين الجموع ورحنا نتابع فقرات الحفل.
افـتُتِحَ الحفل بكلمة ترحيبيَّـة ألقتها عَرِّيفة الحفل: الأستاذة الفاضلة "أمة الرحمن"
ثمَّ كلمة المُوجَّـه العـام: "د. ناهدة الشَّـحمان" المُحترمة، التي دَعَتْ فيها إلى إخلاصِ النيَّـةِ في كل عَمل، مُذكِّـرة بالأجرِ الجزيلِ الذي يَنتظر المخلِصين، ناصحة الجميع بالطَّـرح العِلميّ الموثَّـق، شاحِذة الهِمَم إلى مزيدٍ من البَذل والعَطاء..
ثمَّ تفضَّلت مديرة المنتدى الموجِّهة: "أ. مي المضيَّـان" المُحترمة بإلقاء كلمتها الطيِّـبَة، قائلة:
]الحمد لله ربِّ العالمين، والصَّلاة والسَّلام على نبيِّـنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أخواتي الحبيبات .. حضورنا الكريم
أحييكن بتحيَّة الإسلام...
السَّلام عليكن ورحمة الله وبركاته
أما بعد..
يَسُرني اللِّـقاء بكن على سُحُبِ المودَّة الأخويَّـة الصَّادقة في الله، وتسعدني تلبيتكن دعوتنا...
وإنه لشرف نعتز به، ومهمَّة نحمل لواء العمل على إخراجها بأبهى صورة حتى تليق بوجودكن معنا.. فأهلا وسهلا بكن.
أخواتي الحبيبات
إن تطور المعلوماتيَّة جعل "الشَّبكة الالكترونيَّـة" ضرورة ملحَّة للتَّعريف بالأشخاص والهيئات الإداريَّة، وامتد ليشمل كل مجالات الحياة.
من هذا المنطلق بَرزت فكرة إنشاء "منتدى التَّوجيه الفني لدور القرآن الكريم"، التي ترجمت واقعًا ملموسًا بأيدي مساعدتي المثابرة ومشرفاتنا النَّشيطات وعضواتنا المتميِّزات، حيث يحرصن جميعًا على الطرح العِلميّ القائم على الكتاب والسنَّة.
وها نحن نسير في ركب الوزارة نحو الفاعليَّة، حاملات مشاريع وطموحات مستقبليَّة مُشرقة، ونبني جسرًا للتَّواصل بين المعلِّمات والدَّارسات والإداريَّات بطريقة مختلفة ووسيلة ميسَّرة.
حفلنا اليوم لقاء سنوي نحرص على ازدهاره بسواعد مخلصة قدَّمت الكثير وننتظر منها الأجمل.
ولا يسعني في النِّهاية إلا أن أتوجه بالشُّكر الجزيل للرِّعاية الكريمة التي تفضلتن بها، سائلة الله أن يتقبل أعمالكن ويجعلها في موازين حسناتكن، وجزاكن الله خيرًا.[
أنسام مِن هُدوء بَسَطت كفَّـيها على الأرجاء قبل أن تتابع الأستاذة الفاضلة "أمة الرحمن" تقديم بقية فقرات الحفل.
اتجهت الأنظار نحو شاشة العرض التي كانت تعكس للحضور ما يُقال على هيئة كلمات، فانشغل السَّمع والبَصر بالمُتابعة...
رؤيتنا: الارتقاء بمستوى المرأة المسلمة في الدعوة إلى الله، والتَّعليم في أجواء أخويَّة بلمسات إبداعية عبر الشَّبكة الالكترونيَّـة.
إنجازاتنا التي تمَّ تحقيقها خلال العام المنصرم، مِن مَشاريع ودَورات ومُسابقات:
- مشروع حفظ المتون.
- مشروع تدوين فوائد التَّدبر.
- دورة مصطلح الحديث.
- دورة رحلة حبٍّ إلى الله.
- دورة شرح متن الآجرومية.
- مسابقة اعصمي نفسك من فتنة المسيح الدجال.
- مسابقة حفظ الزهراوين.
- المسابقة الرَّمضانيَّة الأولى.
- مسابقة حفيدة سيبويه.
- مسابقة الطب النَّبوي.
- ورشة التواقيع الدعويَّة.
- ألبوم بطاقات بوح الرِّيشة والقلم.
- إصدار العدد الأول من مجلة "صبـا".
- افتتاح الغرفة الصوتيَّة.
كانت الوجوه تُشرق ببسمَة وهي تستعيد الذكريات، والفِكر يَشرد معها للحظات مُستأنِسًا بما مَضى..!
لم أكن أتوقع يومًا أن أخوض تجربة التَّعلّم عن بُعد، أو أن أهتمَّ بمسابقة الكترونيَّـة..!
كنتُ كلما ناقشتني أخت في الأمر قلتُ: جمال المُدارسة وتمام فائدتها في الاحتكاك..
احتكاك حيٌّ ومباشر مع المُعلِّمة وأخواتي الطالبات، يجمعنا لقاء، حوار، نقاش، وعلاقات إنسانيَّة.
فخبِّروني ـ يا مَن تلمْنَني ـ كيف سيتسنَّى لي ذلك مِن خلف شاشة صمَّاء وبصُحبةِ أسماء مُستعارة..؟!
فهمسنَ: جرّبي.
فجرَّبتُ، وعرفتُ أن للدراسة عن بُعد مُتعة خاصَّة، فالأرواح هنا هي التي تلتقي، ومَدى تحمّلك للمسئوليَّـة يظهر جليًّـا واضِحًا، فما أسهل التغيّب والفَلتان..!
و الفائدة حاصلة، وحرصك على تَحصيلها لا يتأثر ببعْدٍ أو قرْب.
إنَّ هذا النَّوع مِن الدِّراسة مَنح الكثيرين فرصَة للتعلُّم والازدياد من العلوم المختلفة بسهولة ويُسر، وقدَّم للعالِم ميدانًا واسعًا لتقديم عِلمه، والمحافظة عليه بمداومة تعليمه، ووهبَ الجميع عينًا جاريَة لا تَنضَب من الحسنات إذا أُخلِصَت النَّـوايا، وصَلح العَمل.
فقد قال الفضيل بن عياض: "العمل لا يُقبَل حتى يكون خالصاً صَواباً؛ لأنه إذا كان خالصاً غير صَواب لم يُقبل، وكذلك إذا كان صَواباً غير خالص؛ فالخالص أن يكون لوجه الله تعالى، والصَّواب أن يكون على السنَّة."
وللورد حُضور...
بَينما نحن جُلوس نُتابع إذ أقبلت علينا العزيزة "غرس الجنان" تحمل طاقة مِن الوَرد، ورود بيضاء ـ رَمز الصَّـفاء والنَّـقاء ـ لُفَّت بقطعة من الشَّبك الأزرق، فقدّمت لكلٍّ منا وردة.
ثمَّ غابَت قليلا لتعود بقطع الحلوى اللذيذة، التي غُلِّفت بغلاف أزرق، تناولتُ واحدة وابتسمتُ؛ قلتُ في نفسي: ما سرُّ اللون الأزرق يا تُرى..؟!
وقبلَ أن أهتدي لجوابٍ، وَصَلني صَوت الأستاذة الفاضلة "أمة الرحمن" لينبِّهني من شرودي.
"والآن، جاء دور التَّـكريم...
وأَوْلى الشَّخصيات بالتَّـكريم اليوم هي مَن سَعَت لإنجاز فكرة المُنتدى، وعَملت بكل جدًّ ونشاط ليستمر ويقدِّم الأفضل.
باسمنا جميعًا نقدّم للأستاذة الفاضلة "مي المضيان" / مديرة المنتدى هذا الدِّرع التِّـذكاري؛ وباسم الجميع أيضا نقدّم للأستاذة الفاضلة "ماجدة المنيس"/ نائبة مديرة المنتدى هذا الدِّرع التِّـذكاري..
مع شكرنا الجزيل لجهودهما المَبذولة في إدارة المُنتدى، وعطائهما المُمتدّ."
كانت لفتة مُفاجِئَة جَميلة، وذات قيمة في نفوسِنا جميعًا، فهما يَستحقان أكثر، فأياديهن البَيضاء لا تُجحَد ولا تُـنكَر.
ثمَّ تفضَّلت كلٍّ مِن الكريمتين "د. ناهدة الشَّـحمان" و "أ. مَي المضيَّـان" بتوزيع شهادات الـتَّـقديـر والهـدايـا على المشرفات الكريمات والأخوات المتميِّـزات. وقامت الأستاذة الفاضلة "عائشة الديحاني" بتكريم الدَّارسات الكريمات في دورة القراءات؛ وقد أثْنَت عليهن خيرًا، وشَكرَت لهن حُسن التزامهن وهمَّتهن العالية، ودعَت لهن بدوام التَّـوفيق والسَّـداد؛ فبادلنها الشُّكر بالشُّكر.
ما زلنا نُتابع، وما زال في القائمة أسماء تستحق الشُّـكر والتَّـكريم، وهي تلك الشَّـخصيات التي وقفَت خلف السِّتار بالدَّعم والتَّـشجيع، راجية من الله الثَّـواب والقبول.
مرَّت الدَّقائق سَريعة مُفعمَة بالبِشْرِ والامتِنان، مُذَّكِرَة إيَّـانا بقول رسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلم ـ: "مَنْ لم يَشْكُرِ القَليلَ لم يَشكرِ الكَثير، ومَنْ لم يَشْكُرِ النَّاسَ لَمْ يَشكُرِ الله عزَّ وجلَّ."
فُسحَة مِن مَرح...
لساعةِ المَرح سرّ خفيّ في توطيد العلاقات الأخويَّـة، بما يُضفيه على الأجواء مِن قُربٍ و وداد.
مع الأخت العزيزة "وطن التميز" كانت مُسابقتنا الثقافيَّة الخفيفة، التي قضينا معها أمتع الأوقات؛ ثمَّ خُتِم الحفل بافتتاح (البوفيه) الذي حوى كلَّ ما لذَّ وطاب.
لقاء أوَّل...
حول إحدى الطاولات اجتمعتُ ـ بعد ختام الحفل ـ بطاقة مِن أزاهير العطاء: ღ لآلـ القرآن ـئ ღ أمة الرحمن ღ وردة الإسلام ღوطن التميز ღ الجمانة ღ غرس الجنان ღ الجـاز ღ الريحانة ღ
كان لقاؤنا الأوَّل...
فكنتُ أحاول أن أحفظ صورهن الحقيقيَّـة، وأستبدلها بتلك الصّور التي رسمتها ـ دون قَصد ـ لأسمائهن المستعارة..!
جاءت الأحاديث عفويًّـة، يُزينّها ودّ واحترام، وتهادَت المَشاعر برفق، وحلَّقت الأرواح في فضاء رَحب، حيثُ (للأزرق) حضور لا يُضاهيهِ أي حضور..!
أمَّا القلوب فكانت تلهجُ بحمد الله وشكره على نِعمه العَظيمة التي لا تعدُّ ولا تُحصى، فالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ حَمْداً طَيِّباً مُبَارَكاً فِيهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ، حَمْداً يُوَافِي نِعَمَهُ، وَيُكَافِىءُ مَزِيدَهُ.
وكلُّ عـام والجميع بخيرٍ وعطـاء.