وقرن في بيوتكن
د. خالد أحمد الشنتوت
هل هذا الأمر لنساء النبي r فقط ؟ أم لجميع المسلمات ؟ هذا ما أريد معرفة أقوال المفسرين فيه، وقد رجعت إلى المكتبة الشاملة ــ أسأل الله أن يجزي معدها بوافر الرحمة والثواب في الدنيا والآخرة ــ وطلبت تفسير هذه الآية فأعطتني مائة موضع في (89) كتاباً من أمهات التفسير، معظمها ذهب إلى الشرح اللغوي، وكثير منها لم يحدد فيما إذا كان الخطاب لعامة النساء أم لنساء النبي فقط، وقليل منها حدد أنها لنساء النبي فقط . وما أثبته ذكر أنها للنساء كافة وهو ما أميل إليـه ...
1- تفسير ابن كثير - (ج 6 / ص 408)
{ ... وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ .... الآية } .
هذه آداب أمر الله تعالى بها نساء النبي r، ونساء الأمة تبع لهن في ذلك، ...
2- تفسير ابن كثير - (ج 6 / ص 409)
وقوله: { وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ } أي: الزمن بيوتكن فلا (1) تخرجن لغير حاجة. ...... وعن أنس، رضي الله عنه، قال: جئن النساء إلى رسول الله r وسلم فقلن: يا رسول الله، ذهب الرجال بالفضل والجهاد في سبيل الله تعالى، فما لنا عمل ندرك به عمل المجاهدين في سبيل الله؟ فقال رسول الله r : "من قعد -أو كلمة نحوها - منكن في بيتها فإنها تدرك عمل المجاهدين (5) في سبيل الله".
r قال: "إن المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان، وأقرب ما تكون (8) بروْحَة ربها وهي في قَعْر بيتها".
وروى أبو داود أيضا، عن النبي r قال: "صلاة المرأة في مَخْدعِها أفضل من صلاتها في بيتها، وصلاتها في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها" (10) وهذا إسناد (11) جيد.
__________
(1) في ت: "ولا".
(2) رواه بهذا اللفظ أبو داود في السنن برقم (565) من حديث أبي هريرة، رضي الله عنه، وبالرواية الثانية برقم (567) من حديث ابن عمر، رضي الله عنهما، وأصله في الصحيحين من حديث ابن عمر.
(3) في أ: "مسعود".
(4) في ت: "وروى أبو بكر البزار بإسناده".
(5) في ت: "المجاهد".
(9) سنن الترمذي برقم (1173) وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب". ورواه ابن خزيمة في صحيحه برقم (1685) ومن طريقه ابن حبان في صحيحه برقم (329) "موارد" عن عمرو بن عاصم، به، وشك ابن خزيمة في سماع قتادة هذا الحديث من مورق.
(10) سنن أبي داود برقم (570).
3- تفسير الألوسي - (ج 16 / ص 102)
... والمراد على جميع القراءات أمرهن رضي الله تعالى عنهن بملازمة البيوت وهو أمر مطلوب من سائر النساء . أخرج الترمذي . والبزار عن ابن مسعود عن النبي r قال : « إن المرإة عور فإذا خرجت من بيتها استشرفها الشيطان وأقرب ما تكون من رحمة ربها وهي في قعر بيتها ».
4- تفسير الألوسي - (ج 16 / ص 108)
كانت عائشة رضي الله تعالى عنها إذا قرأت { وَقَرْنَ فِى بُيُوتِكُنَّ } بكت حتى تبل خمارها وما ذاك إلا لأن قراءتها تذكرها الواقعة التي قتل فيها كثير من المسلمين .
5- نظم الدرر للبقاعي - (ج 2 / ص 204)
وقال للنساء : { وقرن في بيوتكن } [ الأحزاب : 33 ] .
6- الدر المنثور - (ج 8 / ص 155)
وأخرج ابن أبي حاتم عن أم نائلة رضي الله عنها قالت : جاء أبو برزة فلم يجد أم ولده في البيت، وقالوا ذهبت إلى المسجد، فلما جاءت صاح بها فقال : إن الله نهى النساء أن يخرجن، وأمرهن يقرن في بيوتهن، ولا يتبعن جنازة، ولا يأتين مسجداً، ولا يشهدن جمعة .
7- في ظلال القرآن - (ج 1 / ص 188)
{ .... وقرن في بيوتكن، ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى، وأقمن الصلاة وآتين الزكاة، وأطعن الله ورسوله . .... ً } وفي مثل هذا المجتمع تأمن الزوجة على زوجها، ويأمن الزوج على زوجته، ويأمن الأولياء على حرماتهم وأعراضهم، ويأمن الجميع على أعصابهم وقلوبهم . حيث لا تقع العيون على المفاتن، ولا تقود العيون القلوب إلى المحارم . فإما الخيانة المتبادلة حينذاك وإما الرغائب المكبوتة وأمراض النفوس وقلق الأعصاب . . بينما المجتمع المسلم النظيف العفيف آمن ساكن، ترف عليه أجنحة السلم والطهر والأمان!
[ ويفهم من هذا أن سيد يرحمه الله يرى أن القرار في البيوت لجميع النساء ] .
8- في ظلال القرآن - (ج 2 / ص 286)
{ وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى } { وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن . . } إلى آخر ما قال في شأن منهج الحياة البشرية فالحق هو ما قال - سبحانه - وليس للعقل
9- في ظلال القرآن - (ج 6 / ص 75)
{ .... وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى؛ ....}
10- في ظلال القرآن - (ج 6 / ص 77)
{ فلا تخضعن بالقول، فيطمع الذي في قلبه مرض } . .
ينهاهن حين يخاطبن الأغراب من الرجال أن يكون في نبراتهن ذلك الخضوع اللين الذي يثير شهوات الرجال، ويحرك غرائزهم، ويطمع مرضى القلوب ويهيج رغائبهم!
ومن هن اللواتي يحذرهن الله هذا التحذير؛ إنهن أزواج النبي r أمهات المؤمنين، اللواتي لا يطمع فيهن طامع، ولا يرف عليهن خاطر مريض، فيما يبدو للعقل أول مرة . وفي أي عهد يكون هذا التحذير؟ في عهد النبي r وعهد الصفوة المختارة من البشرية في جميع الأعصار . . ولكن الله الذي خلق الرجال والنساء يعلم أن في صوت المرأة حين تخضع بالقول، وتترقق في اللفظ، ما يثير الطمع في قلوب، ويهيج الفتنة في قلوب . وأن القلوب المريضة التي تثار وتطمع موجودة في كل عهد، وفي كل بيئة، وتجاه كل امرأة، ولو كانت هي زوج النبي الكريم، وأم المؤمنين . وأنه لا طهارة من الدنس، ولا تخلص من الرجس، حتى تمتنع الأسباب المثيرة من الأساس .
فكيف بهذا المجتمع الذي نعيش اليوم فيه . في عصرنا المريض الدنس الهابط، الذي تهيج فيه الفتن وتثور فيهه
11- تفسير حقي - (ج 11 / ص 41)
يا نساء النبى وقرن في بيوتكن واثبتن فى مساكنكن . والخطاب وان كان لنساء النبى فقد دخل فيه غيرهن روى ان سودة بنت زمعة رضى الله عنها من الازواج المطهرة ما خطت باب حجرتها لصلاة ولا لحج ولا لعمرة حتى اخرجت جنازتها من بيتها فى زمن عمر بن الخطاب رضى الله عنه وقيل لها لم لا تحجين ولا تعتمرين فقالت قيل لنا { وقرن فى بيوتكن }
12- الوسيط لسيد طنطاوي - (ج 1 / ص 3418)
والمعنى : الْزَمْنَ يا نساء النبى صلى الله عليه وسلم بيوتكن، ولا تخرجن منها إلا لحاجة مشروعة، ومثلهن فى ذلك جميع النساء المسلمات، لأن الخطاب لهن فى مثل هذه الأمور، هو خطاب لغيرهن من النساء المؤمنات من باب أولى، وإنما خاطب - سبحانه - أمهات المؤمنين على سبيل التشريف، واقتداء غيرهن بهن ..
وقال صاحب الظلال ما ملخصه : والبيت هو مثابة المرأة التى تجد فيها نفسها على حقيقتها كما أرادها الله - تعالى - ولكى يهيئ الإِسلام للبيت جوه السليم، ويهيئ للفراخ الناشئة فيه رعايتها، أوجب على الرجل النفقة، وجعلها فريضة، كى يتاح للأم من الجهد ومن الوقت ومن هدوء البال، ما تشـرف به على هذه الفراخ الزغب، وما تهيئ به للمثابة نظامها وعطرها وبشاشتها .
فالأم المكدودة بالعمل وبمقتضياته وبمواعيده . . لا يمكن أن تهيئ للبيت جوه وعطره، ولا يمكن أن تهيئ للطفولة النابة فيه حقها ورعايتها .
إن خروج المرأة للعمل كارثة على البيت قد تبيحها الضرورة، أما أن يتطوع بها الناس وهم قادرون على اجتنابها، فتلك هى اللعنة التى تصيب الأرواح والضمائر والعقول، فى عصور الانتكاس والشرور والضلال .
13- أيسر التفاسير للجزائري - (ج 3 / ص 287)
من هداية الآيات ::
………
4- وجوب بقاء النساء في منازلهن ولا يخرجن إلا من حاجة لا بد منها .
5- حرمة التبرج وهى أن تتزين المرأة وتخرج بادية المحاسن متبخترة في مشيتها .
14- تفسير السعدي - (ج 1 / ص 663)
{ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ } أي: اقررن فيها، لأنه أسلم وأحفظ لَكُنَّ، { وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأولَى } أي: لا تكثرن الخروج متجملات أو متطيبات، كعادة أهل الجاهلية الأولى، الذين لا علم عندهم ولا دين، فكل هذا دفع للشر وأسبابه.
ولما أمرهن بالتقوى عمومًا، وبجزئيات من التقوى، نص عليها [لحاجة] (3) النساء إليها،،
15- التفسير الميسر - (ج 7 / ص 343)
{ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ …. }}
والْزَمْنَ بيوتكن، ولا تخرجن منها إلا لحاجة، ولا تُظهرن محاسنكن، كما كان يفعل نساء الجاهلية الأولى في الأزمنة السابقة على الإسلام، وهو خطاب للنساء المؤمنات في كل عصر.
& 16- أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن - (ج 6 / ص 463)
والثاني من نوعي القصر : كونهن قصورات في خيامهن، لا يخرجن منها كما قال تعالى لأزواج نبيّه r : { وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ } [ الأحزاب : 33 ]، وذلك في قوله تعالى : { حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الخيام } [ الرحمن : 72 ]، ووكون المرأة مقصورة في بيتها لا تخرج منه من صفاتها الجميلة
17- أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن - (ج 8 / ص 298)
أما عن النساء ففيه الإجماع كما تقدم، ويشهد له أن الدعوة إلى السعي إلى الجمعة، وترك البيع من أجلها، ثم الانتشار بعدها في الأرض والابتغاء من فضل الله بالعمل والكسب يشعر بأن هذا كله للرجال، لأن المرأة محلها في بيتها، كما في قوله تعالى : { وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ } [ الأحزاب : 33 ] .
18- روح المعاني - (ج 22 / ص 6)
أمرهن رضي الله تعالى عنهن بملازمة البيوت وهو أمر مطلوب من سائر النساء
19- التحرير والتنوير - (ج 1 / ص 3350)
والمقصود من النهي الدوام على الانكفاف عن التبرج وأنهن منهيات عنه . وفي تعريض بنهي غيرهن من المسلمات عن التبرج فإن المدينة أيامئذ قد بقي فيها نساء المنافقين وربما كن على بقية من سيرتهن في الجاهلية فأريد النداء على إبطال ذلك في سيرة المسلمات ويظهر أن أمهات المؤمنين منهيات عن التبرج مطلقا حتى في الأحوال التي رخص للنساء التبرج فيها ( في سورة النور ) في بيوتهن لأن ترك التبرج كمال وتنزه عن الاشتغال بالسفاسف
20- الدر المنثور - (ج 6 / ص 600)
وأخرج ابن أبي حاتم عن أم نائلة رضي الله عنها قالت : جاء أبو برزة فلم يجد أم ولده في البيت وقالوا ذهبت إلى المسجد فلما جاءت صاح بها فقال : ان الله نهى النساء ان يخرجن وأمرهن يقرن في بيوتهن ولا يتبعن جنازة ولا يأتين مسجدا ولا يشهدن جمعة .
21- تفسير ابن كثير - (ج 3 / ص 636)
هذه آداب أمر الله تعالى بها نساء النبي r ونساء الأمة تبع لهن في ذلك .
22- تفسير القرطبي - (ج 14 / ص 158)
الثانية : معنى هذه الآية الأمر بلزوم البيت وإن كان الخطاب لنساء النبيr فقد دخل غيرهن فيه بالمعنى هذا لو لم يرد دليل يخص جميع النساء كيف والشريعة طافحة بلزوم النساء بيوتهن والانكفاف عن الخروج منها إلا لضرورة على ما تقدم في غير موضع فأمر الله تعالى نساء النبي r بملازمة بيوتهن وخاطبهن بذلك تشريفا لهن ونهاهن عن التبرج .
23- فتح القدير - (ج 4 / ص 395)
ويمكن أن يراد بالجاهلية الأخرى ما يقع في الإسلام من التشبه بأهل الجاهلية بقول أو فعل فيكون المعنى : ولا تبرجن أيها المسلمات بعد إسلامكن تبرجا مثل تبرج الجاهلية التي كنتن عليها وكان عليها من قبلكن : أي لا تحدثن بأفعالكن وأقوالكن جاهلية تشابه الجاهلية التي كانت من قبل
24- الكشف والبيان ـ للثعلبى - (ج 3 / ص 406)
وقال للنساء : {وَقَرْنَ فِى بُيُوتِكُنَّ}،
25- الكشف والبيان ـ للثعلبى - (ج 11 / ص 128)
{وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ} .
الإثم الذي نهى الله النساء عنه. قاله مقاتل. وقال قتادة : يعني السوء. وقال ابن زيد : يعني الشيطان.
26- تفسير السعدي - (ج 1 / ص 663)
{ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ } ، نص عليها [لحاجة] (3) النساء إليها ...
والحمد لله رب العالمين