صباح الخير يا نائمة في عمان
جهاد علاونة
صباح الخير يا نائمة في عمان ..(عمت صباحاً) كصباح (هرِم بن سينان) كلما صبحه بالخير زهير بن أبي سُلمى , طار من عقاله شوقاً إليه .
صباح الخير يا نائمة في ضواحي عمان بين جفوني وعيوني ويامزهرية منصوبة على دوار الداخلية ..تعرفينه ,,إنه ممر الذين يحبون عمان فلا أحد يدخل عمان دون المرور بدوار الداخلية , ولي به ذكريات طيبة أعشقه ويعشقني وأحس بدفئه كلما مررت ُ به .
ويا عطراً يمر فواحاً من بين جبال عمان , صباح الخير يا أعجوبة العاشق, ويا لعبة القدر ,ويا أيتها الكفُ الطرية والمخرز الصلب القاسي, مثل السكين التي تذبحني على أهدابك صبحاً ومساءاً.
فصباح الخير يا سكينة تمر بخاصرتي , ويا مشرط طبيب جراح بريطاني , يجرح بكل هدوء , ويا أغنية يغنيها الأولاد في الشوارع .
صباح الخير يا نعومة العواصم العربية ويا عنزة(نعزة) شامية مدجنة في عين الغزال منذ الألف التاسع قبل الميلاد حتى إستحلت من غزالة إلى عنزة عمانية .
العمانيون يقرؤونك السلام والصباحات الجميلة والأردنيون كلهم يفدونك بالمهج والحلوى الشامية ,كلُ الأردنين من شتى الأصول والمنابت , آه لو تتوقفين في المطاعم التي أحب أن آكل بها وجبتي المفضلة لرأيتي السواح الأجانب في المدرج الروماني يشتهونك ككبسة سعودية أو كوجبة يمنية , ليس مهماً نوع الأكلة المهم أنك دائماً تحت لساني كرغيف خبز ساخن وكُنافةُ نابلسية .
صباح الخير يا نائمة في عمان ..صباح الخير يا حلوة الحلوات , كيف تمرين في شوارع عمان دون أن تحدثي هزة أرضية أو دون أن تتفجر من تحت قدميك الينابيع العمانية , كيف تمرين دون أن تحدثي جلجلة كما أحدثتيها في نفسي كيف تعيشين بين الناس والجيران دون أن تفعلي الذي تفعلينه بي وبهويتي التي وجدتها بعد أن بحثت عنها في جدة وبين مكة والطائف .
كيف تسرقين العمر مني ولا تسرقينه من الناس , كيف بهم في جوارك ولا يشعرون أن بركاناً عظيماً سينفجر قريباً .
صباح الخير يا وردة نبتت في جبل القلعة ويا نجمة صباحية تطل على رغدان , صباح الخير من ماركا الشمالية والجنوبية ومن الفحيص والمدينة الطبية ومن وادي السير هنالك الشاعر العظيم عرار يفتش عنك بين النوريات والقرمزيات ويبحث عنك بين أصابع كفيه وبين خطوط وجهه .
العمانيون يُصبِحون عليك فردي عليهم الصباح بتحية أفضل من تحيتهم , لا توجد تحية أفضل من تحية الأردنين ولا يوجد قلب ٌ أطيب من قلب الأردنيين , ولا توجد عين أرطب ولا أعذب من عيون الأردنيين .
وجوههم ناعمة وقلوبهم دافئة ويحبونك لو كنت من الهند أو السند , الأردنيون من شتى الأصول والمنابت يحيونك بتحية الفيلادلفيا .
العمانيون اليوم يحتفلون بمرورك بينهم ويريدون منك أن تقفي ساعة حب يرسمونك فيها وينحتونك تمثالاً عمانياً.
يا سيجارة الكنت التي أشتهيها من بين أصابع كفيك ويا قمحاً وسنابل حنبلية , ويا تمراً طائفياً , ويا بحراً على شواطىء جدة محرومون من المشي عليه بالمايوهات العربية .
صباح الخير يا عنباً أردنياً ويا تفاحة شامية ,ويا خنجراً يمر بصدري كلما ذكروك على قارعة الطريق .
صباح الخير يا نائمة في عمان ؟
متى تستيقضين من حلمك وسباتك , لن يفهمك غيري ولن يعشقك غيري ولن تحبي غيري لأنني أنا الآخر الذي جاء بعد تجربة طويلة يتسللل من دبي والشارقة وعجمان .
صباح الخير يا تنورة حرة ويا جينزاً مصنوعاً من نفط الخليج , صباح الخير على طول البلاد وعرضها .
ألآن حياتنا أصبحت جميلة بعض الشيء , الماء باردٌ رغم أنه لم يوضع في ثلاجة العمانيين , والشمس مشرقة وشفافة للغاية , فما أحلاك في فمي وما أعذبك .
كلامنا ..لم نتكلم بعد ..وعيوننا , عيوننا لم ترقص بعد ..وشفاهنا , شفاهنا ؟ لم تلتصق بعد ببعضها البعض, ووجوهنا لم تحن لها لحظة (الفيس تو فيس ) هي لغة تحبيها لو قرأتيها وممتعة جداً لو إلتصقت بها.
صباح الخير يا نجمة الصباح ويا مؤتمراً للعشاق ويا مرجوحتي التي أبحث عنها منذ مات قيس وليلى ومنذ إختفى من حارتنا جميل بثينة , صباح الخير يا نائمة في عمان , يا نائمة بعيوني الناعستين العسليتين .
العسليون والناعسون العامنيون كلهم تنامين كالحرية المفقودة على وسادتهم الخالية , فتشت هذا الصباح عنك في عمان خفتُ عليك من أن تنامين في موضع لا أحبه فوجدت أن العمانيين أيضاً يبحثون عنك , كلهم مشتاقون إليك , كبيرهم وصغيرهم , شابهم وعاجوزهم (شبابهم) كلنا فدى النهدين الملتهبين .
في الشهر الماضي نهضت من نومي لأبحث عنك ولأول مرة أستيقض من نومي أنا نائمٌ منذ خمسة عشر سنة (خمس طعشر سنه بالضبط) لم أستيقض بهن , أخذت حبة (بنزو إديازوبين ) ونمت طويلاً , لم يشعر أحدٌ بوجودي ,وإذا غبت لم يشعر أحدٌ بغيابي ,وإذا حضرت لم يشعر أحدٌ بحضوري , كله (عند العرب صابون) بس عندك في شامبو وفي صابون , في أشياء جميلة تستدعيني لأن أستيقض من نومي لأقول لك :
صباح الخير يا نائمة في عمان .