المدائح النبوية

وإضافات جديدة

يحيى بشير حاج يحيى

عضو رابطة أدباء الشام

[email protected]

منذ أن أصدر الدكتور زكي مبارك كتابه ( المدائح النبوية في الأدب العربي ) الذي رصد فيه لهذا الفن قائلا : أكثر المدائح النبوية قيل بعد وفاة الرسول ‘ وما يقال بعد الوفاة يسمى رثاء ‘ ولكنه في الرسول يسمى مدحا !

كأنهم لحظوا أن الرسول صلى الله عليه وسلم موصول الحياة ، وأنهم يخاطبونه كما يخاطبون الأحياء . والمكتبة الإسلامية ما تزال تزخر بآلاف القصائد ...... إلا أن هناك إضافات ثلاثا أدخلت شيئا جديدا إلى ميدان هذا الفن !! أولاها : ماكتبه الشاعر الراحل وليد الأعظمي في كتاب سماه (شعراء الرسول ) وقد ذكر فيه مالم يذكره غيره ؟ !

فليس شعراء النبي صلى الله عليه وسلم محصورين في هؤلاء الذين ذاع صيتهم كحسان بن ثابت وكعب بن مالك وعبد الله بن رواحة . ولكن الأعظمي وصل بهم إلى مئة وثلاثة عشر شاعرا ما بين رجل وامرأة . وثانيها : ماأضافه الدكتور محمد الأطرش في كتاب ألحقه برسالته الجامعية ( صورة النبي الكريم في شعر صدر الإسلام ) واطلق عليه ( شعر في رسول العالمين من غير أصحاب الدواوين ) وهم شعراءليس لهم دواوين ، وقد ظل شعرهم في بطون الكتب لايقلب صفحاتها إلا الباحثون ؛ حيث يقبل كثير من الناس على الوقوف عند القمم الشامخة دون النزول إلى ماانحدر عنها ، مبينا من خلال البحث والتنقيب غزارة الشعر الذي قيل في مديح النبي الكريم ، وقد جاء معظمه مقطوعات ، فوصلت المقطوعة أحيانا إلى ثلاثة أبيات أودون ذلك ، وقد علل الباحث ذلك بالقول : أغلب الظن أنها كانت قصائد طوالا ، ولكن ما وصلنا منها جاء على هذه الصورة ؛ لقلة اهتمام الرواة والدارسين الأ ُوَل ، إلا بالفحول من الشعراء من جهة ، واتسام هذا العصر بالسرعة وتعجل الشعراء في الصياغة لمواكبة الأحداث من جهة أخرى ؟ وثالثها : مانشره مركز سعود البابطين الخيري للتراث والثقافة في مجموع ضخم تحت عنوان ( ديوان النصرة ) الذي اختار مئة وسبعا وثلاثين قصيدة من أصل خمسمائة قصيدة لشعراء معاصرين ، إذعدّد اصحابها شمائل النبي الكريم ، ووصفوا خصاله الحميد ة ،وابانوا عن تلكم المكرمات التي منّ الله بها على رسوله صلى الله عليه وسلم ،وهي قصائد يصدق فيها ماسبق من قول الدكتور زكي مبارك وكذلك قول أحد الشعراء : إنّ الرسولَ لَحَيٌ في ضمائرنا على الزمان يرى منّا ويستمعُ