الحوار مفتاح مستقبلنا

نهاد الزركاني

العراق _ بغداد

[email protected]

علينا أن لا ننغلق على أنفسنا وعلينا أن ننهض بالآخرين وننفتح عليهم ، وعلى كافة من يؤمن بالحوار ولا نتعقد من التيارات والحركات الأخرى التي نختلف معها ، لان هناك فرق ما بين أن نتعقد  منهم وما بين أن  نختلف معهم ، لان الاختلاف خطوة متقدمة فيها مساحة للنقاش والحوار ،ولا نعيش حوار الطر شان كما أن الانفتاح من علامات الواعين والرساليين ، وبمجرد الحوار وتداوله لا يعني التنازل أو التخلي عن أفكارنا و آراءنا  ، و عندما نتحاور ونسمع من الآخرين افكارهم وقناعاتهم ،

وننطلق معهم في الفضاء الواسع ...لان ؟

 الأفكار والقناعات التي وصلنا إليها من خلال بعض الأدوات  لا تعني وصلنا إلى الحقيقة المطلقة ، لأننا لا نملك كل الأدوات والآخرين أيضا لهم أدواتهم من خلالها وصلوا إلى ماهم عليه  من قناعات ، وهم أيضا لم يصلوا إلى الحقيقة المطلقة ، لان الحقيقة حق الجميع ، ولا نتجنب النقاش ولا نخاف ممن يريد أن يفكر بصوت عالي ، فلسفة الحياة هي الاحترام والتعايش مع الآخرين ، ويجب أن نعيش الواقع والتنوع لان الله سبحانه وتعالى خلقنا متنوعين بلغتنا وصورنا وأفكارنا ، وفي نفس الوقت أراد أن نتحاور ونتعايش مع بعضنا دون إلغاء الاخر ، لان هناك من المستكبرين  يفرض علينا أفكارنا وطريقة عيشنا من خلال ثقافة و سياسة  معينة ، ويشغلنا عن كل القواسم والمشتركات  التي نشترك بها ويصنع ؟ العقد والأمراض النفسية من شك وانهزاميه  وقلق مع من يعيش في دائرتنا الكبيرة ، لقد خلقوا من خلافاتنا مشاكل لنا وغرقنا بما نختلف فيه وبقينا بقعر البحر وامواج الصراعات  تنقلنا من وادي إلى جزيرة ومن جزيرة إلى وادي،  وعشنا همومنا على نطاق ضيق ولم نسمح ولم يسمح لنا أن نعيش همومهم؟ ولا  يعيشوا همومنا ونسينا قضيتنا !

في وقتنا الحاضر مطلوبا منا الانفتاح والنهوض بالمجتمع من خلال الحوار..

و تحتاج في البداية إلى وعي لمعنى الحوار والنقاش  في إنسانية الإنسان، بمعنى أن يتحسس الإنسان انتمائه في دائرة التعايش  في شخصيته الوجودية، وهو التفكير بأنه قابل للحوار وليس أفكارنا وأفكار الآخرين (خط احمر )، فإذا أنفتح وعيه على هذا التفكير، فإنّ من الطبيعي أن يتحرك فرداً أو جماعة أو أمة، نحو العناصر الأساسية المشتركة في الفكر وحركة الحياة،

عندما نفكر بهذه الطريقة،  فمعنى ذلك أننا اجتماعيين، نشعر بانتمائنا إليه ويتحسس انتماءه إلى المجتمع كله، من خلال هذا الربط بين الفرد والمجتمع و الذي نحن جزء منه.

وهكذا نتحرك بإحساسنا بوعي اتجاه الآخرين ، فان العقد والأمراض ستتساقط كلها  أمام هذا الوعي، وبذلك نشعر بالحرية أمام كل قوة الطغاة والمستكبرين  في العالم ، فلا يستعبدنا احد، فنعيش الحرية أمام العالم كله،  وكذلك لا نكون  عبيدا لعقدنا وأمراضنا النفسية،

وهكذا عندما ننطلق في وجودنا  الخاص، لأنتحسس قيمة الحوار والانفتاح في عقولنا، وكيف نجعل العقل حجتنا  عليّنا، ونحاسب من خلاله ،فيجب أن نطور عقولنا، وننميها ونجعلها تنفتح، مع حركتنا في كل ما يحتاجه هذا المجتمع، من مفردات هذا العقل، وعلينا ان نعمل على أساس أن يتفاعل هذا العقل مع عقول الآخرين، كما يتفاعل مع كل المرئيات والمسموعات والملموسات ، وان ينطلق في خط التأمل تارة وفي خط التجربة تارة أخرى فنكون عقلانيين في حوارا مع الآخرين ،

علينا أن  نأخذ بتجربة الآخرين في الايجابيات ونترك السلبيات  بالحوار والانفتاح ،

إن المجتمعات  أمامنا  كالصين، يبلغ عدد أفرادها ملياراً، وأكثر وهو عدد أفراد العالم الإسلامي في الوقت الراهن  ونجد أن هناك تكاملاً قد نناقش في بعض مفرداته أو علاقاته، . فإننا يمكن أن نفكر في الانفتاح، ونحن ليس بهذا العدد !!!؟؟؟

إن هذه المجتمعات التي تعيش بطريقة واقعية، تعي واقعية الطرح مع الآخرين، علينا أن نهيي الظروف الموضوعية لذلك. يجب أن نشير إلى نقطة أساسية أخرى وهي أن لا نتصور أن المجتمع  مثالي، لا سلبيات فيه، ولا منازعات ولا خلافات، أن  هذا المجتمع ليس مجتمع الملائكة ؟ وهي التي تتحاور ، وننسى أنهم بشر قابلين للخطأ والنقاش ، لذلك على الفرد أو الجماعة التقبل من الآخرين ،  

أيها الأحبة ...

لا يريدوا منا أن نتنفس الهواء الطلق وننطلق من دائرة صغيرة إلى دائرة كبيرة التي تتطلب منا أبراز هويتنا الحقيقة التي من خلالها نتحرك بها مع الآخرين ، يريدوا  أن نبقى بالكهوف والظلمات التي صنعوها لنا ونبقى في قعر الجهل والتخلف وعلينا  أن ننظر إلى الأمور كأصحاب مشروع واحد وقضية واحدة كما كان رسول الرحمة  ولو بنسبة معين ؟

ينقل عن بعض التجار عندهم مثل يقول (( عندما يرى التاجر الربح ينسى الخسارة ))

علينا أن نعيش مناخ الحوار

وان نتحاور وننفتح على بعضنا من اجل أن لا تأثر الخسارة على المستقبل لأنه ليس ملك لنا انه ملك الأجيال وهم الربح الحقيقي لقضيتنا.