غزة ومعركة الجبهة الداخلية
غزة ومعركة الجبهة الداخلية..
ودرس من العراق
رضوان سلمان حمدان
ولأن معركة غزة لم تنته ولا تزال تتفاعل على الساحة الدولية كلها بسبب طبيعتها المتميزة ونتائجها كذلك التي لم تكن في خيال المنظومة الدولية والتي أخبر عنها سيد المجاهدين رسولنا صلى الله عليه وسلم في وله المعجِز (يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق ، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ، قيل : يا رسول الله ! فمن قلة يومئذ ؟ قال لا ، ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، يجعل الوهن في قلوبكم ، وينزع الرعب من قلوب عدوكم ؛ لحبكم الدنيا وكراهيتكم الموت) صحيح
فقد عاكست الريح ما يشتهي الذين كانوا ينتظرون لحظة هزيمة المجاهدين لينقضُّوا على القضية الفلسطينية كلها وتُطوى صفحة فلسطين – في ظنهم -.
أقول للمختوم على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة: إن نبينا الذي لا ينطق عن الهوى يقول في حديثه المعجِز أيضا: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء فهم كالإناء بين الأكلة حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك. قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس) إسناده صحيح
ولقد اخترت ببعض التصرف موضوعا قيِّما للأستاذ عبد الرحمن الرواشدي يحسن الاطلاع عليه في هذا الباب ويمكن الرجوع إلى مصدره من هنا: التفاصيل .. وكالعادة عمدت لإثبات أحاديث في الجهاد من صحيح البخاري فضل الجهاد والسير مع بعض الشرح لابن حر العسقلاني في فتح الباري ؛ لنبقى في ظل الجهاد والاستنفار مع الفهم والوعي.
" إن الساحة الإسلامية عموماً والجهادية خصوصاً أحوج اليوم إلى مرجعية فاعلة ومؤثرة تجمع بين التمسك بثوابت الإسلام ومصالح الأمة واستقلالية القرار. وإزاء هذه الدعوة فإنني سأقف عند مسألتين ستؤثران على مستقبل العمل المقاوم في فلسطين عموما وغزة خصوصا وهما الأجندات الخاصة وراء الدعم للقضية الفلسطينية وتحديات ما بعد إعمار غزة.
هل تحقق في غزة نصر؟ تباينت الأجوبة حول هذا السؤال ، ما بين مقر ومنكر ومتحفظ ومراوغ.
ولكن السؤال الذي لا يمكن التحايل عليه هو : هل تحقق في غزة انجاز ؟
وأقول إن ما تحقق في غزة انجاز ونصر.
ومرجع ذلك يعود بعد فضل الله وتأييده إلى القوة الحكيمة لفصائل المقاومة وخاصة حماس ، والى القوة الإيمانية لأهل غزة أو من فيها إذ جمعوا بين قوة الإيمان وشعبه من الصبر والمصابرة والاحتساب وحسن التعامل مع الأزمات.
وإذا تعددت أوجه الانجاز الذي تحقق ، فان قيادة حماس أبت أن تغادر هذه الدائرة من غير إضافة انجاز يأتي امتدادا لما تحقق في الأيام الأربع والعشرين وما صاحبتها وما تلاها من مواقف.
ويتجلى ذلك بدعوة القائد المجاهد خالد مشعل إلى إيجاد مرجعية وطنية جديدة للمقاومة الفلسطينية، لتوقظ الناس من عدم الاكتفاء بانجازات الماضي والتشبث بها وقد أصبحت عثرة في العمل الجهادي اليوم ، ولا نستغرب التصريحات النارية التي ستنطلق من رمادها بعد طول سبات.
إن الساحة الإسلامية عموما والجهادية خصوصا أحوج اليوم إلى مرجعية فاعلة ومؤثرة تجمع بين التمسك بثوابت الإسلام ومصالح الأمة واستقلالية القرار.
وإزاء هذه الدعوة فإنني سأقف عند مسألتين ستؤثران على مستقبل العمل المقاوم في فلسطين عموما وغزة خصوصا وهما الأجندات الخاصة وراء الدعم للقضية الفلسطينية وتحديات ما بعد إعمار غزة.
أجندات الدعم:
الكل يعلم أن هنالك دعما للقضية الفلسطينية (ومنها فصائل المقاومة) ، دعم عربي وإسلامي ودولي ، ولكن مما لا ينبغي أن ينسى أن المقاصد وراء هذا الدعم متباينة ، لا تخرج عن أربعة :
- دعم دافعه الإيمان بان قضية فلسطين هي قضية العرب والمسلمين .
- ودعم تدفعه الأبعاد الإنسانية والالتزامات الأخلاقية العامة.
- ودعم ثالث من قبل من يريد أن يذكر اسمه من دول وقيادات ومنظمات وشخصيات.
- ودعم وراءه أجندات خاصة ، ترتبط بشكل مباشر وفاعل بمصالح أصحابها.
ونحن لا ننكر أن جميع هذه الصور لها تأثير على تعزيز الجبهة الداخلية الفلسطينية ولكن أشدها خطرا هو الدعم الذي وراءه أجندة خاصة ، والذي سيقف موقفا معرقلا لقيام مرجعية للمقاومة خاصة أن كانت بقيادة حماس .
إن الدعوة إلى إيجاد مرجعية للمقاومة سوف تلاقي من جهات الدعم آنفة الذكر معرقلات ، بما سيؤثر لاحقا سواء على دعوة المرجعية أو الجبهة الداخلية في غزة تجاه التحديات القادمة .
إعادة إعمار غزة:
والآن لنقف عند هذا التحدي وهي مسألة الإعمار أو إعادة إعمار غزة.
إن بعض المحللين ومنهم الأستاذ هيكل يحذر من معركة الإعمار في غزة ، وقد ألمح القائد خالد مشعل إلى ذلك إذ إن معركة غزة ما زالت مستمرة وستكون بأشكال أخرى.
ونحن إذ نؤيد ما سبق فإننا نحذر ليس من طبيعة هذه المعركة فقط ، وإنما من أية معركة عسكرية قادمة ( لا قدر الله) بعد مرحلة إعمار غزة ، فان الآثار التي سوف تتركها قضية إعمار غزة ( إن تركت "إسرائيل" الأمور تجري من غير عرقلة ) وان لم يحسن التعامل معها فسوف تجعلنا لا قدر الله نسمع كلاما من بعض أهل غزة ( بحق أو بغير حق) يؤثر على عظمة المشهد الذي ترسخ عنهم في أثناء حرب الـ 24 يوما وما بعدها، مثلما سيؤثر سلبا على إيجاد المرجعية للمقاومة الفلسطينية.
إننا في العراق ما زلنا إلى الآن نسمع من أهالي الفلوجة عن استغلال لأموال الإعمار وعن مفاضلات أساسها البعد الفئوي أو القرابة في تعويضات حرب الفلوجة الثانية (تشرين الثاني 2004).
لقد كان الإعمار مدخلا من مداخل إفساد الذمم وزعزعة العقائد ، وقد تمت محاربة المشروع الجهادي ككل وليس ( تنظيم القاعدة كما يزعمون ) على أيدي أراذل القوم في الصحوة والشرطة السرية ، فقد قـُتل المجاهدون في الفلوجة أو طردوا منها ، وتمت محاربة المناهج الإسلامية الصحيحة في المساجد والمدارس الإسلامية وفي الطرقات ، ثم كان له الأثر السيئ على تغيير خارطة القوى فيما بعد على الساحة العراقية( إضافة إلى عوامل أخرى ).
إن المال يفسد ما لم تستطع الأسلحة ( المحرمة وغير المحرمة ) إفساده وإن المال يهدم بسوء استخدامه أو طمع أهله البناء الداخلي إن لم يتم التيقظ للأمر ، وإذا كنت واثقا من قادة حماس ومن دينهم ، فان الخطر يكمن في اثر الأجندات الخاصة ، ومن يتبناها."
- وهي ما يلبس في الرأس من آلات السلاح - .
* عَنْ سَهْلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ جُرْحِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ فَقَالَ جُرِحَ وَجْهُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ وَهُشِمَتْ الْبَيْضَةُ عَلَى رَأْسِهِ فَكَانَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلَام تَغْسِلُ الدَّمَ وَعَلِيٌّ يُمْسِكُ فَلَمَّا رَأَتْ أَنَّ الدَّمَ لَا يَزِيدُ إِلَّا كَثْرَةً أَخَذَتْ حَصِيرًا فَأَحْرَقَتْهُ حَتَّى صَارَ رَمَادًا ثُمَّ أَلْزَقَتْهُ فَاسْتَمْسَكَ الدَّمُ.
فتح الباري: ولعل المصنف لمح بذلك إلى من نقل عنه أنه كسر رمحه عند الاصطدام حتى لا يغنمه العدو أن لو قتل , وكسر جفن سيفه وضرب بسيفه حتى قتل كما جاء نحو ذلك عن جعفر بن أبي طالب في غزوة مؤتة فأشار إلى أن هذا شيء فعله جعفر وغيره عن اجتهاد والأصل عدم جواز إتلاف المال لأنه يفعل شيئا محققا في أمر غير محقق .
* عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ قَالَ:
مَا تَرَكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا سِلَاحَهُ وَبَغْلَةً بَيْضَاءَ وَأَرْضًا جَعَلَهَا صَدَقَةً.
تفرق الناس عن الإمام عند القائلة والاستظلال بالشجر
* عَنْ سِنَانِ بْنِ أَبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيِّ أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَخْبَرَهُ:
أَنَّهُ غَزَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَدْرَكَتْهُمْ الْقَائِلَةُ فِي وَادٍ كَثِيرِ الْعِضَاهِ فَتَفَرَّقَ النَّاسُ فِي الْعِضَاهِ يَسْتَظِلُّونَ بِالشَّجَرِ فَنَزَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحْتَ شَجَرَةٍ فَعَلَّقَ بِهَا سَيْفَهُ ثُمَّ نَامَ فَاسْتَيْقَظَ وَعِنْدَهُ رَجُلٌ وَهُوَ لا يَشْعُرُ بِهِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ هَذَا اخْتَرَطَ سَيْفِي فَقَالَ مَنْ يَمْنَعُكَ قُلْتُ اللَّهُ فَشَامَ السَّيْفَ فَهَا هُوَ ذَا جَالِسٌ ثُمَّ لَمْ يُعَاقِبْهُ.
فتح الباري: قال القرطبي : هذا يدل على أنه صلى الله عليه وسلم كان في هذا الوقت لا يحرسه أحد من الناس بخلاف ما كان عليه في أول الأمر فإنه كان يحرس حتى نزل قوله تعالى ( والله يعصمك من الناس . قلت : قد تقدم ذلك قبل أبواب لكن قد قيل إن هذه القصة سبب نزول قوله تعالى ( والله يعصمك من الناس وذلك فيما أخرجه ابن أبي شيبة من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال " كنا إذا نزلنا طلبنا للنبي صلى الله عليه وسلم أعظم شجرة وأظلها فنزل تحت شجرة فجاء رجل فأخذ سيفه فقال : يا محمد من يمنعك مني قال : الله فأنزل الله : " والله يعصمك من الناس " وهذا إسناد حسن فيحتمل إن كان محفوظا أن يقال كان مخيرا في اتخاذ الحرس فتركه مرة لقوة يقينه فلما وقعت هذه القصة ونزلت هذه الآية ترك ذلك .
* عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي.
فتح الباري: هو طرف من حديث أخرجه أحمد عَنْ اِبْن عُمَر بِلَفْظٍ "بُعِثْتُ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ مَعَ السَّيْفِ وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلّ رُمْحِي وَجُعِلَتْ الذِّلَّة وَالصَّغَار عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ" وفي الحديث إشارة إلى فضل الرمح وإلى حل الغنائم لهذه الأمة وإلى أن رزق النبي صلى الله عليه وسلم جعل فيها لا في غيرها من المكاسب ولهذا قال بعض العلماء إنها أفضل المكاسب والمراد بالصَّغار بذل الجزية. وفي قوله "تحت ظل رمحي" إشارة إلى أن ظله ممدود إلى أبد الآباد. والحكمة في الاقتصار على ذكر الرمح دون غيره من آلات الحرب كالسيف أن عادتهم جرت بجعل الرايات في أطراف الرمح فلما كان ظل الرمح أسبغ كان نسبة الرزق إليه أليق وقد تعرض في الحديث الآخر لظل السيف كما سيأتي قريبا من قوله صلى الله عليه وسلم" الجنة تحت ظلال السيوف" فنسب الرزق إلى ظل الرمح لما ذكرته أن المقصود بذكر الرمح الراية ونسبت الجنة إلى ظل السيف لأن الشهادة تقع به غالبا ولأن ظل السيف يكثر ظهوره بكثرة حركة السيف في يد المقاتل ؛ ولأن ظل السيف لا يظهر إلا بعد الضرب به لأنه قبل ذلك يكون مغمودا معلقا .
ما قيل في درع النبي صلى الله عليه وسلم والقميص في الحرب
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُو فِي قُبَّةٍ اللَّهُمَّ إِنِّي أَنْشُدُكَ عَهْدَكَ وَوَعْدَكَ اللَّهُمَّ إِنْ شِئْتَ لَمْ تُعْبَدْ بَعْدَ الْيَوْمِ فَأَخَذَ أَبُو بَكْرٍ بِيَدِهِ فَقَالَ حَسْبُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَدْ أَلْحَحْتَ عَلَى رَبِّكَ وَهُوَ فِي الدِّرْعِ فَخَرَجَ وَهُوَ يَقُولُ: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ * بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ}القمر
* عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ:
تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ عِنْدَ يَهُودِيٍّ بِثَلَاثِينَ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ .
* عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَثَلُ الْبَخِيلِ وَالْمُتَصَدِّقِ مَثَلُ رَجُلَيْنِ عَلَيْهِمَا جُبَّتَانِ مِنْ حَدِيدٍ قَدْ اضْطَرَّتْ أَيْدِيَهُمَا إِلَى تَرَاقِيهِمَا فَكُلَّمَا هَمَّ الْمُتَصَدِّقُ بِصَدَقَتِهِ اتَّسَعَتْ عَلَيْهِ حَتَّى تُعَفِّيَ أَثَرَهُ وَكُلَّمَا هَمَّ الْبَخِيلُ بِالصَّدَقَةِ انْقَبَضَتْ كُلُّ حَلْقَةٍ إِلَى صَاحِبَتِهَا وَتَقَلَّصَتْ عَلَيْهِ وَانْضَمَّتْ يَدَاهُ إِلَى تَرَاقِيهِ فَسَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فَيَجْتَهِدُ أَنْ يُوَسِّعَهَا فَلَا تَتَّسِعُ.
فتح الباري: ومحل استشهاده أنه مثل بدرع الكريم فتشبيه الكريم المحمود بالدرع يشعر بأن الدرع محمود وموضع الشاهد منه درع الكريم لا درع البخيل وكأنه أقام الكريم مقام الشجاع لتلازمهما غالبا وكذلك ضدهما .
ما قيل في قتال الروم – من الفضل -
* عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ أَنَّ عُمَيْرَ بْنَ الْأَسْوَدِ الْعَنْسِيَّ حَدَّثَهُ أَنَّهُ أَتَى عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ وَهُوَ نَازِلٌ فِي سَاحَةِ حِمْصَ وَهُوَ فِي بِنَاءٍ لَهُ وَمَعَهُ أُمُّ حَرَامٍ قَالَ عُمَيْرٌ فَحَدَّثَتْنَا أُمُّ حَرَامٍ أَنَّهَا سَمِعَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْ وَسَلَّمَ يَقُولُ: أَوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ الْبَحْرَ قَدْ أَوْجَبُوا قَالَتْ أُمُّ حَرَامٍ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا فِيهِمْ قَالَ أَنْتِ فِيهِمْ ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ مَدِينَةَ قَيْصَرَ مَغْفُورٌ لَهُمْ فَقُلْتُ أَنَا فِيهِمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لا.
فتح الباري: قوله : ( يَغْزُونَ مَدِينَةَ قَيْصَرَ )
يعني القسطنطينية قال المهلب : في هذا الحديث منقبة لمعاوية لأنه أول من غزا البحر ومنقبة لولده يزيد لأنه أول من غزا مدينة قيصر فإنه كان أمير ذلك الجيش بالاتفاق ، وكانت غزوة يزيد المذكورة في سنة اثنتين وخمسين من الهجرة وفي تلك مات أبو أيوب الأنصاري فأوصى أن يدفن عند باب القسطنطينية وأن يعفى قبره ففعل به ذلك فيقال إن الروم صاروا بعد ذلك يستسقون به وفي الحديث أيضا الترغيب في سكنى الشام
وقوله " قَدْ أَوْجَبُوا " أي فعلوا فعلا وجبت لهم به الجنة .
* عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: تُقَاتِلُونَ الْيَهُودَ حَتَّى يَخْتَبِيَ أَحَدُهُمْ وَرَاء الْحَجَرِ فَيَقُولُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي فَاقْتُلْهُ.
فتح الباري: فيه جواز مخاطبة الشخص والمراد غيره ممن يقول ويعتقد اعتقاده لأنه من المعلوم أن الوقت الذي أشار إليه صلى الله عليه وسلم لم يأت بعد وإنما أراد بقوله " تقاتلون " مخاطبة المسلمين ويستفاد منه أن الخطاب الشفاهي يعم المخاطبين ومن بعدهم..
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا نِعَالُهُمْ الشَّعَرُ وَلا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ.
قَالَ سُفْيَانُ وَزَادَ فِيهِ أَبُو الزِّنَادِ عَنْ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رِوَايَةً صِغَارَ الأَعْيُنِ ذُلْفَ الأُنُوفِ كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ.
فتح الباري: وقوله " ذُلْفَ الأُنُوفِ " أي صغارها والعرب تقول أَمْلَحُ النَّسَاءِ الذُّلْفُ وَقِيلَ الذُّلْفُ الاستواء في طرف الأنف وقيل قصر الأنف.