المخطط الصهيو أمريكي في المنطقة 2

المخطط الصهيو أمريكي في المنطقة

– وثائق وتقارير–

تحسين أبو عاصي

– غزة فلسطين –

[email protected]

- الجزء الثالث -

كانت الجيوش العربية على أرض الكويت حاضرة وفاعلة بامتياز، ولكن هذه الجيوش أعجز من أن تدافع عن جنود مصريين يقتلون على أيدي القوات الإسرائيلية على الحدود المصرية الفلسطينية قرب مدينة رفح ، كما أنها أعجز ما تكون عندما تسمع عن مذابح الفلسطينيين في جنين ورفح ودير ياسين وجباليا ، وأفشل ما تكون عن تقديم المساعدة للشعب السوداني واللبناني والعراقي والكشميري والأفغاني .فأين هذه الجيوش من قضايا الأمة ، الصهاينة اليهود في كل يوم يقومون بمجازر ضد أهالينا وأبنائنا في فلسطين ، ينتهكون الحرمات ، ويدنسون المقدسات ، ويعتدون على المسجد الأقصى ، يبنون الجدار ، ويصادرون الأراضي ، ويشيدون المستوطنات ، حتى ابتلعوا أكثر من نصف الضفة الغربية ، يغتالون ويقتلون ، يعتقلون ويحاصرون ، ويفعلون كل ما يحلو لهم ، وما تملي عليهم برتوكولاتهم وكتبهم الصهيونية، ويحاصرون غزة ، ومن دون أن يحسبوا لهذه الجيوش أدنى حساب !  فلمن أعدت الجيوش العربية الجرارة ؟ ومن أجل من ؟ ولماذا تُشترى هذه الأسلحة الفتاكة ـ من مقدرات الأمة ـ بمليارات الدولارات لتكدس في مخازنها إلى أن تنتهي فعاليتها ؟ من المعني والمراد إرهابه من هذه الجيوش الجرارة ؟الجواب واضح : فهذه الجيوش لم تُعد من أجل أعداء الأمة ، وإنما من أجل قهر الشعوب وإذلالها ، من أجل إبادة أي حركة تمرد أو عصيان على سياسة النظام .كما أن هذه الجيوش أعدت لحماية وحراسة دولة اليهود ، فهم يعملون على مدار الساعة ، موظفين ككلاب حراسة أوفياء ، يحرسون حدود دولة إسرائيل ، من أي هجوم أو عمل فدائي يقوم به المجاهدون الأحرار .والويل كل الويل لهذه الجيوش الجبانة لو استطاع مقاتل أن يتسلل من بينهم إلى دولـة الصهاينة اليهود ، حيث ترى جميع القوى العميلة الخائنة تستنفر بكل قواها كالكلاب المسعورة ، يتوعدون ويهددون من كان سبباً في هذه الخروقات الإرهابية ، ليؤكدوا من جديد للصهاينة المغتصبين أننا لا نزال نعمل بوفاء وإخلاص على ثغور دولتكم ككلاب حراسة وصيد ، على أكمل ما يكون العمل وتكون الحراسة .

 في إحدى الدول العربية ، يسجن المرء بتهمة الانتماء للإسلام ، لأنه يصلّي في المسجد، أو لأنه أطلق لحيته ، فيؤخذ بعد عذاب لا يعلم مداه إلاّ الله ثمّ يصار به إلى السّجن ، و تبدأ معاناة أهله في الخارج ، حيث قال وزير دّاخليّة إحدى الدول  العربية: سنتابع الإسلاميين وسنحاصرهم حتّى تضطّر نساؤهم إلى الأكل بأجسادهن . وفي الدول العربية والإسلامية أيضا يلقى الوزراء الإسرائيليين كل الحفاوة والتكريم ، ويزورون برفقة ذويهم بيوتهم القديم ، مسقط رأسهم ، الذين هاجروا منه إلى فلسطين ، فحيّا الله الشهامة العربية الأصيلة ، التي لا تنسى أن ملايين الشعب الفلسطيني يُعذّبون على أيدي من استقبلتهم على أرضها بشهامة وبكرم العربي الأصيل !! .اتصالات رسمية سرية تجري  مع الكيان الإسرائيلي  وجميع الحكام العرب ، لفتح ممثليات إسرائيلية .، ومئات ملايين الدولارات في بنوك أمريكا والدول الغربية ، بأسماء الأميرات والأمراء ، في نفس الوقت الذي تنتشر فيه بيوت الصفيح والشعر واللبن داخل الأحياء الفقيرة والنائية . في مناطق واسعة من العالمين العربي والإسلامي وتيرة البطالة والفقر ارتفاعا متزايدا ملحوظا في دولة من أعظم دول العالم تصديرا للنفط ، وقواعد القوات الأمريكية جاثمة على ترابها  ومياهها .حاخام يهودي يصرح أنه لأول مرة ومنذ أكثر من ألف وثلاثمائة عام ، ينفخ اليهود في البوق ( يصلّي ) على أرض الجزيرة العربية .حاكم عربي يعلن وبصورة رسمية بأن بلاده قررت رفع المقاطعة الاقتصادية عن إسرائيل . المبادرة السعودية التي نصت على التطبيع الكامل والشامل مع الدولة العبرية مقابل السلام ، ماذا كان رد رئيس الوزراء الإسرائيلي ارئيل شارون عليها ؟ كان رده مذلا : فقد أمر جيش احتلاله باجتياح الضفة الغربية، أما وزير حربه آنذاك ، بنيامين بن اليعزر ، فقد صرح بان المبادرة السعودية هي اكبر انجاز حققته الحركة الصهيونية منذ تأسيسها.

لقد ضاعت الإجابات ، كما تاهت الأسئلة أمام تراخي الهمم ، وزيف الأقلام وفتور الأداء والخوف على الامتياز والمصالح ، فوصلنا إلى تلك النتيجة أو الظاهرة ، ثم أنه ليس أمامنا غير السباب والشتائم واللعنات ، ونثور ونغضب ونحزن وندين ونستنكر ، وما انتهت مناديلنا من مسح الدموع .في مؤتمر صحفي مع شارون بعد هزيمة - 1967 – يسأله أحد الصحفيين : لماذا اتبعتم نفس خطة – 1956- في اجتياحكم للأراضي العربية ؟ أجاب شارون قائلا : كنا واثقين أن ألعرب لا يقرؤون وإذا قرؤوا لا يفهمون ، ( انتهى كلام شارون ) وكأن الأمة العربية لا مكان لها بين الأمم .

- الجزء الرابع -

ومن ناحية أخرى : بن جوريون يقول حول الأرض : ليس هناك حل..الأرض واحدة ولا يمكن تقسيمها ، والصراع على الأرض بين أثنين ، وهى لابد أن تكون لأحدهما فقط، ولابد أن يكون الشعب "الإسرائيلي" هو الذي يحصل على هذه الأرض بمفرده .

واقتباسا من مقال بعنوان المخطط الأمريكي لإبادة المسلمين بقلم الكاتب مجدي إبراهيم محرم : كتاب مايكل إيفانز " ما بعد العراق ، النقلة الجديدة" جاء فيه : أنّ قيام إسرائيل افتتح حياة الجيل الأخير قبل أرماجدون" (هرماجدون). ثم جاء احتلال كامل أرض فلسطين في 67 ليؤكد هذه النبوءة" ، كما ينقل عنه عاقداً الصلة الأبدية المتجددة بين بابل وأورشليم ، الأولى هي الظلام ، الثانية هي النور، دمار الأولى شرط انبعاث الثانية ، هكذا ورد في العهد القديم حيث ذُكرت بابل (العراق) لا أقل من ثلاثمائة مرة بصفتها أرض الخطيئة الأولى، والتجسّد الشيطاني الأول وجاء في هذا الكتاب المثير : "لا مهمة مقدسة أكثر من الانصراف إلى تحضير أرماجدون ، ولا يكون ذلك إلا بتمكين اليهود من أرض فلسطين كلها ، ولو كان ذلك عبر مواجهات لا حدود لها مع المسلمين "الذين نستطيع تحرير أرضهم لا تحرير قلوبهم" ، ولكن لا مشكلة في ذلك طالما أن الوقت بات يُقاس بالسنوات". وبأنّ الفلسطينيين، " أبالسة. إنهم، بمجرد وجودهم حيث هم، حاجز في وجه رغبات الرب ، وعلى الرئيس جورج بوش، الذي يكنّ له مايكل إيفانز كل مودة وإعجاب ، أن ينفذ تعاليم الرب كاملة ، ويضيف قائلا : التوراة هي "خريطة الطريق" الوحيدة ، وهي كذلك لأنها ترفض عودة أي فلسطيني وتطالب ، على العكس، بالترحيل ، ولأنها تشرّع الاستيطان، ولأنها تسخر من أن الضفة الغربية محتلة ، ولأنها لا تجيز إعطاء أرض الميعاد لإرهابي مصري اسمه ياسر عرفات ، ولا لنسخة معدلة عنه اسمها محمود عباس ، ولا يتردد إيفانز في تهديد بوش : إن لم تفعل ما أقله لك فإنك تكون ميالاً إلى السياسة على حساب النبوءة".

ومن الجدير ذكره أن عشرات الملايين من الأميركيين يعتنقون أفكاراً مشابهة. وهم القاعدة الشعبية الحيوية للحزب الجمهوري .

ويقول عن بنيامين نتنياهو، بوصفه "مهندس العلاقة من الجانب الإسرائيلي مع الأصوليين المسيحيين" قوله "إنّ مايكل إيفانز مقاتل من أجل الحرية في عالم مظلم وضيِّق الأفق .

 لقد برهن عن الوضوح الأخلاقي الضروري للدفاع عن إسرائيل ضد أكاذيب وادعاءات أعدائها ، وأظهر حق الشعب اليهودي في أرض إسرائيل".

آرائيل شارون عبّر عن تقديره الشخصي لإيفانز في رسالة رسمية ، وكذلك فعل أيهود أولمرت .

ليس صدفة ، والحالة هذه ، أن يختار بوش مسئولا عن الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي ، اسمه إليوت أبرامز ، فهذا الأخير اختص بالكتابة في موضوع التحالف الضروري بين اليمين الأصولي المسيحي ، ومؤيدي إسرائيل في أميركا ولقد كان هذا التحالف ، مع غيره ، قوة دفع رئيسية في اتجاه الحرب الأخيرة ، وهو لا يزال يعمل تحت شعار أن العراق هو البداية ، وأنه لا بد من نقلة جديدة إلى يوم القيامة .( انتهى الاقتباس من المقال )

ما هو المصير ؟ إلى أين ستصل بنا الأمور ؟ هل سنظل نشكو العجز والضعف ؟ هل سيأتي اليوم الذي يرفرف فيه العلم الإسرائيلي على جميع عواصم ومدن العالمين العربي والإسلامي ونحن نواجه سياسة إبادة  ؟

ومن ناحية ثالثة : العالمين العربي والإسلامي يعيشان في تخلف وضياع ، ولتوضيح ذلك بالأرقام : 1.3

 مليارد عربي ومسلم يعيشون في 57 دولة لا ينتجون نصف ما تنتجه ألمانيا وحدها ، علماً بأن هذه الدول الـ 57 تمتلك ثلاثة أرباع الاحتياطي العالمي ، من موارد الطاقة ، إضافة إلى امتلاكها لأكثر من ربع الاحتياطي العالمي للموارد الطبيعية الأخرى ، والحكام لا ينفقون على مجالات البحث العلمي سوى نسبة ضئيلة ، لا تصل إلى 0.2% من إجمالي الناتج القومي لهذه البلاد .التطبيع مع الدولة العبرية يسير بوتيرة سريعة ، الباكستان وأفغانستان واندونيسيا وموريتانيا ، وما يزيد عن عشر دول عربية ، وليذهب الفلسطينيون إلى الجحيم ، ولتسقط كل قضايا الأمة العربية والإسلامية ، ولا يهم أحد أعداد القتلى والجرحى والمعتقلين والمهجر ، يذكر تقرير التنمية البشرية للأمم المتحدة  2003 أن الأمية في العالم العربي نسبتها من 30 – 90  % . فكيف سيكوم حالهم في سنة 2020 عندما يكون تعدادهم 514 مليون نسمة .فهناك ما يزيد على 60 مليون عربي أمي ، كما أن هناك حوالي 9 ملايين طفل لا يتلقون التعليم الابتدائي .

كما ذكر التقرير أن نحو 30 % من الأطفال في الفئة العمرية الموازية للمرحلة الابتدائية ، خارج جدران المدرسة في الوطن  العربي ، ومن المتوقع أن تصل هذه النسبة عام 2025 إلى 50 % ، عدا عن النسب العالية التي سوف تتسرب من مراحل  التعليم المختلفة ، و بلغت نسبة المتسربين عام 1985 - 1987 نحو 27 % من تلاميذ المرحلة الابتدائية في  البلاد العربية ، ومن المتوقع أن تصل هذه النسبة إلى 50 % عام 2010. وبالنسبة للإنتاج العلمي . فهناك تقارير تشير إلى أن عدد النشرات العلمية في الوطن العربي تصل إلى حوالي 15 نشرة لكل مئة مواطن . في حين أن عدد النشرات العلمية لكل مواطن في أمريكا 1020 نشرة ، وفي فرنسا 450 نشرة . يستورد العالم العربي الغذاء بما يزيد عن 130 مليون دولارا سنويا ، في الوقت الذي تكفي أراضي السودان وحدها لإطعام العالم العربي بأسره .

 كشف التقرير العام للأمم المتحدة للتنمية الإنسانية لعام 2002 عن أن العالم العربي الذي يشمل 280 مليوناً ، يعاني من نسبة البطالة هي من أعلى النسب في العالم ، ويذكر التقرير أن معدل نمو دخل الفرد العربي خلال العقدين الماضيين ، هو الأقل في العالم ، باستثناء جنوب الصحراء الأفريقية. وإذا استمر هذا الحال ، فسيكون المواطن العربي بحاجة إلى 140 عاماً ليضاعف دخله . فالناتج الإجمالي للعالم العربي في عام 1999 بلغ 531.2 مليار دولار ؛ أي أقل من الناتج الإجمالي لأية دولة أوروبية متوسطة النمو مثل اسبانيا أو هولندا . وأن زيادة فرص العمل في بعض الدول العربية لم تكف لمواكبة زيادة اليد العاملة، حيث يدخل كل عام إلى سوق العمل ستة ملايين عامل جديد ، وتعتبر هذه النسبة الأعلى في العالم . كما تعتبر البطالة في العالم العربي التي تصل اليوم إلى 15  ٪من أعلى النسب ، ويعتقد أنها سترتفع إلى 25  ٪بعد عشر سنوات بسبب عدم توسيع سوق العمل لاستيعاب الأيدي العاملة.   وتقول ريما خلف الأمين المساعد العام للأمم المتحدة ، أن النساء العربيات ما زلن يمثلن٪ 25 من مجموع القوى العاملة العربية. وهي الأدنى في أية منطقة بالعالم .  وحصتهن في الناتج المحلي الإجمالي لا تزيد عن٪ 21من حصة الذكور، وتبلغ نسبة الأميات٪ 13 من حجم الأمية التي تشمل 68 مليوناً من السكان في المنطقة العربية (التقرير العربي الأول عن المرأة العربية والتنمية 2001 ، مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث).الاستهلاك المسعور للزينة والتجميل والمجوهرات. (زاد حجم استيراد الساعات والمجوهرات والعطور ومستحضرات التجميل في الكويت بنسبة 61 ٪في 2004 مقارنة بالعام 2003، ليبلغ 440 مليون دولار. ويبلغ معدل الإنفاق اليومي على هذه السلع 2 و1 مليون دولار، وهو معدل يعد من بين الأعلى في العالم، جريدة "القبس"، 26/9/2005). وتنفق النساء الخليجيات سنوياً نحو 1.7 مليار دولار سنوياً على مستحضرات التجميل (رضا حماد، متحجبات يتزينَّ بالمليارات) وأذكر أن الفيلسوف الفرنسي المسلم المعروف روجيه جار ودي قال مرة : إن العرب يستوردون عطوراً أكثر مما يستوردون محاريث زراعية. ( يتبع )