(الفلاشا).. لم يجدوا في "الجنة" سوى الاحتقار!!!
(الفلاشا).. لم يجدوا في "الجنة" سوى الاحتقار!!!
وديع عواودة ـــــ الخضيرة
الإثنين 04/05/2015 م
تواصل غضب المهاجرين اليهود من أصل إثيوبي في (إسرائيل)، واصطدموا مع الشرطة في قلب تل أبيب الليلة الماضية خلال احتجاجهم على الممارسات العُنصرية ضدهم، بعد احتجاجات مشابهة لهم في القدس المحتلة يوم الخميس فجرها اعتداء رجل شرطة على جندي إثيوبي!
ورفع المتظاهرون في ميدان "رابين" بقلب تل أبيب لافتات تُندد بالعنصرية وتدعو إلى مساواة الإثيوبيين ودمجهم في المجتمع الإسرائيلي، وهتفوا ضد الشرطة واتهموها بالعنصرية والعدوانية تجاههم. وتحولت المظاهرة إلى مواجهة مع الشرطة الإسرائيلية التي استخدمت الهراوات والخيول والقنابل الصوتية والغاز ضد متظاهرين رجموها بالحجارة، وأُصيب العشرات من الطرفين!
فقر وبطالة
وتفتح تلك الواقعة وضع اليهود الفلاشا في (إسرائيل) والذين يبلغ عددهم نحو 140 ألفاً موزعين على 19 بلدة، ويعيشون في أحياء فقيرة ومهملة ومدن من الصفيح على أطراف المدن القائمة، كما هو الحال في مدينتي "الخضيرة" و"العفولة"، حيث تتزايد نسبة المعتقلين الجنائيين بينهم وتبلغ نحو 40% خصوصاً من الشباب الذين يُعانون الفقر والبطالة!
وقال (يائير عاليمو) ـــــ 30 عاماً ـــــ المقيم في "العفولة" للجزيرة نت إنه يبحث عن عمل منذ عامين دون جدوى، وأن عائلته المكونة من تسعة أفراد تُكابد فقراً صعباً، مضيفاً "أرباب العمل يُفضلون العمال البيض، أما السـود فلا يحظون برعايـة الدولـة". كما يشكو من تفشي العنصرية في مختلف مناحي الحياة داعياً للتنبه للبنى التحتية المتآكلة في حي "عفولة عليت" الذي يعيش فيه!
وتتكرر الشكوى على لسان (شيمعون ألاما) ـــــ 49 عاماً ـــــ المقيم في حي "الغفعاه" في "العفولة" الذي يُعاني أيضاً من الإهمال وفقدان مصادر العمل وخدمات الرفاه والصحة، ويقول (ألاما) إن أكثر ما يُضايقه هو "الإهانـة التي يتعرض لها أبناؤه في المدرسـة من زملائهم الإسـرائيليين الذين يُعاملونهم باسـتعلائيـة وازدراء"!
ويُضيف متحدثاً بلغة عبرية سليمة إنـه كان طفلاً حينما شـارك ذووه بالسـير على الأقدام من إثيوبيا حتى السـودان طيلـة أسـبوعين، وناموا على الطرقات حتى نقلتهم خلسـة طائرات إسـرائيلية للبلاد، "وكنا نعتقد أننا في الطريق إلى "جنـة عدن" ولم نتخيل مواجهـة هذه العنصريـة والاسـتخفاف، ولذا أحن اليوم إلى موطني الأول رغم قسـوة المعيشـة هناك"...!!!
عنصرية
أما المسنّ (مامو غواتشا) ـــــ 75 عاماً ـــــ والمقيم في "الخضيرة" داخل حي مهمل، فيرى "أن العنصريـة تبقى أخف من الجوع والعطـش"، لذلك يسـتبعد فكرة العودة إلى إثيوبيا، لكنـه يُشـير إلى فقدانـه الشـعور بالانتماء والمعاناة من الإقصاء من قبل الإسـرائيليين الذين يرفضون مجاورتهم وتأجيرهم شُـققاً، وأحياناً عدم تشـغيلهم!
لكن رئيس حزب "ميرتيس" المعارض (إيلان غيلؤون) فيعتبر "ما يتعرض لـه الفلاشـا عارضاً لتفشـي العنصريـة في (إسـرائيل) التي سـعت جاهدة لاسـتقدامهم وأهملت اسـتيعابهم"، مضيفاً أنـه يتفهم احتجاجهم في تل أبيب والقدس ويتهم الشـرطـة بـ"اسـتخدام قوة مُفرطـة ضد العرب والمتدينين الأصوليين أيضاً، ودون هذه الضجـة لن يلتفت لهم أحد في (إسـرائيل) ولن تتغير أحوالهم المعيشـيـة، فهي لا تفهم إلا لغـة القوة في كثير من الأحيان"!
يُذكر أن هجرة يهود (الفلاشا) إلى (إسرائيل) بدأت مبكراً، لكن أغلبيتهم وصلوا في عمليتي "موسى" عام 1984 و"سليمان" عام 1991، حينما نُقلت آلاف منهم عن طريق السودان بتنسيق سري من جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الـ (موساد)...!!!