وأخرى على عنادها
وأخرى على عنادها!
زغلول عبد الحليم
أي صدفة وأي عشوائية وأي انفجار ؟ إنها حماقة الكفار ! تشكلت منظومة القيم الغربية على المفاهيم الوثنية اليونانية / الرومانية وغرق العقل الأوربي الحديث حتى أذنيه في ركام من الزيف والخبل العقلي خاصة فيما يطلق عليه العلوم الإنسانية ولم يسلم منهج البحث التجريبي من الخلل أيضا كنتيجة من نتائج المفهوم المادي أي أن المادة كل شيء، ورغم أن بعض العلماء من الغرب سواء في العلوم الإنسانية أو العلوم الكونية المتعلقة بالبحث في الظواهر الكونية من خلال المشاهدة والتجربة قد أثبتوا بالأدلة فساد النظرة المادية فليست المادة هي كل شيء ولنا في كتابات جارودي، وبوكاي، امثله رائعة ولكن لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
الأول: رجاء جارودي الفيلسوف الفرنسي.
الثاني: موريس بوكاي الجراح الفرنسي
الثالث: جيفري لانج عالم الرياضيات الأمريكي
عقول وجهتها الفطرة حين خاطبوها !! وعقول ظلت على عنادها وأنهت حياتها بالانتحار أو انتهت بالجنون والعياذ بالله.
وأذكر أن (نكيتا خرتشوف) أهدى (جاجارين) قطعة قماش فاخرة يوم عودته من رحلته في الفضاء: فقال الله !! ولم يعقب خرتشوف !! إنها الفطرة التي ركبها الخالق في كل مخلوقاته.
التناسق، التناغم، الدقة، وسبحان الله العلي العظيم. أي صدفة وأي عشوائية وأي انفجار ؟! إنها حماقة الكفار !!
إن مجرد السؤال عن أين الله، هو اعتراف بوجود الخالق سبحانه وتعالى ! تناقض وحماقة كما يقول العالم الكبير الدكتور مصطفى محمود، فوضى عقلية انتجها علم الكلام وأهله وهو ما تلقاه عقل المسلم من وثنية الأغريق والرومان عن طريق الترجمة لكتبهم ونقل أفكارهم إلى العقيدة بطريق الخطأ فالتبس الأمر على الناس وتضخم علم الكلام وسد على الأمة الطريق السليم وصار عقبة في طريق الأمة نأمل أن يخلصنا العلماء الكبار من فساده.
يأسف العالم الكبير الدكتور مصطفى محمود على ما فاته بقوله (لو أني اهتديت إلى الفطرة لقادتني إلى الله) ويأسف أيضا أن قراءاته الأولى كانت لشبلي شمل وسلامة موسى !! مأساة أن يفقد الصبي في مقتبل عمره التوجيه إلى ما يشكل وجدانه على النحو السليم. وما الذي شحن كتب سلامة وشبلي شمل إلى مكتبة البلدية بطنطا وغيرها في هذا الوقت الباكر ؟! إنه العصف المبكر بخصائص الأمة والذي بدأ بعصر محمد علي بوابة التعريب التي دخلت منها أفكار "فرويد" المهووس بالجنس الذي جعله الحاكم للتصرفات في الواقع والأحلام ونسينا مع (نظرياته) الجهنمية علم النفس القرآني وصار (لفرويد) اليهودي النمساوي أكبر الأثر في الأدمغة واحتل (فكر) جامعاتنا مع كل الأسف !
كما احتل دور كاييم وماركس ونيتتيشه عقول (النخبة!!) في عالمنا المسكين ولا حول ولا قوة إلا بالله.
لا تزال الأمة الكبيرة تعاني من سيطرة المفاهيم المضللة على العقول في المدارس والجامعات والمعاهد العلمية المتخصصة ومراكز البحوث وغيرها لوجود طبقة من حملة (النظريات) الغربية التالفة في مختلف فروع الإنسانيات بالذات تدافع بشراسة عن (أفكار) ما يطلق عليهم كتاب (التنوير) وهم دعاة الإلحاد والتمرد والهوس العقلي.
إنهم المدافعون عن فجور "فرويد" ! بل أن بعضهم يضعه على القمة فيقول (رائد علم النفس التحليلي السريري !!) ولا نزيد !!
لقد سقطت المفاهيم المادية وانتهى أمرها والحديث عنها تفاهة وبلاهة وتخلف عقلي. الأمر أوضح من أن يعرف. إنها الفطرة التي أودعها الله في قلوب المخلوقات.
كل المخلوقات تسبح بحمد ربها ولكن لا تزال الأقفال على القلوب ! أمتنا الغارقة في (نظريات) فرويد لابد لها أن تعود إلى (علم النفس القرآني) العلم الحقيقي مصدره الخالق وحده أما نصف العلم أو ربعه فيمكن لأي ساقط أن يقدمه !! قد تكون هناك بعض (النظريات) التي يثبت صحتها ويؤكدها كتاب الله فيكون الأمر قد انتهى بالنسبة لها ولكن سيظل العلم الإلهي هو الحاكم والمسيطر إلى يوم الساعة.
لن تنفعنا توجيهات الغرب بالاهتمام "بابن عربي" والنظام والسهر وردي والحلاج والخلاف الذي كان بين سيدنا على كرم الله وجهه وسيدنا معاوية رضى الله عنه، لن يستقيم أمرنا إلا بالمنهج الذي قاد الأمة طوال (15 قرن) وسيظل حتى قيام الساعة هو القادر وحده على تنشيط حياتها وإعادة فاعليتها.
لن يكون لنا قيام إلا بالبحث الجاد في علوم الفيزياء والكيمياء والرياضيات التي تفتح مغاليق الكون ولا يمكن (لبحث) في الأزارقة أو القرامطة أو ابن الأشعث يعيد إلى الأمة مجدها.
العالم المتقدم ينظر إلينا نظرة (…) لأننا نأكل ونلبس ونتوادي من صنع يده فهل أصبحنا بلا قيمة ؟!!
لأنه خاطب الفطرة فهداه الله إليه، وأخر هجر الفطرة بل رفضها وذمها فظل على عناده وانضم إلى محبي الأصنام عن طيب خاطر في انتظار ما لا يأتي !
ولأن سيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام خاطب الفطرة بتوجيه وجهه لرب العالمين، فهداه الله إليه.
نعم، مخاطبة الفطرة أول الطريق وعلى كل معاند ألا يظل طويلا في انتظار ما لا يأتي.