التحالف الصهيوني- الفارسي
التحالف الصهيوني-الفارسي يسعى لتحقيق مشروع مشترك..وهو إعادة ترسيم الحالة العالمية..وفقاً لما كانت عليه قبل الإسلام..حيث كان يهيمن على العالم إذاك إمبراطوريتان(الفارسية والرومانية) فهما القطبان العالميان الوحيدان يومئذ..وسادت بينهما حروب طاحنة لأزمنة مديدة..من أجل الهيمنة والاستئثار بالسيادة العالمية..وجاء الإسلام وأعاد تشكيل العالم على أساس نظرية الاستخلاف الرباني للإنسان في الأرض..التي ترتكز على أنسنة القيم والمصالح دون تمييز..وأن الأرض سكن البشرية جمعاء..وأن خزائنها ملك للجميع..وأن العدل أساس التعامل..وأن التعاون والتنافس منطلق السير الآمن بين الثقافات..وحكمت هذه القيم السامية الأرض قروناً عديدة..وحصل خلل وتراجعت نظرية الاستخلاف..وبرزت نزعة الحنين للأمجاد عند ورثة الفرس والرومان..وبدأ الصراع بين المسلمين وورثة الأمجاد الغابرة(من فرس ورومان) ولإيمان الفرس والرومان الراسخ..بأن المسلمين رغم تعدد اقوامهم وأعراقهم استطاعوا التغلب على إمبراطوريتي أمجادهم..بسبب قوة الدين الذي أمنوا به وحملوا رسالته..وأن لا سبيل لقهرهم واستعادة الأمجاد منهم..إلا بتبني دينٍ يواجه دينهم ويصارعه ويقهره..فاعتجرت الصهيونية العالمية(ممثلة للرومان) القبعة اليهودية..وصنع الفرس نظرية الإمامة المعصومة..لمواجهة نظرية الأنسنة التي ساد بها المسلمون..واعتجروا عمامة التشيع للإمام المعصوم..في مواجهة أتباع من ناصبوه العداء..واختطفوا بزعمهم حقه الرباني المقدس(أي أهل السنة) وهكذا زرعوا جذور تصنيف مقيت مفتعل(سنة وشيعة) في أوساط المسلمين..والحقيقة الراسخة بفهمي:لا الصهيونية تريد اليهودية ولا تؤمن بها..ولا الفرس يريدون الإسلام ولا يؤمنون به..والمسلمون واليهود هم اليوم ضحايا المشروع الصهيوني-الفارسي..والقوى العالمية في سياق الصراع الدائر بينها من أجل الهيمنة السياسية والاقتصادية..وجدت في المشروع الصهيوني-الفارسي مركباً مريحاً وناجعاً..لتحقيق غايتهم عبر ارتهان إرادات الشعوب المتوحلة بمستنقعات الصراع الديني المتفاقم بينها..هذا هو جوهر حركة الصراع الدائر في العالم..وهذا هو مصدر حروب الشطرنج الطاحنه في أكثر من مكان..فمن لا يتقن فنون حروب الشطرنج السياسي والعسكري..ولا يحاول أن يتعلمها..فينبغي أن يدرك تماماً وبعمق..أنه سيبقى يدفع فواتير باهظة الكلفة..من أمنه وسيادته ومستقبل ووجوده..خدمة لمصالح فارس من فرسان حروب الشطرنج المتأججة..فهل من مدكر..؟؟؟؟!
وسوم: العدد 627