دينُ اللَّهِ واحدٌ
كتبتُ علَى التوتير التغريدةَ التاليّةَ:(منَ الخَطأ العقديِّ الشائعِ استخدامُ عِبارةِ الأديِّانِ السماويِّةِ..فالدينُ السماويُّ واحدٌ فقط..بشرَ بِه الأنبياءُ والرسلُ وفقَ أحوالِ زمَانِهم) فاعترضَ بعضُ الزُملاءِ منَ المُتابعين..فأرسلتُ إليهم الردَ كما في هذه الرسالة..واللهُ المستعانُ وهو سُبحانَه الهَادي إلى سَواءِ السبيلِ.
السلامُ عليكمُ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه..وبعد:
فأشكرُ لَكم كريمَ تواصلِكم ..وأبسط بين يديكم التوضيح التالي:فَلا يَخفى علَى جليلِ علمِكم أنَّ الدينَ هو الاعتقادُ..واللهُ تَعالى يُطلبُ منْ عبادِه (الجنُ والإنسُ) الاعتقادَ بأنَّه اللهُ الربُ الواحدُ الأحدُ لا شريكَ لَه لقوله تعالى:"وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا"وأرسل سبحانه رسله للنَّاس بهذه الحقيقة المطلقة لقوله تعالى:"وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ"والرسل جميعاً عليهم الصلاة والسلام جاءوا ليبشروا الخلائق بهَذه الحقيقةَ المُطلقةَ التي جاء رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم بكمالها وتمامها..فكل رسول خاطب قومه وطالبهم بما بُعث به من رب العالمين سبحانه:"يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ"أمَّا الشرائعُ فَهي قوانينُ اللهِ لتصريفِ شؤونِ الحياةِ في كل زمان ومكان..لذا كانت الشرائع متعددة..لكل رسول شرعته التي بُعث فيها إلى قومه..فالاعتقادُ بإلوهيِّة الله وربوبيِّته جلّ جلاله أمر واحدٌ..والشرائعُ متعددةٌ..فهناكَ فرقٌ بينَ أنْ نقولَ:(أديانٌ سماويِّةٌ) و( شرائعٌ سماويِّةٌ) فالعبارةُ الأولى غيرُ صحيحةٍ لأنَّ دينَ اللهِ واحدٌ لقوله تعالى"إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ"أمَّا الثانيةُ فصحيحةٌ ومؤكدةٌ لأنَّ شرائعَ اللهِ متعددةٌ لقوله تعالى:"لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً"وعبارةُ (الإسلامُ) هي مُسمّى دينُ اللهِ الواحدِ لقوله تعالى:"هُوَ (أي اللَّهَ تَعَالَى) سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ"وفي حِوارِنَا معَ الفاتيكانِ وبَاقي الكنائسِ اتفقنَا علَى أنَّ:الحقيقةَ الربانيِّةَ واحدةٌ مُطلقةٌ لا تتعددُ..ولكنَّ فهمَ النَّاسِ لَها متعددٌ..طبعاً الأمرُ فيه تفصيلٌ وبيانٌ تجدونه في كتابي (مسيرةُ الحوارِ في التاريخِ المُعاصرِ) وفي كتابي ( شُركاءُ لا أوصياءُ) فَفيهما وهما متاحان مجاناً..ولَكم خالصَ التحيةِ والتقديرِ
وسوم: العدد 629