الهجرة الغير شرعية ، و الإرهاب وجهان لعملة واحدة
الحقيقة المفزعة
بعض الأقطار العربية التي ثارت شعوبها و نجحت في تغيير حكامها الطغاة ،موجة الهجرة الغير شرعية من طرف البعض من شبابها الذين فيهم من سافر الى مناطق التوتر بتعلة الجهاد و انخراط بعضهم في تنظيمات ارهابية ، و أن جل الشباب العربي و حتى من افريقيا يقبل خاصة على الهجرة الغير شرعية لأسباب تعود لظروف اجتماعية و افتقادهم لإسلوب العيش الكريم في أوطانهم و مضايقتهم من قبل حكوماتهم سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، هربوا طلبا للنجاة بأرواحهم، وللحلم بحياة أفضل حيث فرص العمل الوفيرة والمردود المالي الجيد قياسا مع اقتصاد بلدانهم المتدني.
الهجرة إلى أورباء أو الذهاب الى المناطق الساخنة التي فيها توترامني بتعلة الجهاد يعتبرهذا تصرف غير شرعي، وكل هذه يلقي بظلاله على
الاوضاع الداخلية للدول العربية منها والافريقية. ذلك ان اضطهاد الانسان في شتى ميادينالحياة يدفعه عادة للهروب تاركا وراءه وطنه وعائلته و أهله وذكرياته و أحلامه أملا منه بتحقيق ذاته في وطن آخربديل ، بيد ان هذا الحلم سرعان ما يتناثر ويذهب أدراج الريح،
اما على يد خفر السواحل، أو على كف الموت حين تحمله موجة عاتية تضرب قارب العبورإلى الضفة الاخرى، ضفة الموت المحقق و لذلك سميت قوارب الموت، أو ينخرط في تنظيم ارهابي يمارس فيه كل انواع الجرائم، فيقتل الأبرياء أو يقتل .
إنّ أسباب الهجرة السرية أو ما اصطلح علية ظاهرة "الحرقان" على غاية من التعقيد، إذ لاتقتصر على البطالة والهشاشة الاجتماعية بل هي أساسا متأتية من الفوارق في مستويات العيش وضيق آفاق الهجرة العادية بالصيغ المُنظمة و لكن يظل السؤال مطروحا يبحث عن جواب بل اجوبة حول كيفية معالجة هذه الظاهرة و ايجاد حلول ممكنة لها ؟ و نفس الشيء بالنسبة لظاهرة الارهاب ...
كيف نعالج هذه الآفة ؟
أعتقد أنه آن الأوان للقيام بدراسة حول هذه الظاهرة عن طريق خبراء لتشخيص المسألة و وضعها في اطارها الموضوعي وإرساء تعاون بين الأجهزة الأمنية بين البلدان العربية و البلدان الأخرى مثل فرنسا و ايطاليا و اسبانيا في مواجهة ظاهرة الهجرة غير الشرعية
و تشغيل هؤلاء الشباب و تأطيرهم و ادماجهم في المجتمع و حب أوطانهم.
و من أجل تعميم الفائدة و الغوص في بحور الموضوع ، هناك ما يقرب عن 100 مليون شاب عربي يرغبون الهجرة خارج بلادهم......رقم مخيف أليس كذلك؟
قوراب الموت تحمل شباب من سن 16 سنة يودون الفرار خارج الاوطان بلا جوازات سفر أوليس لديهم أي هوية !
من المسئول عن هذا ؟
ماهو موقف الحكومات العربية إزاء هذا النزيف في أعز ما تملك ولاسيما وأن الشباب سواعد الأمة الفتية ...؟
لماذا يري الشباب العربي مستقبلا ًمظلماً داخل وطنه...؟
ماهو البديل للهجرة ؟
الهجرة الغير شرعية تدق ناقوس الخطر بين الفقر و عدم الثقة في النفس أو الحكومات أوالضياع أو.....ماذا؟
كشفت دراسة أمريكية عربية مشتركة أن ثلث الشباب العربي ممن تتراوح أعمارهم بين 15 إلى 29 عاما سيهاجرون من بلادهم إذا أتيحت لهم الفرصة وأن 26 في المائة يتمنون الهجرة الدائمة منها و وجدت الدراسة التي أجريت بالاشتراك بين مؤسسة سيلاتيك و بمشاركة شخصيات عالمية و مؤسسة جالوب الأمريكية لاستطلاعات الرأي
أن أغلب الشباب الذين يرغبون في الهجرة من بلادهم هم الأعلى مستوى من التعليم والأوفر حظا في التوظيف والأكثر طموحا للإنتاج مما ينذر بنزيف هائل للعقول والطاقات العربية التي تشكل المحرك الأساسي للنمو الاقتصادي والتقدم الحضاري
يبلغ عدد الشباب الذين يشكلون هذه الفئة نحو 100 مليون شاب مما يواجه المنطقة بأكبر عدد من الشباب المؤهلين لدخول سوق العمل في تاريخها. ووجدت الدراسة أن 31 في المائة من الشباب الذين يعملون بالفعل يتمنون الهجرة الدائمة من بلادهم إذا تسنى لهم ذلك مقابل 17 في المائة ممن لايعملون و اغلبهم من العاطلين عن العمل.
وأشارت الدراسة إلى أن الشباب الذين يخططون لإقامة مشروع أو بدء عمل حر خلال 12 شهرا هم الأكثر تطلعا لمغادرة بلادهم بشكل دائم وأكثر المتطلعين إلى الهجرة هم الحاصلين على درجات جامعية بدءا من البكالوريوس والليسانس ولكن هناك بعض الأسئلة التي تظل مطروحة في انتظار ايجاد اجوبة و حلول عاجلة لهذه الظاهرة : ظاهرة الهجرة الغير شرعية و ظاهرة الانخراط في تنظيمات ارهابية .
هل يمكن ان نتفاعل مع تلك الحقيقة المفزعة.....؟
وسوم: العدد 629