القاعدة .. والنشأة المأزومة
فكر تنظيم القاعدة وملحقاته من إخوة المنهج، تماماً كفكر الشيعة والخوارج سابقاً، لم يَنبُتْ نباتاً صحيحاً عميقَ الجذور في الدّين المتين الذي يزعم الانتسابَ إليه - والذي يتطلب الإيغالَ برفق - ولا في أجواء صحيحة تهيّئ له النضجَ الصحيح..
وإنما كان ردّ فعل سريعاً طارئاً متعجّلاً معتسفاً، على ظروف - سياسية واجتماعية - مأزومة وغير صحية..
فخرج نباتُه.. مُعوَجَّ العود، مرتعاً للدود، جافّاً مُتأرجحَ القوام، سريعَ الاشتعال والضّرام..
وكان صاحبُه.. سهلَ المنال، مُيسّرَ الاختراق والاستغلال، مُنبَتّ الصلة بالواقع، متخفّياً بالسّراديب والبراقع، رافعاً عقيرته بالشعارات، وجامعاً فكرته من المتناقضات، مُحتطِباً كحاطب ليل، مُتناولاً الأدلةَ بالبَتْر والمَيْل..
وفي النهاية.. لا هو بالذي حقّق ما توهّمه الحقَّ والصواب، ولا بالذي أفسح لغيره في ميدان الدعوة والبناء، ولا بالذي كفّ عن الأمة شرّ العدوّ بعدَ توطئةٍ منه واستجلاب!
وسوم: العدد 647