الإرهاب ! من ؟ وما وماذا؟ وكيف؟ ولماذا؟!
..الإرهاب ..أو الإرعاب هوالشغل الشاغل لعالم هذه الأيام ..!
وما زال المشتغلون به ..يبحثون عن ماهيته ..وعصاباته ومواصفاته ..ومتى يكون العنف إرهابا ومتى لا يكون ؟..وكل له مبرراته ووجهات نظره التي ينطلق –غالبا- فيها من ظروفه ومصالحه ..ولذا فكثيرا ما تتناقض المواقف وتختلف وجهات النظر!
..ولذا فإن تحديد الجهات الإرهابية مهمة شائكة ومعقدة ..والعجب أن ما يسمى [المجتمع الدولي] قد أسند تلك المهمة [ مهمة تحديد الجماعات الإرهابية ] إلى الأردن .. ذلك البلد الصغير الفقير الذي لا تنقصه المشاكل والأزمات داخلية وخارجية ..ولكنه – بوعي شعبه وحنكة سياسته ..ما زال محافظا على توازنه وعلى الأمن والأمان في بلاده – وسط محيط متلاطم من الفتن والدماء! .. لأن الشعب – وفي مقدمته المعارضة – بكافة أطيافها – سلميون مسالمون ..لا يميلون إلى العنف ..ويشجبون استعماله أواللجوء إليه ..لأي سبب! وربما وثق[ المكلِّفون] بقدرة الأجهزة الأمنية الأردنية الماهرة ..على معرفة حقائق بعض الجماعات ..وقد خبرت أصنافا وأفرادا من بعضها ..عن كثب!
ومن وجهة أخرى فإن قيام الأردن بهذه المهمة ..فيه مخاطر ومحاذير من استعداء بعض الجهات التي يصنفها إرهابية .. والحاجة ماسة إلى تقليل الأعداء لا تكثيرهم ..ولكن ربما يصدق هنا المثل [مكره أخاك لا بطل] ..وليس الأردن ولا غيره بحاجة إلى استعداء المزيد من الإرهابيين ..ولولا أن بعض الظروف المريبة دفعته دفعا إلى واجهة المواجهة مع تنظيم الدولة [ داعش] لكان يمكن أن يتجنب أذاه ولو إلى حين!
.. إذا قلنا إن الإرهابي هو الذي يعتمد العنف المسلح وسيلة لتحقيق مآربه .. ويعتدي على الأبرياء ولا يقتصر على المقاتلين ..وكثير من ضحاياه من الأطفال والنساء والمدنيين غير المسلحين وغير المقاتلين ..بل إنه يقتل بلا محاكمة ولا قوانين ..ويعتدي ويدمر ولا يلتزم بقوانين ولا بحقوق الإنسان ولا بأية قيم أو أخلاقيات..إلخ
فكم نجد من هؤلاء؟ ..واين هم الذين يحاربون حربا شريفة؟ ..حتى النظم القمعية المتسلطة أليس إرهابها الرسمي هو الذي أنشأ الإرهاب المتمرد – كردود فعل طبيعية غالبا ..أوابتداءً -..وشجعه وأمده بأشكال شتى مباشرة وغير مباشرة – وما يزال؟!!
لا يستقيم أن يصنف أمثال داعش وجبهة النصرة ..كإرهابيين ..ويترك من يعملون مثل أعمالهم وأشد وأشنع !..مثل عصابات الحشد الشيعي في العراق - التي تجاوزت الخمسين عصابة – لمزيد من تبرير نهبهم لثروات البلاد ؟حتى تحملت مديونية باهظة بمئات المليارات مع أنها على بحر من النفط ..وهي بلاد السواد وما بين النهرين من أخصب البلاد ..وأكثرها قابلية للإنتاج الغذائي ..الذي – لو أحسن استغلاله- لكفى نصف العالم ..ولما بقي جائعون!!.. لكنه الإهمال وسوء الإدارة والفساد واللصوصية المتفشية والعمالة ...إلخ
وقد ذهب كثير منهم [ عصابات جحش]عند الجحش وشبيحته للمساهمة في قتل الشعب السوري الذي اضطر نظامه المتداعي المهزوم للجوء للاستعانة بكافة الشياطين ..الدموية لمحاولة كبت بقية شعبه ..أو إفنائهم أو تهجيرهم أو إلغائهم .. فعداعما كوّن من عصابات بأسماء مختلفة ..واستجلب مرتزقة العرب والعجم .. فقد استعان بالروس أيضا ليبيدوا أحرار سوريا ..ولا مانع عند بشار وعصابته أن يستلمها خاوية مدمرة!– ونكرر دائما : إن من يفعل مثل ذلك في بلاد وشعب يزعم أنه يحكمه .. لا يمكن أن تكون لديه ذرة من انتماء لا للشعب ولا للوطن- اللذين يدمرهما بحقد رهيب!
..وما الموقف أيضا من الطائرات التي تقتل من المدنيين الأبرياء أكثر من المسلحين؟..
أين مثلا ممكن أن يصنف حزب نصرالله ؟ ..فهو من جهة يعارض الدولة الصهيونية ..وكثيرا ما اشتبك معها .. فهو هنا وطني ..وعند اليهود إرهابي !..وهو الآن متورط في سوريا يسهم في قتل وتدمير الشعب السوري –الذي سبق أن أستضاف أفراده وعيالهم وأنصارهم وأكرمهم حين هرب كثيرون عندما هاجم اليهود جنوب لبنان ..فلربما هدموا البيت الذي استقبلهم وآواهم..! وقتلوا أو شردوا الأسر التي رحبت بهم وقاسمتهم لقمة أولادها!!!
.. ماذا يقال عن الإرهاب الصهيوني ..الذي يقتل ويعدم المدنيين إعداما ميدانيا بدون محاكمة وكثير من ضحاياه من الأطفال والنساء؟!
والجيش اليهودي هو الوارث الرسمي والفعلي والابن غير الشرعي لعصابات الهاجاناة وشتيرن وأراغون زفاي ليومي- والبالماخ ..وغيرها من العصابات الإرهابية الإجرامية اليهودية التي قامت دولة العدوان اليهودي على جماجم ودماء ضحاياها من أهل البلاد في فلسطين وبعض من هبوا لنجدتهم في ظروف معروفة محكومة سلفا – وإن كان الناس حينها لم يكن لديهم وعي كامل بالمكر ؤحجم المؤامرة التي كانت أكبر وأوسع وأقوى من الجميع ..وكثير منها خفيّ دُبِّر بليل بهيم! .. وقد تكوّن من فلول تلك العصابات ما أسموه[ جيش الدفاع الإسرائيلي]!
نترك لكم التقدير ..ولنعد التذكير ببعض ما كنا قلناه – حول الموضوع منذ شهور – والذكرى تنفع المؤمنين :
(عصابة من السفهاء والحمقى والمتنطعين أقامت الدنيا ولم تقعدها .. تنعقد المؤتمرات الدولية .. لمواجهتها وتشن الغارات بالعشرات على أماكنها ومصالحها – يُقتَل فيها من المدنيين الأبرياء أكثر من المسلحين الأشقياء!- ..وتجلب عليها تحالفات دولية في حرب شبه عالمية .. ومع ذلك .. يكرر مسؤولون من دول كبيرة كفرنسا والولايات ..أن مواجهتها تتحمل سنين!
كيف لو خرجت لهم في كل قطر جماعة مماثلة ..أو أكثر أو أقل؟!
وكيف لو كان هؤلاء دولة ؟ أو يملكون إمكانات دولة حقيقية ؟!
بمطالعة الواقع ..نقول : إن هنالك أكثر من عصابة يجب مواجهتها بنفس القوة أو أكثر!
أليس ما تفعله عصابات [جحش: جيش الحشد الشعبي] في العراق من تدمير للمدنيين من مذهب محدد(السنة) .. وقتل جماعي وإجرام فظيع .. خروجا على كل القيم والأصول ..وجرائم إبادة جنس وغير ذلك مما يدخل تحت قائمة المحظورات الدولية والتي تستوجب التدخل المباشر ؟.. وإن كانوا يغطون جرائمهم بحجة مواجهة داعش ..مع أنهم يقتلون الهاربين من داعش !
..وكذلك الإجرام المدمر الذي فاق كل حدود من عصابة [ بشار الجحش] كذلك الذي غير الفرنسيون المستعمرون اسم عائلته إلى الأسد .. الذي جند العلويين وتحالف مع الروافض وغيرهم.. ليبيد أكثرية الشعب السوري ( السنة) ..ألا تكفي كل جرائم عصابات النصيرية وحلفائها ضد الآمنين ومقتل مئات الآلوف من الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين ..والتعذيب المنكر والتجاوزات التي لم تسبق في التاريخ .. توجب [تدخلا إنسانيا]؟ ( وتصنيفا إرهابيا)؟
ألا يستحق [الباسيج الإيراني] الغازي ..وفلول دهماء المجوس القتلة – من كل صوب - أن تلتفت إليهم طائرات التحالف [ والمؤتمرات الدولية] أم أنها أصلا متحالفة معهم ضد نفس العدو؟!!
..أو ليس [عربدات عصابات الحوثيين وشركائهم] وتدميرهم لليمن بعد أن كاد يتعافي ويسير في طريق البناء والحرية ....ألا يستحقون مثل ذلك التدخل؟
نقول ذلك التدخل كان أكثر مشروعية لأنه استجابة لحاكم شرعي ضد منقلبين متطاولين على رأي الأغلبية ومصلحة البلاد واستقرارها .. فهنالك كذلك من فعل مثل الحوثيين وانقلب على أوضاع شرعية شعبية .. ويستوجب تدخلا وتصحيحا وإيقافا للتغول الموسادي والإجرام ضد الشعب وعناصره الواعية المخلصة ! .. فهل يا ترى لو طلب [ المنقلَب عليهم] مثل تلك المعونة يجدونها ؟!
يذكر ان بعض القادة الإيرانيين قد صرح أن أمن اليمن من أمن إيران .. ونفس التصريحات أيضا عن سوريا ..ويجري [ شحن] عشرات أو مئات الألوف من [ الوقود البشري الإيراني ] لتقوية الجبهتين ..ومحاولة تحقيق تقدم أو حسم فيهما..ولكن النتائج لن تكون أفضل من سابقتها في الحرب مع العراق في السبعينيات .. والثمانينيات .. حتى لو قام الخميني من مرقده ووزع على [بهائم الدهماء الفارسية] مفاتيح الجنة !!
..وأخيرا وليس آخرا .. هنالك [القتلة والإرهابيون الأصليون ] وأس البلاء وكل المشاكل [ الصهاينة المعتدون القتلة المفسدون ].. هم أولى من الجميع أن تتجه الجهود لتأديبهم ..بل لاستئصالهم .. وإعادة الحق إلى نصابه .. ليرتاح الجميع .. وتنتهي كل المشاكل في المنطقة والعالم .. )
لا تنسوا هذه العصابات الإرهابية الأخرى..الأكثر مكرًا!:
لا شك أن عصابات قاتلة متآمرة لاتقيم وزنا للقيم ولا للإنسان ولا لحقوقه
وطالما تآمرت على الشعوب والأحرار وملأت السجون وعذبت وأشرفت على التعذيب والقتل وفتكت بأبرياء كثير ..وطلاب حقوق واضحة وحريات مسلوبة! وخربت ودمرت واعتدت .. كجهاز الموساد اليهودي والمخابرات الأمريكية والروسية ..إلخ ... تلك منظمات ومؤسسات وعصابات إرهابية أكثر من داعش[ ومَن دعدشها!] فهل يجرؤ أحد على تصنيفها منظمات إرهابية ..وهي [ عين الإرهاب ذاته]؟!!
وأخيرا .. لا ننسى أن بعضاً من الفرق المسلحة لبعض الجهات ,, جهد واضح في بروزها وتغولها [ كداعش – وقد تعرضنا – وغيرنا- لدور بشار والمالكي وأمريكا وبريطانيا في نشأتها] .. لأغراض نراها الآن بوضوح .. وليستمر سفك دماء المسلمين وتخريب ديارهم وتشتيت شملهم وإضعافهم ..لتظل دولة اليهود سالمة مزدهرة متسيدة أقوى من الجميع .. ويزول أي خطر محتمل عليها .. وخصوصا من الإسلاميين ..والذين من أهم أهداف تكوين داعش [ بكل تلك المواصفات والتصرفات والتصريحات المنفرة والبشعة] إلا لينفروا الناس من الإسلام وأهله ..,وليحرضوهم عليهم !! ويبغضوهم في فكرة الخلافة الإسلامية ( وهي مطلب شعبي إسلامي يرنو إليه المسلمون – منذ أسقطت الصهيونية والاستعمار خلافتهم الأخيرة! .. ووقف المجرمون حراسا لئلا تعود ..ولئلا يبرز نفس إسلامي حر يطالب بخلافة أو سيادة أو وحدة للمسلمين الذين مزقهم أعداؤهم إربا وما زالوا يمعنون في تقسيمهم أكثر فأكثر ) !!
وبالطبع من المنافع أن تستمر البلاد المهدمة محتاجة إلى [المتآمرين] ليساهموا في إعمار ما دفعوهم لتخريبه وتوريد بضائعهم وسلاحهم ..إلخ لتلك البلاد مقابل امتصاص ما بقي فيها من خيرات وموارد لا يحسن – أو لا يسمح لأهلها- الاستفادة منها كما يجب!! ولتظل المنطقة خاضعة لنفوذ الأجانب ..! فلا يرتفع لأهلها رأس ؛ ولا تتوحد لهم كلمة!!
لا يمكن القضاء على داعش وأمثالها قبل القضاء على أسباب نشوئها وتضخمها .. وباختصار - القضاء على النظم القمعية العفنة والعصابات الطائفية والتشبيحية الذين يدفعون الناس دفعا للانضمام إلى داعش وأمثالها هربا من ظلمهم وعنفهم وللانتقام منهم!
لا بد من القضاء على النظام الطائفي التشبيحي الجحشي في الشام ..وحل كل عصابات الروافض المفسدة في العراق وغيره ومحاسبتهم على ما قتلوا وسرقوا ودمروا وحرقوا ! ..وقطع دابرها في العراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا..إلخ وشن الغارات عليهم كما تشن على داعش وغيرها ..ووقف قتل الروس وحلفائهم للشعب السوري – بالجملة والمفرق ..حيث يسقط من المدنيين العزل – وخصوصا الأطفال الأبرياء ..أضعاف ما يصاب من المقاتلين!
مرة أخرى:
أس المشاكل ومنبع الإرهاب [الدولة الصهيونية الإرهابية]!:
وأهم أس المشاكل وأسبابها- وظهور العنف وحركاته وجماعاته ..هو [الاحتلال الصهيوني لفلسطين] – كما كررنا – وغيرنا مرارا- وكما يعرف- أويعترف – الكثيرون وأخيرا وزيرة خارجية السويد التي وضعت يدها على مفصل الداء .,حيث أشارت للمتهم الأول [ الدولة اليهودية واعتدائهاعلى فلسطين وشعبها وحقوقه] مما أوجع دولة الهود [ ونتنها] فأخذت [ تنبح وتسلح] على السويد ووزيرة خارجيتها ؟؟لأنها قالت كلمة حق أوجعتهم..وكثيرون قالوها ..وقد تشيع وتعلو حتى تصم الصهاينة وحتى ينفر الكون كله منهم- كما ينفر الناس من الأجرب ! وتنعزل الدولة الشاذة .. إلى أن يحين اوان زوالها الحتمي والكلي..( ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ؛ ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم) - ( الروم :5،4)
وسوم: العدد 648