" آلاء " الفلسطينية تغضب حميةً للغة العربية
آلاء الحاج يحيى موظفة في قسم الاستعلامات بجامعة تل أبيب ؛ نهتها مديرة القسم اليهودية عن استخدام العربية في الرد على المستعلمين حتى العرب ، فرفضت آلاء مؤكدة أنها لن تستخدم سوى العربية إن كان المستعلم عربيا . وُرِفعت المسألة إلى إدارة الجامعة ، فأيدت الإدارة موقف المديرة وخذلت آلاء ، فاستقالت من عملها . " هآرتس " تقول إن آلاء كانت تخطط للاستقالة قبل خلافها مع المديرة ، وإنها استغلت الخلاف لجعله يبدو سببا لاستقالتها . وفي قول " هآرتس " تلميح ضمني إلى أن آلاء تستهدف كسب سمعة وطنية بالتظاهر بالحمية والغيرة على لغتها القومية . لا نرى ما تراه " هآرتس " ،لا استنادا إلى معلومات حول حقيقة نوايا آلاء ، ولكنْ تحليلا عقلانيا منطقيا لما حدث . من مجمل ما حدث نقدر أن آلاء كانت دائما ترد بالعربية إذا كان المستعلم عربيا ، وإلا لوافقت فورا على طلب المديرة ، وقالت إن ردها بالعربية الذي جاء الطلب بعده كان استثناء عابرا ، ثم لماذا ترفع المسألة إلى إدارة الجامعة ؟ ألا يدل ذلك على أنها تنوي البقاء في عملها إذا أيدت الإدارة موقفها ؟ لا يتصور عقلا ومنطقا أنها ستستقيل عندئذ . موقف آلاء الذي كلفها فقد عملها موقف وطني قومي تستحق عليه التكريم والاعتزاز والمساندة . ومن المساندة أن يعينها مواطنوها القادرون من العرب في الحصول على عمل جديد ، وهم مثلما نعرفهم لن يخذلوها . آلاء أمثولة حية مضيئة على وطنية أهلنا في الداخل وغيرتهم على كل ما له صلة بهويتهم القومية ، وفي صميمه لغتهم . وكل الشواهد تبين أنهم يحافظون عليها في حيوية ويقظة رغم عيشهم في مجتمع عنصري يراهم أعداء وقنابل موقوتة باستثناء اصوات وقوى محدودة ضعيفة التأثير من اليهود ، وفي 2014 تقدم 40 عضو كنيست من أحزاب الائتلاف الحاكم ومن المعارضة على رأسهم آفي ديختر بمشروع قانون لاعتبار اللغة العبرية اللغة الرسمية الوحيدة في الدولة لنزع هذه الصفة عن العربية والإنجليزية اللغتين الأخريين الرسميتين فيها منذ زمن الانتداب البريطاني على فلسطين ، وفشل المشروع . التحدي أيا كان نوعه ومصدره يفجر لدى الكيانات الحية كوامن الإرادة وعمق الصلابة ، وهذا ما يبديه ساطعا حفاظ أهلنا في الداخل على جوهر شخصيتهم القومية والحضارية التي تجسد عربيتهم العظيمة الجميلة ، أم اللغات ، لب مكوناتها البنيوية . وأداؤهم اللغوي في شعرهم وقصصهم ومقالاتهم وأحاديث مثقفيهم وكتابهم وإعلامييهم مبين لذلك أقوى إبانة ، وبهذه الكيفية يصيرون قدوة تتبع لغيرهم من العرب الذين لا يعيشون صعوبة واقعهم اللغوي والثقافي ، ومع ذلك تتردى لغتهم ترديا مشينا مسخ خصائصها ، وضعضع قدرتها على الأداء الجمالي القوي المعهود فيها ، وجعلها ضعيفة المسايرة للتعبير عن التطور العلمي والتكنولوجي .
وسوم: العدد 656