التدريب وبناء الذات
من مهارات تطوير النفس الإنسانية (3)
يحتاج الإنسان إلى المهارات والمعارف لكي يستطيع انجاز أعمالة وإتمام أموره؛ وتزداد حاجته عندما يكون ممارسا لعمل ما، فالعلوم الأكاديمية ليست وحدها القادرة على الانجاز وبناء الذات ، فالباحث عن الكفاءة والتطور والتقدم يحتاج إلى المزيد من المعارف العملية والمهارات التدريبية التي تصقل شخصيته وتعزز من معلوماته النظرية ومهاراته العملية .
تكمن أهمية التدريب الأولى في انه أداه من أدوات تطوير وتوكيد الذات الإنسانية ، فهو سبب الشعور بالثقة وشعور المرء بأنه قادر على انجاز العمل بكل اقتدار.... التدريب بشقية النظري والعملي له أهمية لا تقل عن أهمية العلوم الأكاديمية بل تكاد تتفوق عليها، فكثير من الموظفين يحمل الشهادات العالية ولكن ليس لدية مهارة لممارسة عمل بهذه الشهادة ...هنا يأتي دور التدريب الذي يمنحه الميكانزما الخاصة بكيفية توظيف معارفه في العمل وبالتالي تحقيق النجاح .
يحتاج الإنسان خلال مسيرته العملية إلى التدريب بنوعية : النظري والتطبيقي فكلاهما ضروري ، فالأول يؤسس لقاعدة قوية من الثقافة العلمية والمعرفة النظرية في مجال التخصص والنوع الثاني يمنح المهارات الحركية والعملية التي تمكن الموظف من الممارسة اليدوية والحركة البدنية في مجال عملة؛ وبالتالي تتحقق الكفاءة.... فالكفاءة في الإنتاج هي عبارة عن محصلة وثمرة لقدرات الأفراد الإبداعية التي تحولت من أفكار دماغية إلى سلع ملموسة وخدمات محسوسة.
التدريب ضرورة لا بد منها في حياة الأفراد والجماعات على حد سواء، فهو أيضا سبب من أسباب بناء فرق العمل القادرة على الإنتاج الجماعي والعمل المشترك الذي ثبتت أهميته وضرورته لزيادة الإنتاج وتطوير عمل المؤسسات والأفراد معا، التدريب سبب من أسباب تطوير الذات وبناء الشخصيات ؛ لذا على الأفراد والمؤسسات أن لا تتوقف وتكتفي بالمعارف النظرية ..لا بد من السعي لمواصلة التدريب بناءاً على الاحتياجات التدريبية التي تراها المؤسسات ضرورية لديمومتها واستمراريتها.
وسوم: العدد 658